الجزائر تلغي إجراءات سحب الجنسية من معارضين في الخارج

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (إ.ب.أ)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (إ.ب.أ)
TT

الجزائر تلغي إجراءات سحب الجنسية من معارضين في الخارج

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (إ.ب.أ)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (إ.ب.أ)

ألغت الحكومة الجزائرية، مساء أول من أمس، قرارا كانت أعلنت عنه قبل شهر، يتعلق بسحب الجنسية الأصلية من معارضين يقيمون بالخارج، في حال ثبوت تهم ضدهم، هي من حددتها، تتعلق بالإرهاب و«المس بمصالح الدولة»، وهو القرار الذي عبر الحراك الشعبي في مظاهراته المتواصلة للعام الثاني عن رفضه الشديد له.
وقال الرئيس عبد المجيد تبون، ليلة أول من أمس، خلال لقاء مع صحيفتين محليتين بثه التلفزيون العمومي، إنه أمر بإلغاء مشروع قانون يتعلق بسحب الجنسية من معارضين لاجئين بأوروبا، بحجة أنه «أثار سوء فهم لدى عامة الناس». مبرزا أن «أقلية الأقليات لا يمكن أن تدفعنا إلى سن قانون لا يهم الجزائريين». وفهم من هذا الكلام أن رئيس الوزراء عبد العزيز جراد أطلق المشروع دون العودة إلى رئيس السلطة التنفيذية، وهو رئيس البلاد.
وكانت رئاسة الوزراء الجزائرية قد ذكرت في الثالث من مارس (آذار) الماضي أنها بصدد إعداد مشروع قانون يتضمن سحب الجنسية من الجزائريين في الخارج «المتورطين في أعمال تلحق ضرراً بمصالح الدولة». وفي نفس اليوم، صرح وزير الاتصال المتحدث باسم الحكومة، عمار بلحيمر، بأن وزير العدل بلقاسم زغماتي «قدّم قراءة ثانية لمشروع تمهيدي حول قانون الجنسية، يتضمن استحداث نظام التجريد من الجنسية الجزائرية الأصلية، أو المكتسبة». وقال إن هذا القانون «سيطبق على الجزائري، المقيم خارج التراب الوطني، إذا ثبت تورطه بأفعال تلحق عمداً ضرراً جسيماً بمصالح الدولة، أو تمس بالوحدة الوطنية»، مبرزا أن النص القانوني يستهدف «كل من يقوم بنشاط أو انخراط في الخارج، في جماعة أو منظمة إرهابية أو تخريبية، أو يقوم بتمويلها أو بالدعاية لصالحها. كما يتعلق الأمر بكل شخص تعامل مع دولة معادية للدولة الجزائرية». وأوضح أن «كل هذه الإجراءات تستجيب لما تسمح به الاتفاقيات الدولية، واستنفاذ إجراءات الطعن».
وكرد فعل على المشروع، قال المحامي والناشط السياسي البارز، مقران آيت العربي: «مهما بلغت خطورة الجرائم التي يرتكبها حامل الجنسية الأصلية، فإنه لا يمكن سحب الجنسية منه لأن الجزائري الأصيل يفضل أن يعدم بسبب الجرائم التي ارتكبها، لكنه يرفض أن تسحب الجنسية التي استشهد من أجلها آباؤه وأجداده».
إلى ذلك، تعهد تبون في نفس اللقاء الصحافي بأن تكون الانتخابات التشريعية، المقررة في 12 يونيو (حزيران) المقبل «نزيهة وشفافة»، وأكد أن «عهد توزيع الحصص انتهى». في إشارة ضمنا إلى اتهامات للسلطة في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، بتخصيص «كوطات» في البرلمان لأحزاب تابعة لها. كما قال أيضا: «مهما كانت نسبة المشاركة في الانتخابات، فإننا نطلب أن تكون نزيهة وشفافة، وتفرز من يستحق ثقة الشعب».
في غضون ذلك، جدد الرئيس الجزائري التأكيد على عدم التنازل عن الدفاع عن ملف الذاكرة، الذي «لن تتم المتاجرة فيه»،



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.