السنغال تفتتح قنصلية في الداخلة المغربية

بوريطة: يستحيل حل نزاع الصحراء من دون جلوس الجزائر على طاولة الحوار

وزيرا خارجية المغرب والسنغال لدى افتتاح القنصلية العامة السنغالية في الداخلة أمس (الشرق الاوسط)
وزيرا خارجية المغرب والسنغال لدى افتتاح القنصلية العامة السنغالية في الداخلة أمس (الشرق الاوسط)
TT

السنغال تفتتح قنصلية في الداخلة المغربية

وزيرا خارجية المغرب والسنغال لدى افتتاح القنصلية العامة السنغالية في الداخلة أمس (الشرق الاوسط)
وزيرا خارجية المغرب والسنغال لدى افتتاح القنصلية العامة السنغالية في الداخلة أمس (الشرق الاوسط)

في حين افتتحت السنغال، أمس، قنصلية عامة لها في مدينة الداخلة، ثاني أكبر مدن الصحراء المغربية، التي تعد عاشر تمثيلية دبلوماسية يتم فتحها بالمدينة منذ أزيد من سنة، قال وزير خارجية المغرب، ناصر بوريطة، إنه يستحيل حل نزاع الصحراء من دون جلوس الجزائر على طاولة الحوار.
وترأس بوريطة مراسيم افتتاح القنصلية العامة السنغالية، إلى جانب عيساتا تال سال، وزيرة الشؤون الخارجية والسنغاليين بالخارج.
وتحتضن العيون والداخلة حتى الآن 21 قنصلية عامة لدول من أفريقيا والخليج العربي والكاريبي. وسبق أن افتتحت في الداخلة قنصليات مجموعة من الدول، في حين ينتظر إجراء افتتاح رسمي لقنصلية الولايات المتحدة بالمدينة. وفي العيون، التي تعد كبرى مدن الصحراء المغربية، جرى حتى الآن افتتاح قنصليات 10 دول، هي: جزر القمر، والغابون، وأفريقيا الوسطى، وساو تومي وبرينسبي، وكوت ديفوار، وبوروندي، وزامبيا، إضافة إلى إسواتيني، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والأردن.
وكان وزير الخارجية المغربي، ونظيرته السنغالية، قد أجريا، أمس، مباحثات ثنائية تناولت تعزيز سبل الشراكة والتعاون بين البلدين. كما تناولت قضايا إقليمية ذات اهتمام مشترك، والتنسيق داخل الأجهزة الإقليمية، باعتبار أن السنغال باتت عضواً بمجلس الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي، وستكون عضواً بآلية «الترويكا» حول الصحراء.
ووقع المغرب والسنغال، أمس، بالمناسبة 3 اتفاقيات تعاون، همت الأولى اللامركزية، والثانية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي، في حين همت الاتفاقية الثالثة التعاون في مجال الطيران المدني.
ومن جهتها، قالت وزيرة الخارجية السنغالية، في مؤتمر صحافي مشترك مع بوريطة، إن افتتاح قنصلية بلادها في الداخلة «تعبير حي عن العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين، ورمز لما استشعرته السنغال تجاه الأجيال الجديدة، ليكون بلدهم قريباً منهم»، معتبرة افتتاح قنصلية بلادها في الداخلة «بادرة مهمة، نظراً إلى ما باتت تمثله المدينة من انفتاح على أفريقيا».
ومن جانبه، عد بوريطة أن افتتاح قنصلية عامة للسنغال في الداخلة يأتي تزامناً مع احتفال السنغال بعيدها الوطني، وقال إن السنغال «كانت دوماً إلى جانب المغرب في قضاياه المصيرية». وأكد أن العاهل المغربي أجرى ما لا يقل عن 8 زيارات رسمية للسنغال. كما أن افتتاح قنصلية عامة للسنغال في الداخلة «يؤكد مغربية الصحراء، ويعد خطوة داعمة لوحدة تراب المغرب، وهو دليل آخر على تضامن البلدين»، مشيراً إلى أن مغربية الصحراء حقيقة تاريخية وقانونية، وليست قضية للتفاوض.
وفي غضون ذلك، قال بوريطة إن المغرب وافق على مقترح تعيين وزير خارجية البرتغال الأسبق، لويس أمادو، مبعوثاً شخصياً للأمين العام الأممي للصحراء، بيد أنه أشار إلى أن أطرافاً، فضل عدم ذكر اسمها، رفضت المقترح.
وجدد بوريطة كذلك التأكيد على أن المغرب يرى أن الحل الأممي لقضية الصحراء «ضروري، ويستحيل الوصول إليه من دون جلوس الجزائر على طاولة الحوار»، مشيراً إلى أن الجزائر تعترف بشكل علني بأنها طرف أساسي في قضية الصحراء، نظراً إلى التعبئة الكبيرة التي توليها دبلوماسيتها لهذه القضية.
وقال إنه يتفق مع وزير خارجية الجزائر، صبري بوقادوم، الذي يعد أن قضية الصحراء «ستجد طريقها للتسوية عبر حوار بين طرفي القضية الحقيقيين، وهو ما كنا ندعو له دائماً، بجلوس كل من المملكة المغربية والجزائر على طاولة الحوار».
وزاد بوريطة قائلاً إن «تصريحات وزير الخارجية الجزائري تعطي انطباعاً بأن القضية الأولى للدبلوماسية الجزائرية هي قضية الصحراء المغربية، نظراً إلى تطرقه لها أكثر من أي قضية أخرى»، مشدداً على أنه على الجزائر «أن تتحمل مسؤوليتها في قضية الصحراء، عبر الجلوس على طاولة الحوار لتدافع عن وجهة نظرها، فهي طرف أساسي، نظراً إلى دورها التاريخي في خلق هذا النزاع واستمراريته».
وذكر بوريطة أن الملك محمد السادس أكد، في اتصال مع أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، أن المغرب سيظل متشبثاً بوقف إطلاق النار، والمسلسل السياسي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء.
وتابع بوريطة موضحاً أن «مغربية الصحراء مسلسل لا رجعة فيه، ومن لا يريد ذلك فليستمر في المناورات والمغالطات».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.