معهد بريطاني ينصح بممارسة الرياضة بدلاً من المسكنات لمعالجة الآلام

شخص يمارس رياضة الجري (رويترز)
شخص يمارس رياضة الجري (رويترز)
TT

معهد بريطاني ينصح بممارسة الرياضة بدلاً من المسكنات لمعالجة الآلام

شخص يمارس رياضة الجري (رويترز)
شخص يمارس رياضة الجري (رويترز)

أوصى المعهد الوطني للصحة والرعاية والتميز في بريطانيا (نيس)، الأشخاص الذين يعانون من الآلام المزمنة غير معروفة الأسباب بممارسة التمارين الرياضية، بدلاً من اللجوء للمسكنات.
وأوضح المعهد أنه يجب على الأطباء في المستقبل أن ينصحوا المرضى باستخدام العلاجات الجسدية والنفسية بدلاً من المسكنات، فيما يقترح مستشارو الصحة الحكوميون اللجوء إلى مضادات الاكتئاب.
ووصفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، توصية المعهد الوطني بأنها تغيير كبير في سياسة علاج الألم، ومن المحتمل أن تؤثر على الطريقة التي يعالج بها مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون من تلك الحالة ويقدَّر عددهم بما بين 1 و6% من سكان إنجلترا.
وأوضح المعهد البريطاني أن هناك دليلاً ضئيلاً أو معدوماً على أن المسكنات يمكن أن تُحدث أي فرق في علاج الألم.
ولفتت الصحيفة إلى أن الألم الناجم عن حالة صحية معروفة مثل هشاشة العظام أو التهاب المفاصل الروماتويدي أو التهاب القولون بالألم الثانوي المزمن، فيما يُعرف الألم الأولي المزمن بأنه الألم الذي لا يرجع لسبب محدد ويستمر لمدة ثلاثة أشهر، على الأقل.
وأوصى المعهد بأن يضع الأطباء خطة رعاية ودعم مع المرضى حول كيفية مواجهة آلامهم وفقاً لتأثيرها السيئ على حياتهم اليومية والأنشطة التي يشعرون بأنهم يستطيعون القيام بها، وكذلك الصدق بشأن عدم اليقين في التشخيص.
ولفت إلى أن الخطة يجب أن تتضمن تدخلات أثبتت فاعليتها في معالجة الألم الأوّلي المزمن وتشمل برامج التمارين والعلاجات النفسية، وأوصى أيضاً بالوخز بالإبر، بشرط أن «يتم تقديمه ضمن معايير معينة محددة بوضوح» وكذلك يمكن استخدام مضادات اكتئاب مثل: أميتريبتيلين، وسيتالوبرام، ودولوكستين، وفلوكستين، وباروكستين، أو سيرترالين.
وقال إنه لا ينبغي أن يبدأ المصابون بأدوية شائعة الاستخدام مثل الباراسيتامول أو العقاقير المضادة للالتهابات أو المواد الأفيونية التي تعرِّض لمخاطر صحية منها الإدمان.
وذكر الدكتور بول كريسب، مدير مركز الإرشادات في المعهد: «بالدليل، تحقق المسكنات لمعظم الناس بالنسبة للألم الأساسي المزمن توازناً مناسباً بين الفوائد التي قد توفرها والمخاطر المرتبطة بها، بخلاف مضادات الاكتئاب».
ولفتت «الغارديان» إلى أن الكلية الملكية للممارسين العامين دعمت التوصية لكنها حذرت من إمكانية توفر أشكال العلاج الجديدة الموصى بها.
وقال البروفسور مارتن مارشال، رئيس الكلية: «الوصول إلى هذه العلاجات غير مكتمل في جميع أنحاء البلاد، لذلك يجب معالجة هذا الأمر على وجه السرعة».


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.