المفوضية الأوروبية تقترح تعليق جميع التعريفات الجمركية مع أميركا

المفوضية الأوروبية تقترح تعليق جميع التعريفات الجمركية مع أميركا
TT

المفوضية الأوروبية تقترح تعليق جميع التعريفات الجمركية مع أميركا

المفوضية الأوروبية تقترح تعليق جميع التعريفات الجمركية مع أميركا

بعثت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، بإشارات جديدة لتسوية النزاع الجمركي مع الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال نائب رئيسة المفوضية، فالديس دومبروفسكيس، في تصريحات لمجلة «دير شبيغل» الألمانية نشرتها في عددها الصادر السبت: «اقترحنا تعليق جميع التعريفات الجمركية المتبادلة لمدة ستة أشهر من أجل الوصول إلى حل تفاوضي... من شأن ذلك أن يوفر فترة ضرورية لالتقاط الأنفاس بالنسبة للقطاع الصناعي والعاملين فيه على ضفتي الأطلسي».
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب فرض رسوما جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من أوروبا عقب توليه مهام منصبه.
ثم فرض الاتحاد الأوروبي رسوم استيراد على الخمور، وملابس الجينز والدراجات البخارية الأميركية. وفي الآونة الأخيرة، ألمح ساسة معنيون بالشؤون التجارية في واشنطن إلى رغبتهم في الالتزام بالتعريفات الجمركية.
وفي 5 مارس (آذار) الماضي، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة علقا جميع الرسوم الجمركية المتعلقة بالنزاع بين شركتي إيرباص وبوينغ لفترة أولية مدتها أربعة أشهر.
وفي بيان عقب مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، قالت فون دير لاين إن الجانبين ملتزمان بحل النزاع.
وأضافت: «كرمز لهذه البداية الجديدة، وافقت أنا والرئيس بايدن على تعليق جميع تعريفاتنا المفروضة في سياق النزاعات بين إيرباص وبوينغ، سواء على الطائرات أو المنتجات التى لا علاقة لها بالطائرات، لفترة أولية مدتها 4 أشهر».
ويعد إعلان المفوضية أحدث خطوة في الخلاف الدائر بين بروكسل وواشنطن منذ 15 عاما حول دعم الدولة لأكبر شركتين للطائرات في العالم، وهما كونسورتيوم إيرباص الأوروبي ومنافستها الأميركية بوينغ.
وقد فرض الجانبان رسوما جمركية على سلع الطيران والسلع غير الجوية تقدر بمليارات الدولارات.
وفرضت الولايات المتحدة تعريفات على بعض منتجات الاتحاد الأوروبي بعد صدور حكم من منظمة التجارة العالمية. وأعلنت الهيئة التجارية أن الدعم الأوروبي لإيرباص غير قانوني، وسمحت للولايات المتحدة برفع الرسوم الجمركية على المنتجات بقيمة 7.5 مليار دولار.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي فرضت المفوضية الأوروبية رسوما جمركية إضافية على المنتجات الأميركية قيمتها نحو 4 مليارات دولار عقب حكم آخر من منظمة التجارة العالمية.



«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)

خفّض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس؛ استجابةً للتباطؤ المستمر في ضغوط التضخم، التي أثارت استياء كثير من الأميركيين، وأسهمت في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وكعادته، يكتسب اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» أهمية؛ حيث يترقبه المستثمرون والأسواق لمعرفة مقدار الخفض الذي سيطال الفائدة لما تبقى هذا العام والعام المقبل، لكن أهميته هذه المرة كانت مضاعفة، كونها تأتي غداة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي أفضت إلى فوز الجمهوري دونالد ترمب، المعروف بانتقاداته للسياسة النقدية المتبعة عموماً، ولرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خصوصاً.

ونقلت «سي أن أن» عن مستشار كبير لترمب أنه من المرجح أن يسمح الأخير لباول بقضاء بقية فترة ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026، بينما يواصل سياسته في خفض أسعار الفائدة.

وجاء خفض 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.5 في المائة - 4.75 في المائة، بعدما خفّض في سبتمبر (أيلول) الماضي سعر الفائدة بمقدار بواقع 50 نقطة أساس.

وبعد نتائج الانتخابات، عزز المستثمرون رهاناتهم على الأصول التي تستفيد من فوز المرشح الجمهوري، أو ما يعرف باسم «تجارة ترمب»، التي تستند إلى توقعات بنمو اقتصادي أسرع، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى تضخم أعلى.

وقفزت عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل بنحو 20 نقطة أساس، في حين سجلت الأسهم الأميركية مستويات قياسية، وارتفع الدولار.

وقد باتت تحركات «الاحتياطي الفيدرالي» المستقبلية غامضةً بعد الانتخابات؛ نظراً لأن مقترحات ترمب الاقتصادية يُنظر إليها، على نطاق واسع، على أنها قد تسهم في زيادة التضخم.

كما أن انتخابه أثار احتمالية تدخل البيت الأبيض في قرارات السياسة النقدية لـ«الاحتياطي الفيدرالي»؛ حيث صرّح سابقاً بأنه يجب أن يكون له صوت في اتخاذ قرارات البنك المركزي المتعلقة بسعر الفائدة.

ويُضيف الوضع الاقتصادي بدوره مزيداً من الغموض؛ حيث تظهر مؤشرات متضاربة؛ فالنمو لا يزال مستمراً، لكن التوظيف بدأ يضعف.

على الرغم من ذلك، استمرّ إنفاق المستهلكين في النمو بشكل صحي، ما يُثير المخاوف من أن خفض سعر الفائدة قد لا يكون ضرورياً، وأن القيام به قد يؤدي إلى تحفيز الاقتصاد بشكل مفرط، وربما إلى تسارع التضخم من جديد.

وفي هذا الوقت، ارتفع عدد الأميركيين الذين قدّموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف الأسبوع الماضي، ما يشير إلى عدم وجود تغييرات ملموسة في ظروف سوق العمل، ويعزز الآراء التي تشير إلى أن الأعاصير والإضرابات تسببت في توقف نمو الوظائف تقريباً في أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت 3 آلاف طلب لتصل إلى 221 ألف طلب، معدَّلة موسمياً، للأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر (تشرين الثاني).

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 221 ألف طلب للأسبوع الأخير، وفق «رويترز».

وتباطأ نمو الوظائف بشكل حاد في الشهر الماضي؛ إذ ارتفعت الوظائف غير الزراعية بواقع 12 ألف وظيفة فقط، وهو أقل عدد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.