نتنياهو يرى «انفراجة» لتشكيل الحكومة... وحلفاؤه متشائمون

بنيامين نتنياهو يتحدث في متحف الهولوكوست أمس (أ.ف.ب)
بنيامين نتنياهو يتحدث في متحف الهولوكوست أمس (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يرى «انفراجة» لتشكيل الحكومة... وحلفاؤه متشائمون

بنيامين نتنياهو يتحدث في متحف الهولوكوست أمس (أ.ف.ب)
بنيامين نتنياهو يتحدث في متحف الهولوكوست أمس (أ.ف.ب)

أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس (الخميس)، عن تفاؤله باحتمالات نجاح جهوده لتشكيل الحكومة. وقال للمقربين منه إنه يلاحظ بوادر انفراج للأزمة.
واعتمد نتنياهو في هذا التفاؤل على حدثين اثنين؛ إذ إن نواب الحركة الإسلامية وقفوا معه ضد خصومه في حسم تركيب لجنة النظام في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). ففي حين أراد معسكر التغيير ضمان أكثرية لهم في اللجنة، حتى يمرروا قوانين تمنع نتنياهو من تسلم مفاتيح رئاسة الحكومة من جديد، صوّتت «الإسلامية» مع «الليكود» بشكل واضح، ليتم تركيب لجنة سهلة تساعد نتنياهو ضد خصومه وتعرقل جهودهم لإسقاطه.
والحدث الثاني يتعلق بحزب «عوتصمات يسرائيل»، برئاسة ايتمار بن غبير، الذي يتحالف في قائمة واحدة مع «البيت اليهودي» برئاسة بتسلئيل سموترتش، هي قائمة «الصهيونية الدينية»، التي نجحت في إدخال 6 نواب في الانتخابات الأخيرة. فجميع قادة هذه القائمة يعارضون نتنياهو في خطته لضم الحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس إلى الائتلاف الحكومي. وقال بن غبير إنه لا يقبل أن يكون وزيراً في حكومة تستند إلى أصوات النواب العرب مؤيدي الإرهاب. وقال سموترتش إنه لن يقبل حتى بدعم خارجي من «الإسلامية». ورفض سموترتش، مؤخراً، مكالمة هاتفية من نتنياهو، بعد أن اتهمه بأنه هو الذي كتب خطاب منصور عباس في الأسبوع الماضي. وفي يوم أمس، أجريت عدة لقاءات تلفزيونية مع بن غبير حول رأيه في حكومة يمين تستند إلى الإسلامية، فأجاب بأنه يرفض الجلوس معها في حكومة واحدة. وسُئل: «ماذا ستفعل إذا أصر نتنياهو على ضم الإسلامية وشكل حكومة معها؟ فهل ستصوت ضدها في الكنيست؟»، فرفض الإجابة. واعتبر نتنياهو هذا الموقف تقدماً نحوه.
لكن حلفاء نتنياهو يبدون أقل تفاؤلاً منه، وفي يوم أمس، بعد ساعات من لقاء نتنياهو مع قادة الأحزاب الدينية، خرجوا بتصريحات متشائمة حول توازن القوى. وقال يعقوب ليتسمان، رئيس «يهدوت هتوراة»: «لا أفهم هذا التفاؤل. أنا شخصياً أرى أن نتنياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة، ونحن أخبرناه بأنه إذا فشل، فإننا لن نؤيد التوجه إلى انتخابات خامسة. ويعني هذا أن المتدينين يبدون استعداداً للتخلي عن حلفهم مع نتنياهو في حال فشله والانضمام إلى تحالف آخر».
من جهته، واصل نتنياهو لقاءاته مع كتل أخرى ومع رجال دين من المستوطنين ليتوسطوا له مع سياسيي اليمين حتى يبقوا على حكومة اليمين. والتقى مع رئيس حزب «يمينا»، نفتالي بنيت، في محاولة لإقناعه بالانضمام إلى حكومته. وقد دعاه إلى مقر رؤساء الحكومة، وذلك لأول مرة منذ عشر سنوات.
وكان بنيت ونائبته في رئاسة القائمة، اييلت شكيد، يعملان في مكتب نتنياهو ويدخلان بيته يومياً.
لكنهما طُردا من العمل بسبب خلاف مع زوجته، سارة نتنياهو. وخاضا بعدها الساحة السياسية كقائدين. وقد فُرض على نتنياهو أن يضمهما إلى حكومته في دورات سابقة. وحتى عندما كان بنيت وزيراً للأمن وكانت شكيد وزيرة للقضاء، حُظر عليهما دخول بيت نتنياهو. لذلك تعتبر دعوته إلى البيت، أمس، بمثابة محاولة استرضاء كي ينضم إلى حكومته سوية مع الحركة الإسلامية.
كما التقى نتنياهو، أمس، سموترتش، وحاول إقناعه بالموافقة على تشكيل حكومة بدعم خارجي من القائمة الإسلامية. ولم يعط سموترتش ولا بنيت جواباً قاطعاً يريحه، لكنهم اتفقوا جميعاً على استمرار اللقاءات. وإذا تمكن نتنياهو من إقناعهما، فإنه يستطيع تشكيل حكومة أقلية، مدعومة من «الإسلامية» برصيد 63 مقعداً.
وهاجم قياديون في حزب الليكود، «الصهيونية الدينية»، وقالوا إن «بإمكان سموترتش منع تشكيل حكومة يمين بسبب تعهده الغبي بعدم الجلوس مع العرب. وهذا سينتقم منه إذا جرنا إلى انتخابات»، كما اتهموا بنيت، بالمراوغة، لكي يرفع سعره.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.