اختتام اجتماعات الائتلاف السوري: الانطلاق بحملة علاقات عامة وخطة رئاسية للإصلاح

اعتماد وثيقة مبادئ من 13 بندا كـ«خريطة طريق» للحل السياسي

اختتام اجتماعات الائتلاف السوري: الانطلاق بحملة علاقات عامة وخطة رئاسية للإصلاح
TT

اختتام اجتماعات الائتلاف السوري: الانطلاق بحملة علاقات عامة وخطة رئاسية للإصلاح

اختتام اجتماعات الائتلاف السوري: الانطلاق بحملة علاقات عامة وخطة رئاسية للإصلاح

اختتمت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري اجتماعاتها التي استمرت 3 أيام، بعد أن ناقشت الخطة الرئاسية وتقرير الأمانة العامة وناقشت وثيقة المبادئ الأساسية حول التسوية السياسية في سوريا.
وقال خطيب بدلة عضو الهيئة العامة لـ«الشرق الأوسط»، «الهيئة العامة ناقشت الرؤية المتكاملة التي قدمها رئيس الائتلاف خالد خوجة لعمل المؤسسة، والتي حازت على إشادة الكثير من الأعضاء لتضمنها انطلاقة جديدة غير مسبوقة في عمل الائتلاف». وأضاف، أنه «تم إقرار ورقة الحل السياسي المكونة من 13 بندا، أهمها تشكيل الهيئة الانتقالية ومهماتها.
أما خطة الرئيس فقد دعت لتشكيل مؤسسات رقابية استشارية حيادية، وحددت الهيكلية الإدارية لمؤسسات الائتلاف بشكل كامل، وتعيين كادر استشاري رئاسي».
وتضمنت جلسة أمس الاستماع إلى تقارير بعض أعضاء الحكومة المؤقتة، مثل وزير الاتصالات ووزيري الداخلية والدفاع، حيث تحدث الأول عن مشروع توفير خدمات اتصالات ونت فضائي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة. في حين تحدث وزير الدفاع عن الخطط العسكرية والصعوبات التي يمكن أن تعترض عمل الوزارة، من ذلك شح التمويل وقلة الدعم الواصل إلى الائتلاف. ويقول خطيب بدلة، إن «شح التمويل سمة عامة لمؤسسات الائتلاف بعد تأخر بعض الدول الداعمة عن إرسال المبالغ المطلوبة، مما اضطر إلى إجراءات تقشف، من تسريح بعض الموظفين في الحكومة المؤقتة وغيرها من مكاتب تابعة للائتلاف. إلا أن ضبابية التمويل، لم تمنع رئيس الائتلاف من التأكيد على ضرورة وضع ميزانية بحسب احتياجات الائتلاف وعدم تأجيلها وربطها بوصول المساعدات. وأقر المجتمعون تشكيل لجنة لتدقيق إيرادات ونفقات الائتلاف ومؤسساته».
وركزت الخطة الرئاسية في مناقشات الهيئة، على وضع رؤية جديدة للائتلاف، والقيام بحملة علاقات عامة من خلال زيارات واسعة لعواصم الدول الداعمة للثورة السورية، والزيارة المتواصلة للمناطق السورية المختلفة، ولقاء وجهاء المجتمع الديني والعرقي وقادة الألوية.
كما أقرت الهيئة العامة للائتلاف الوطني مسودة وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية والمؤلفة من 13 بندا والتي تشكل خارطة طريق للحل السياسي في سوريا، وأهمها بحسب عضو الهيئة العامة خطيب بدلة، تشكيل «هيئة الحكم الانتقالية» التي تمارس كامل السلطات والصلاحيات التنفيذية، بما فيها سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية على وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة، والتي تشمل الجيش والقوات المسلحة وأجهزة وفروع الاستخبارات والأمن والشرطة. وتتضمن الوثيقة تفاصيل دقيقة حول المرحلة الانتقالية في سوريا حتى الوصول لتشكيل هيئة الحكم الانتقالية التي نص عليها بيان جنيف خالية من بشار الأسد وأجهزته الأمنية، وتهيئ لإقامة دولة مدنية تعددية.
وتؤكد الوثيقة على استئناف مفاوضات التسوية السياسية برعاية الأمم المتحدة انطلاقا مما تم التوصل إليه في مؤتمر «جنيف2» واستنادا إلى قرارات مجلس الأمن. وحددت الوثيقة أن هدف المفاوضات الأساسي هو تنفيذ بيان جنيف لكافة بنوده.
وحددت الوثيقة صلاحيات هيئة الحكم الانتقالية واعتبرتها الهيئة الشرعية والقانونية الوحيدة المعبرة عن سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها وفق التسوية السياسية، كما حددت مسؤوليات الهيئة بـ12 صلاحية أخرى أثناء قيادة المرحلة الانتقالية.
وتتولى هيئة الحكم الانتقالية اتخاذ الإجراءات وتحديد الآليات اللازمة لعقد مؤتمر توافق وطني يضم كافة مكونات الشعب السوري، وممثلين عن القوى السياسية والثورية والمدنية وشخصيات مستقلة بهدف وضع مبادئ تشكل أساسا يصاغ الدستور الجديد بالاستناد إليها.
وتنظم هيئة الحكم الانتقالية انتخابات بمراقبة دولية حسب النظام الانتخابي الذي يتم اعتماده وفقا لاتفاق التسوية السياسية، وذلك لاختيار أعضاء «الجمعية التأسيسية» التي تتولى إعداد الدستور الجديد لسوريا.
ومن ثم تتولى هيئة الحكم الانتقالية مهمة إجراء استفتاء شعبي على الدستور الجديد بمراقبة الأمم المتحدة، كما تقوم وفقا للتسوية السياسية بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتعددية وفق ما نص عليه الدستور المعتمد وبإشراف ورقابة الجمعية التأسيسية ومراقبة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني الدولية.
وتلتزم هيئة الحكم الانتقالية باتخاذ خطوات فعالة لضمان مشاركة كافة مكونات الشعب السوري في العملية الانتقالية، وتبني استراتيجية متكاملة لإنهاء العنف والتصدي للإرهاب، وضمان حرية التعبير، وحقوق المواطنة المتساوية لجميع السوريين دون تمييز.
ولفتت الوثيقة إلى أن هيئة الحكم الانتقالية تعمل بالتنسيق مع مجلس الأمن والأمم المتحدة لتحقيق الامتثال لقراراتها، كما توجب على هيئة الحكم الانتقالية وضع معايير محايدة ومستقلة وتعتمد من مجلس الأمن، وتجبر الوثيقة في حال عدم تنفيذ أي بند من الاتفاق على اتخاذ تدابير وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
واعتبرت الوثيقة أن هيئة الحكم الانتقالية منحلة فور تولي الهيئات التنفيذية المنتخبة صلاحياتها الدستورية، كما تعتبر الجمعية التأسيسية منحلة فور عقد البرلمان المنتخب جلسته الأولى بشكل دستوري.
ومن المتوقع أن يصدر بيان ختامي من الائتلاف بعد انتهاء جلساته التي امتدت حتى وقت متأخر من يوم أمس.



بدء انتشال رفات «ما لا يقلّ عن مائة» امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية بجنوب العراق

انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
TT

بدء انتشال رفات «ما لا يقلّ عن مائة» امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية بجنوب العراق

انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)

بدأت السلطات العراقية انتشال رفات «نحو مائة» امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في الثمانينات في عهد الرئيس السابق صدام حسين، من مقبرة جماعية كُشفت هذا الأسبوع، على ما أفاد به ثلاثة مسؤولين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقع هذه المقبرة الجماعية في منطقة تل الشيخية في محافظة المثنى بجنوب العراق، وتبعد عن الطريق العام المعبّد بين 15 إلى 20 كيلومتراً، بحسب مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفتحت فرق متخصصة هذه المقبرة في منتصف ديسمبر (كانون الأول) بعد اكتشافها في 2019، وهي ثاني مقبرة جماعية تُفتح في هذا الموقع، بحسب ضياء كريم مدير دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء الحكومية المكلفة العثور على المقابر الجماعية والتعرف على الرفات.

وقال كريم لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء: «بعد رفع الطبقة الأولى للتربة وظهور الرفات بشكل واضح، تبيّن أن جميع الرفات يعود لأطفال ونساء يرتدون الزي الكردي الربيعي».

ورجّح أن يكونوا جميعهم متحدّرين من قضاء كلار بمحافظة السليمانية في شمال العراق، مقدّراً أن يكون عددهم «لا يقلّ عن مائة»، غير أن عمليات الانتشال لا تزال جارية والأعداد غير نهائية.

وأُعدم الرئيس السابق صدام حسين الذي أطيح نظامه في عام 2003 بعيد غزو أميركي للبلاد، قبل انتهاء محاكمته بتهمة «إبادة» آلاف الأكراد في إطار «عمليات الأنفال» التي شنها عام 1988.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 290 ألف شخص بينهم مائة ألف كردي اختفوا قسراً في إطار حملة الإبادة الجماعية التي شنها صدام حسين في كردستان العراق بين 1968 و2003.

وأوضح كريم أن عدداً كبيراً من الضحايا «أُعدموا في هذا المكان بطلقات نارية في الرأس من مسافة قريبة»، مرجّحاً مع ذلك أن يكون البعض الآخر «دُفنوا وهم أحياء»، إذ لا دليل وفق قوله على وجود رصاص في جمجماتهم.

من جهته، أشار أحمد قصي، رئيس فريق التنقيب عن المقابر الجماعية في العراق إلى «صعوبات نواجهها الآن في هذه المقبرة بسبب تداخل الرفات ببعضها، إذ بعض الأمهات كنّ يحضنّ أطفالهنّ الرضّع» حين قُتلوا.

وبالتزامن مع بدء عمليات الانتشال في هذه المقبرة الجماعية، «تم العثور على مقبرة جماعية أخرى» بحسب ضرغام كامل رئيس الفريق الوطني لفتح المقابر الجماعية.

وتقع تلك المقبرة، وفق قوله، في منطقة قريبة من سجن نقرة السلمان السيئ الصيت، حيث كان يخفي نظام صدام حسين معارضيه السياسيين.

وتشير تقديرات حكومية إلى أن أعداد المفقودين بين العامين 1980 و1990، من جراء القمع الذي كان يمارسه نظام صدام حسين، بلغت نحو 1.3 مليون شخص.

وإضافة إلى المقابر الجماعية المرتبطة بعهد صدام حسين، ما زالت السلطات العراقية تعثر على مقابر جماعية مرتبطة بجرائم تنظيم «داعش». وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن التنظيم الجهادي ترك خلفه أكثر من 200 مقبرة جماعية يرجح أنها تضم نحو 12 ألف جثة.

واكتشف العراق نحو 289 مقبرة جماعية منذ 2006، بحسب مؤسسة الشهداء.