نتائج جمهورية آيرلندا سيئة للغاية لكن المدرب ستيفن كيني يستحق مزيداً من الوقت

لاعبو لوكسمبورغ وهدف إسقاط منتخب جمهورية آيرلندا على أرضه (أ.ف.ب)
لاعبو لوكسمبورغ وهدف إسقاط منتخب جمهورية آيرلندا على أرضه (أ.ف.ب)
TT

نتائج جمهورية آيرلندا سيئة للغاية لكن المدرب ستيفن كيني يستحق مزيداً من الوقت

لاعبو لوكسمبورغ وهدف إسقاط منتخب جمهورية آيرلندا على أرضه (أ.ف.ب)
لاعبو لوكسمبورغ وهدف إسقاط منتخب جمهورية آيرلندا على أرضه (أ.ف.ب)

سادت حالة من الغضب الشديد بين جمهور وأنصار منتخب جمهورية آيرلندا بعد الخسارة على ملعبه أمام لوكسمبورغ المتواضع بهدف دون رد في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم. وازداد غضب الجماهير بعد التعادل مع المنتخب القطري في نهاية مشوار التصفيات التي استهلها المنتخب الآيرلندي بالهزيمة أمام صربيا، وقد تزداد الأمور سوءاً خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أن المدير الفني ستيفن كيني سوف يفتقد خدمات عدد من أبرز لاعبيه - مات دوهرتي وإندا ستيفنز - للإصابة. وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: ما الذي سيحدث بعد ذلك للمنتخب الآيرلندي؟
ربما تبرر النتائج السيئة الحالية إقالة كيني من منصبه الآن، نظراً لأن الفريق لم يحقق أي انتصار في آخر 10 مباريات، ولم يسجل سوى ثلاثة أهداف فقط. وفي ظل نتائج سيئة مثل هذه، ربما يتعين على المرء أن يعرب عن إعجابه بكيني الذي تحلى بالشجاعة ورباطة الجأش وقال مؤخراً: «أريد أن أبني فريقاً قادراً على إسعاد جمهور كرة القدم الآيرلندية. هذا كل ما في الأمر، ولا شيء أكثر من ذلك».
وفي هذه المرحلة الصعبة، سيكون من السهل تصوير كيني على أنه شخص مخدوع، وأن مشروعه سوف ينتهي بالفشل الشديد. لكن يجب أن نعرف أن الاختلاف الرئيسي بين أي شخص أحمق فاشل وقائد منتصر لا يتمثل فيما يؤمن به هذا الشخص، لكنه يتمثل في قدرة هذا الشخص على إقناع الآخرين بما يؤمن به. من الواضح أن كيني لا يمتلك شخصية كاريزمية جذابة كأسلافه مثل جاك تشارلتون، وميك مكارثي، أو حتى جيوفاني تراباتوني.
لكن كيني نجح في السابق في قيادة بعض الأندية لتحقيق نجاحات كبيرة وغير مسبوقة، ولا يزال معظم اللاعبين في المنتخب الآيرلندي مقتنعين برؤيته. وعلى الأقل يقولون إنهم مقتنعون به، خصوصاً اللاعبين الشباب الذين لا يملكون خبرات كبيرة والذين لديهم حماس كبير تجاه المدير الفني الذي يخبرهم بأنه يمكنهم تحقيق إنجازات كبيرة، وقد سبق لهم أن عاشوا معه أوقاتاً جيدة على مستوى فريق الشباب تحت 21 عاماً. صحيح أنه لم يكن هناك كثير من الأدلة على أن اللاعبين كانوا عازمين على اتباع تعليمات كيني عندما تحكمت لوكسمبورغ في زمام المباراة منذ بدايتها وحتى نهايتها، على الرغم من أن كيني كان قد طالب لاعبيه ببدء المباراة بشكل سريع وحسم الأمور منذ البداية. لكن كان هناك سبب وجيه لذلك - أو بالأحرى سبب سيئ - وهو أن كثيراً من لاعبي آيرلندا لا يلعبون بشكل منتظم مع أنديتهم، سواء بسبب الإصابة أو بسبب تراجع مستواهم.
وقال كيني بعد الخسارة المذلة أمام لوكسمبورغ: «اكتشفنا أن بعض لاعبينا لا يستطيعون خوض مباراتين في ثلاثة أيام». ورد على الانتقادات الموجهة له لاعتماده على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، وهي الطريقة التي نجحت بشكل جيد أمام صربيا، لكنها فشلت أمام لوكسمبورغ، قال كيني إنه شعر بأن اللاعبين غير قادرين على اللعب بطريقة جديدة في ظل مستواهم المتراجع داخل الملعب.
والأسوأ من ذلك، أن كثيراً من اللاعبين الآيرلنديين الذين يتمتعون بلياقة بدنية تمكنهم من اللعب الآن يلعبون في أندية أضعف من الأندية التي يلعب بها لاعبو لوكسمبورغ، وهذه هي الحقيقة التي يتعامل معها كيني. لقد تولى كيني القيادة الفنية لمنتخب جمهورية آيرلندا في وقت تعاني فيه كرة القدم الآيرلندية بصفة عامة من ندرة المواهب بشكل غير مسبوق منذ عقود، فضلاً عن أنه يواجه ظروفاً صعبة للغاية منذ توليه المهمة، سواء بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا أو بسبب الإصابات التي عصفت بأهم اللاعبين.
وكان من الواضح أن كرة القدم الآيرلندية تعاني بشدة من ندرة اللاعبين الجيدين، حتى قبل مجيء كيني. فقبل ثلاث سنوات، كان المدير الفني السابق لجمهورية آيرلندا، مارتن أونيل، غاضباً جداً من القدرات المحدودة لبعض اللاعبين، ونصحهم بالتدرب على التحكم في كرة للتنس في حدائق منازلهم من أجل تحسين قدرتهم على الاستحواذ على الكرة. وقبل عامين، بدأ مكارثي ولايته الثانية بفوز صعب على جبل طارق بهدف دون رد في مباراة كان من الممكن أن يخسرها المنتخب الآيرلندي أمام نظيره المتواضع.
ويجب أن نعترف أن كيني لديه لاعبون أقل مستوى، أو على الأقل أقل تطوراً، مما كان عليه الأمر تحت قيادة أونيل ومكارثي، كما أن حظه أكثر سوءاً، حيث يخسر خدمات عدد من أهم لاعبيه قبل كل مباراة. ومع ذلك، كان من المفترض أن يستعد كيني الآن لمنافسات كأس الأمم الأوروبية لو لم يهدر كونور هوريهان فرصة محققة والمرمى مفتوح على مصراعيه وهو على مسافة ست ياردات أمام سلوفاكيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أو إذا نجح دوهرتي وألان براون في تسديد ركلتي ترجيح. من المؤكد أن المدير الفني لا يتحمل أي مسؤولية عن تلك الأخطاء. لكن ربما يكون من الجيد أن جمهورية آيرلندا لم تتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية، لأنها بهذا المستوى السيئ كانت ستحقق نتائج سيئة للغاية خلال البطولة.
ربما يكون كل ما سبق مجرد تبريرات لاستمرار كيني في منصبه من أجل إعادة بناء الفريق. ورغم التعادل الأخير مع قطر، يجب أن يحصل كيني على مزيد من الوقت. دعونا نرى ما يمكنه القيام به عندما تكتمل صفوف الفريق، وعندما يعمل لاعبون شباب مثل جوش كولين، وجيسون نايت، وجافين بازونو، ودارا أوشي، وآرون كونولي، وجيسون مولومبي، معه بشكل أكبر ويتطور مستواهم بمرور الوقت.
لقد تعرض كيني للانتقادات والسخرية عندما أكد أنه يستطيع بناء فريق يقدم كرة قدم ممتعة. إنه لا يحاول أن يجعل فريقه يقدم كرة قدم مثل تلك التي كانت تقدمها البرازيل في عام 1982، لكن كل ما يريد القيام به هو مساعدة لاعبيه على تمرير الكرة بسرعة ودقة. ربما لا يكون اللاعبون قادرين على القيام بذلك بانتظام، لكن من المؤكد أنه من الأفضل منحه فرصة أكبر لتحقيق هذا الطموح بدلاً من التخلي عنه والتعاقد مع مدير فني يكون كل هدفه الفوز بهدف واحد من ركلة ثابتة، خصوصاً وأن جمهورية آيرلندا لم يعد لديها اللاعبون القادرون على تحقيق النجاح بهذه الطريقة أيضاً!


مقالات ذات صلة

غيراسي يعود لتدريبات دورتموند

رياضة عالمية سيرهو غيراسي (رويترز)

غيراسي يعود لتدريبات دورتموند

أعلن نادي بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم في بيان، اليوم الثلاثاء، أن مهاجمه سيرهو غيراسي عاد للتدريبات الجماعية بعد غيابه في الفترة الماضية بسبب المرض.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية أليساندرو ديل بييرو (رويترز)

دل بييرو يفكر في الترشح لرئاسة الاتحاد الإيطالي لكرة القدم

يفكر نجم منتخب إيطاليا وفريق يوفنتوس السابق أليساندرو ديل بييرو في الترشح لرئاسة الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، حسبما أفادت صحيفة «لاغازيتا ديللو سبورت».

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا (إ.ب.أ)

أرتيتا: الفاعلية سلاح آرسنال للفوز على سبورتنغ لشبونة

قال ميكل أرتيتا مدرب آرسنال إن فريقه بحاجة لمزيد من القوة والفاعلية ليحقق الفوز على مضيفه سبورتنغ لشبونة، ويضع حداً لمسيرته السلبية خارج أرضه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية هانز فليك مدرب برشلونة (أ.ف.ب)

فليك: أداء برشلونة تأثر بغياب يامال

اعترف هانز فليك، مدرب برشلونة، الاثنين، بأنه قلق للغاية من تراجع أداء ونتائج فريقه.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية رود فان نيستلروي (أ.ب)

نيستلروي مرشح لتدريب هامبورغ وليستر سيتي

ذكرت تقارير إعلامية، اليوم الاثنين، أن فريقيْ هامبورغ الألماني وليستر سيتي الإنجليزي يتنافسان على التعاقد مع المهاجم الهولندي السابق رود فان نيستلروي.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.