مرسي يتبرأ من اتهامه بالتخابر لصالح قطر عبر تسريب وثائق تتعلق بالأمن القومي

مقتل مجند وإصابة 3 أفراد شرطة في هجوم مسلح شمال القاهرة

محمد مرسي خلف القضبان في قضية التخابر أمس (إ.ب.أ)
محمد مرسي خلف القضبان في قضية التخابر أمس (إ.ب.أ)
TT

مرسي يتبرأ من اتهامه بالتخابر لصالح قطر عبر تسريب وثائق تتعلق بالأمن القومي

محمد مرسي خلف القضبان في قضية التخابر أمس (إ.ب.أ)
محمد مرسي خلف القضبان في قضية التخابر أمس (إ.ب.أ)

تبرأ الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي و6 متهمين آخرين من كوادر وأعضاء جماعة الإخوان، من اتهامهم بالتخابر وتسريب وثائق تتعلق بالأمن القومي المصري إلى دولة قطر، وذلك في أولى جلسات محاكمتهم أمس ضمن 11 متهما في القضية، التي تم تأجيلها لـ28 فبراير (شباط) الحالي. فيما قتل مجند وأصيب 3 شرطيين في هجوم مسلح شمال القاهرة، وتعطلت حركة القطارات لعدة ساعات بعد تفجير استهدف خطا رئيسيا للسكك الحديدية، وهي الهجمات التي تتهم الدولة المصرية جماعة الإخوان بالوقوف خلفها.
وبدأت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، أولى جلسات المحاكمة، وخلال الجلسة أنكر المتهمون ارتكابهم الجرائم التي أسندتها النيابة العامة إليهم، والمتمثلة في التخابر وتسريب وثائق ومستندات تتعلق بالأمن القومي والقوات المسلحة، صادرة من الأجهزة السيادية وموجهة إلى مؤسسة الرئاسة، وإفشائها إلى قطر، بالتعاون مع 3 متهمين آخرين هاربين.
وواجهت المحكمة المتهمين، كلا على حدة، بما هو منسوب إليهم من اتهامات وردت بأمر الإحالة من أنهم قاموا باختلاس التقارير الصادرة عن جهازي المخابرات العامة والحربية والقوات المسلحة، وقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، وهيئة الرقابة الإدارية، والتي من بينها مستندات غاية في السرية تضمنت بيانات حول القوات المسلحة وأماكن تمركزها والسياسات العامة للدولة، بغية تسليمها إلى جهاز المخابرات القطري وقناة «الجزيرة» الفضائية، بقصد الإضرار بمركز مصر الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي وبمصالحها القومية.
وزعم المتهمون أنهم «اختطفوا» في فترات متلاحقة من العام الماضي، وأنه تم تعذيبهم بمعرفة أجهزة الأمن للإدلاء باعترافات غير حقيقتها. وقال مرسي، في كلمة مقتضبة له، إنه «لم يتم إخطاره بتاريخ الجلسة كتابة أو شفاهة، وإنه لم يعلم بالقضية بأي طريق، وإنه تم إحضاره عنوة». وأشار إلى أنه «يرفض المحاكمة نظرا لعدم اختصاص المحكمة ولائيا بنظر الدعوى، باعتباري ما زلت رئيسا للجمهورية».
وعزل مرسي مطلع يوليو (تموز) 2013، إثر احتجاجات شعبية عارمة ضده، بعد عام من توليه سدة الحكم. ويحاكم الرئيس الأسبق، المحبوس حاليا في سجن برج العرب بالإسكندرية، في 3 قضايا أخرى، هي قتل المتظاهرين، والتخابر مع حماس، واقتحام السجون إبان ثورة يناير 2011.
وقال مرسي أمس إنه يريد من المحكمة أن تسمح له بالالتقاء بأعضاء هيئة الدفاع لكي يحدد معهم كيفية تقديم الدفع الخاص بعدم اختصاص المحكمة ولائيا، مكررا حديثه بأنه يرفض المحاكمة وإجراءاتها ويعتبرها بمثابة «مهزلة» يربأ بالقضاء المصري أن يكون طرفا فيها.
وقاطع المستشار فهمي حديث مرسي، مؤكدا أن المحكمة تعتبر أن لفظ «مهزلة» يمثل إهانة غير مقبولة لهيئة المحكمة، وأن المحكمة «سوف تتغاضى عن ذلك اللفظ تقديرا لظروفه هذه المرة فقط ولن تحرك الدعوى الجنائية ضده». وقررت المحكمة تأجيل نظر القضية إلى جلسة 28 فبراير (شباط) للاطلاع.
والمتهمون بجانب مرسي هم: أحمد عبد العاطي، مدير مكتب مرسي. أمين الصيرفي، سكرتير سابق بالرئاسة. أحمد علي، منتج أفلام وثائقية. خالد رضوان، مدير إنتاج تلفزيوني. محمد كيلاني، مضيف جوي. أحمد إسماعيل، معيد جامعي. كريمة أمين الصيرفي، طالبة. أسماء الخطيب، مراسلة (هاربة). علاء سبلان، معد برامج بقناة «الجزيرة»، أردني الجنسية (هارب). إبراهيم هلال، رئيس قطاع الأخبار بقناة «الجزيرة» (هارب).
من جهة أخرى، هاجم مجهولون دورية أمنية في مدينة بنها بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة) بالرصاص، مما أسفر عن مقتل مجند وإصابة 3 أفراد شرطة كانوا متمركزين لتأمين الطريق المؤدي لمحافظتي الغربية والمنوفية. وأوضحت مصادر أمنية أن مجهولين هاجموا الكمين وأطلقوا النيران عليه من أعلى كوبري، مما أسفر عن تلفيات في سيارة الشرطة، ومقتل المجند محمود عادل إثر إصابته بطلقات نارية في الرأس، وإصابة كل من محمد إبراهيم وعامر عويس، وسعيد السيد، وتم نقل الجثة والمصابين لمستشفى بنها الجامعي.
وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية بالقليوبية كثفت من جهودها لسرعة ضبط الجناة، حيث فرضت كردونا أمنيا وأغلقت الطرق الرئيسية على حدود المحافظة ومدخل مدينة بنها، لتضييق الخناق على الجناة لكشف هويتهم وضبطهم.
في السياق ذاته، انفجرت عبوتان ناسفتان صباح أمس على شريط السكة الحديد أمام قرية كفر الشوربجي بمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، مما أسفر عن قطع القضبان وتعطل حركة القطارات بين القاهرة والإسكندرية لعدة ساعات، قبل أن تعاود حركة القطارات عملها.
وتشهد البلاد أعمال عنف وتفجيرات تستهدف معظمها قوات الأمن، منذ عزل مرسي. وتشن قوات الأمن حملات موسعة لضبط هؤلاء المسلحين في جميع المحافظات، وعلى رأسها شمال سيناء، حيث تكثر الجماعات المتشددة هناك.
وقالت مصادر أمنية أمس إن حملة جنوب الشيخ زويد ورفح (شمال سيناء)، أسفرت عن مقتل متشددين اثنين وضبط 15 مشتبها فيهم وتدمير سيارتين و7 من أوكارهم (عشش) وضبط 12 دراجة بخارية.
وأوضحت المصادر أن القوات ضبطت 4 قذائف هاون على فوهة نفق على الشريط الحدودي برفح، وقامت بتدمير وردم النفق وتم نقل القذائف إلى إحدى الجهات الأمنية لفحصها.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.