رئيس موريتانيا السابق يعود للعمل السياسي رغم اتهامه بـ«الفساد»

رئيس موريتانيا السابق محمد ولد عبد العزيز (أ.ف.ب)
رئيس موريتانيا السابق محمد ولد عبد العزيز (أ.ف.ب)
TT

رئيس موريتانيا السابق يعود للعمل السياسي رغم اتهامه بـ«الفساد»

رئيس موريتانيا السابق محمد ولد عبد العزيز (أ.ف.ب)
رئيس موريتانيا السابق محمد ولد عبد العزيز (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الموريتاني السابق، محمد ولد عبد العزيز، أنه انضم لحزب «الرباط الوطني من أجل الحقوق وبناء الأجيال»، الذي تأسس سنة 2016. ويصنف على أنه معارض للنظام الحاكم في موريتانيا. وجاء إعلان الانضمام في بيان صحافي مطوَّل، انتقد فيه الرئيس السابق الأوضاع في البلاد، وقال إن موريتانيا «تعيش حالة من التراجع والتقهقر والانتكاس»، تهدد ما سماه «الإنجازات والمكتسبات الديمقراطية».
وركز ولد عبد العزيز في انتقاداته على ما سماه «تراجع الحريات»، وقال إنه سجل «انحساراً واضحاً في الحريات الفردية والجماعية الحزبية والإعلامية، والحجر على أفكار وآراء السياسيين والإعلاميين، والشباب والنساء».
في السياق ذاته، انتقد ولد عبد العزيز المعارضة، التي قال إن «قناعات بعضها ليست نابعة من مبدأ، ولا صادرة عن إيمان بأي مشروع وطني مهما كانت طبيعته»، كما اعتبر أن نواب البرلمان «راحوا يبحثون عن مصالحهم الخاصة من زيادة للرواتب والعلاوات، والصفقات غير المستحقة».
وأضاف ولد عبد العزيز، الذي قدّم نفسه على أنه معارض سياسي للنظام، أن المواطن الموريتاني «يعاني ظروفاً صعبة، في ظل حالة من التخبط، وانعدام الرؤية والاستراتيجية الواضحة لدى الإدارة، والسلطة الحالية، لمواجهة التداعيات الصحية والاجتماعية لجائحة كورونا على المواطنين».
وخاطب الرئيس السابق الموريتانيين قائلاً: «أؤكد لكم كما أكدت لكم سابقاً، مراراً وتكراراً، عزيمتنا وإصرارنا على الحفاظ والدفاع عن المكتسبات والإنجازات، التي حققناها سابقاً، والوقوف بالمرصاد في وجه كل الممارسات والسياسات الرجعية، التي ستعيد شعبنا ووطننا إلى المربع الأول... مربع التخلف والفساد والتبعية والزبونية».
وتابع الرئيس السابق في بيانه الموجه إلى الرأي العام: «أدعو كل الغيورين على هذا الوطن، الحريصين على نهضته وتطوره، والذين يطمحون للقطيعة التامة مع التخلف، والاتكالية والمسلكيات البائدة من فساد ومحسوبية وفشل... أطلب منهم أن يلتحقوا بنا في المشروع الوطني الجامع لحزب الرباط الوطني من أجل الحقوق وبناء الأجيال».
كما دعا ولد عبد العزيز «الشخصيات السياسية والاجتماعية وأصحاب الكفاءات والخبرات الحرة والمستقلة، والفعاليات والتيارات النسائية والشبابية» إلى الالتحاق به في الحزب المذكور. وتجاهل ولد عبد العزيز في بيانه الصحافي الحديث عن التهم، الموجهة إليه من طرف القضاء الموريتاني بالفساد وغسل الأموال، فيما اعتبرت ردود الفعل أن هناك صلة وثيقة بين البيان والمسار القضائي، إذ إن الرئيس السابق حريص على حمل صفة سياسية.
وكان ولد عبد العزيز قد أسس سنة 2009 حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وحكم به موريتانيا حتى 2019. عندما غادر السلطة عقب انتخابات فاز بها الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني. لكن محاولة ولد عبد العزيز الاحتفاظ بدور سياسي داخل الحزب الحاكم واجه معارضة شرسة من قيادات الحزب، التي أرغمته على المغادرة.
وحاول ولد عبد العزيز بعد ذلك الالتحاق بحزب «الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي»، وهو حزب سياسي بعثي المرجعية، لكن الحزب أغلق بسبب مخالفته القوانين المنظمة للأحزاب السياسية.
ويستعد حزب «الرباط الوطني من أجل الحقوق وبناء الأجيال» لعقد مؤتمره الوطني خلال الأسابيع المقبلة، وفتح عملية انتساب، يتوقع أن ينخرط فيها أنصار الرئيس السابق، وقد يتقلد بعضهم مناصب قيادية في الحزب الناشئ، فيما لم يعرف إن كان ولد عبد العزيز نفسه سيحمل صفة قيادية في الحزب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».