وزير الدفاع الأميركي في إسرائيل الأحد

كشفت مصادر أمنية في تل أبيب، أمس (الأربعاء)، أن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الذي يصل إلى إسرائيل في الأسبوع المقبل، في أول زيارة من نوعها لمسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن، سيجري مداولات حول عدد كبير من القضايا، بينها «قضية شائكة» تتعلق بالعلاقات الإسرائيلية الصينية الحميمة وأثرها السلبي على مصالح الولايات المتحدة.
وقالت هذه المصادر إن إسرائيل من جهتها معنية بفحص ما إذا كانت واشنطن تحت إدارة الرئيس بايدن، ستلتزم بالتفاهمات الأمنية بين البلدين حول حفاظ الولايات المتحدة على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي أمام جيوش دول المنطقة. وتريد التأكد من التزام هذه الإدارة بالتفاهمات التي كانت قد توصلت إليها إسرائيل مع إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، في هذا الشأن.
ونقل موقع «واللا» الإخباري العبري، عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، قولهم، إن أوستن سيلتقي كلاً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي. وسيكون في مركز القضايا التي سيبحثها، فضلاً عن العلاقات الثنائية الأمنية والعسكرية، أيضاً، البرنامج النووي الإيراني، والاستمرار في محاولات التموضع الإيراني في سوريا ونقل الأسلحة الإيرانية إلى سوريا ولبنان ونشاطات حزب الله وغيره من الميليشيات التابعة لإيران في الشرق الأوسط، الهادفة إلى فتح جبهة حرب أخرى ضد إسرائيل في الجولان.
وقد امتنع مكتب وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، عن التعليق على هذا النبأ، لكنه لم ينفه.
وعبرت مصادر إسرائيلية عن قلقها من الإشارات السلبية التي تصل من واشنطن في الأسابيع الأخيرة حول شتى الموضوعات، خصوصاً قضية العلاقات مع الصين وروسيا. وأكدت أن هناك غمامة سوداء تخيم على هذه العلاقات، إذ إن إدارة بايدن، تركز جل اهتمامها في السياسة الخارجية على صراعها المتصاعد مع الصين وروسيا. وهي تريد من تل أبيب أن تتصرف من خلال رؤية المصالح الأميركية ومنحها مكانة عالية في حساباتها. فالبنتاغون والبيت الأبيض، يريان أن إسرائيل تتمادى في علاقاتها مع بكين وموسكو، وفي أحيان كثيرة لا تنتبه إلى أنها تمس بمصالح الحليف الأكبر في واشنطن. وما يثير الغضب الأميركي بشكل خاص هو أن إسرائيل تتيح للصين أن تتولى تنفيذ مشاريع استراتيجية في إسرائيل، مثل بناء ميناء وشق نفق وبناء جسور. وتعتبر واشنطن، الوجود الصيني، تهديداً أمنياً للأسطول الأميركي في البحر المتوسط، وأن إسرائيل، تقيم علاقات وثيقة مع روسيا وتنسق نشاطاتها الأمنية مع القوات الروسية المتمترسة في سوريا. وتشعر إسرائيل بقلق كبير من رغبة إدارة بايدن في تجديد الدخول في مفاوضات مع إيران لإعادة إحياء الاتفاق النووي معها، الذي انسحبت منه إدارة ترمب عام 2018.
ويخشى مسؤولون إسرائيليون سياسيون، أن تبني الإدارة الأميركية مواقفها في الشرق الأوسط من خلال هذا الغضب والتراجع في مستوى العلاقات. لكن المسؤولين الأمنيين في إسرائيل، أي الجيش والمخابرات، يعربون عن ثقتهم بأن العلاقات الاستراتيجية المتينة بين البلدين لن تتأثر، وبأنها أعمق من أن تمس نتيجة خلافات سياسية هنا وهناك.
في واشنطن، رفضت وزارة الدفاع الأميركية، التعليق على الخبر الذي تداولته وسائل إعلام أميركية، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، حول زيارة مرتقبة لوزير الدفاع لويد أوستن إلى إسرائيل. وقالت في رسالة إلكترونية لـ«الشرق الأوسط»، إنه ليس لديها أي إعلان بخصوص سفر الوزير، ما يعكس حرص البنتاغون على إحاطة زيارات وزير الدفاع بسرية لدواعٍ أمنية.
وكان موقع «أكسيوس» قد نقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الوزير أوستن سيقوم بزيارة إلى إسرائيل نهاية هذا الأسبوع. وأضاف أن هذه الزيارة ستكون الأولى لوزير في إدارة الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط، بعدما تحول اهتمام واشنطن بعيداً عنها نحو الصين وروسيا.