قتل واعتقال 135 «إرهابياً» خلال 4 أشهر في العراق

TT

قتل واعتقال 135 «إرهابياً» خلال 4 أشهر في العراق

أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، أمس، حصيلة العمليات العسكرية التي نفذها ضد ما تبقى من عناصر «داعش» في البلاد خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي. وذكر الجهاز في بيان، أنه «تمكن من تحقيق مستوى مُرتفع من الفعاليات المُنفذة بلغ 109 فعاليات، أسفرت عن إلقاء القبض على 99 إرهابياً من عصابات (داعش) في مناطق مختلفة من البلاد». وأضاف، أنه خلال الفترة ذاتها «قُتل 34 إرهابياً بعمليات نوعية مُتفرقة».
أما بشأن الضربات الجوية، فذكر الجهاز، أن «حجم الإسناد الجوي المُقدم عن طريق الطائرات الحربية التابعة لطيران الجيش العراقي والقوة الجوية والتحالُف الدولي، بلغ 337 ضربة». وأشار إلى أن «عملياته الأخيرة شهدت جهداً استخبارياً وتكتيكياً عالي المستوى ناجماً عن فهم حركات عصابات (داعـش) الإرهابية، استبق فيها الحدث من خلال تفكيك الخلايا التي تنتشر في المناطق الآمنة والوصول إلى العناصر غير المُسجلين في قاعدة البيانات».
وكان جهاز مكافحة الإرهاب رأس حربة القوات العراقية بمختلف صنوفها التي قاتلت تنظيم «داعش» خلال سيطرته على نحو ثلث الأراضي العراقية بعد يونيو (حزيران) 2014، قبل أن تتم هزيمته عسكرياً نهاية عام 2017. ويتمتع الجهاز بقدر عال من الانضباط والتجهيز ويتمتع بسمعة جيدة بين صفوف المواطنين العراقيين عموماً والمناطق التي باتت تعرف بـ«المناطق المحررة».
ورغم العمليات المتواصلة التي يقوم بها جهاز مكافحة الإرهاب، وبقية القوات الأمنية في الجيش والشرطة والحشد الشعبي، ضد ما تبقى من عناصر «داعش»، فإنه ما زال ينشط في المناطق البعيدة عن مراكز المدن شمال شرق، وشمال غربي البلاد. وما زال عدد غير قليل من المحللين والمسؤولين العسكرين، يتحدثون عن المخاطر القائمة التي يمثلها التنظيم الإرهابي ويحذرون من عملية التهاون في التعامل معه؛ نظراً لقدرته على العمل والتحرك في أصعب الظروف، ولتواجد عناصره في الأحراش والمناطق ذات التضاريس الجغرافية الوعرة والمعقدة، وقد نجح في الأشهر الماضية في تنفيذ العديد من العمليات ضد القوات العراقية.
ولعل البيانات اليومية التي تصدر عن مختلف القوات العسكرية والأمنية بشأن عملياتها ضد «داعش» تؤكد أن عناصر التنظيم ما زالت تمثل تهديداً قائماً في البلاد، حيث أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، أمس، عن إلقاء القبض على المكنى «أبو عمر أحد أبرز مقاتلي ما يسمى بـ(جيش العسرة) الإرهابي، غرب محافظة نينوى». كذلك، أعلنت قيادة عمليات محافظة الأنبار غرب العراق، أمس، القبض على مطلوبين خلال عمليات أمنية متفرقة في المحافظة. وتمكنت في عملية ثانية من «الاستيلاء على عجلة مجموعة إرهابية محملة بسلاح (دوشكة 12.5 ملم) وتجهيزات أخرى بعد أن تركها عناصر (داعش) ولاذوا بالفرار»، طبقاً لبيان صادر عن العمليات. وفي إعلان مماثل، قالت وزارة الدفاع العراقية، أمس، إن «طيران الجيش دمر صهريجاً لـ(داعش) في محافظة صلاح الدين».
من ناحية أخرى، وعلى صعيد مكافحة الفساد المستشري في معظم دوائر الدولة، وعلى غرار ما أعلنه جهاز مكافحة الإرهاب بشأن عملياته خلال الأشهر الأخيرة، أعلن مجلس القضاء الأعلى، أمس، عن إحصائية مماثلة عن حالات إلقاء قبض واستقدام تتعلق بقضايا النزاهة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي. وقال مجلس القضاء في بيان، إن «محكمة تحقيق النزاهة في الحلة أصدرت خلال الفترة (منتصف يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار) أكثر من 13 مذكرة قبض واستقدام طالت مسؤولين كباراً عن قضايا فساد مالي وإداري».
وكانت هيئة النزاهة أعلنت الأسبوع الماضي، عن صدور أمر قبض بحق محافظ بابل السابق على «خلفيَّة التلاعب الحاصل بالمحضر المُصادق عليه من قبل ديوان المحافظة الخاص بالقطع المخصصة لشريحة الشهداء والسجناء السياسيين والجرحى». وأعلنت الهيئة، أمس، عن صدور حكم بالحبس ضد مدير عام لشركة تابعة لوزارة الإعمار بتهمة الرشوة.
وقالت دائرة التحقيقات التابعة للهيئة، في بيان «أصدرت محكمة جنايات الرصافة المختصة بقضايا النزاهة حكماً حضورياً بالحبس لمدة سنتين بحقِّ المدير العام لإحدى الشركات التابعة لوزارة الإعمار والإسكان والبلديَّات العامة والحكم جاء على خلفية ضبطها له متلبساً بتسلم مبلغ رشوة لقاء الموافقة على صرف مستحقات مالية لمشروع سكني في محافظة البصرة».



«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
TT

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)

تشهد أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، متسببة في انهيارات طينية وصخرية تهدد حياة السكان وتلحق الأضرار بالممتلكات والأراضي، في حين لم تتجاوز البلاد آثار فيضانات الصيف الماضي التي ترصد تقارير دولية آثارها الكارثية.

وتسببت الأمطار الأخيرة المستمرة لمدد طويلة، والمصحوبة بضباب كثيف وغيوم منخفضة، في انهيارات صخرية أغلقت عدداً من الطرق، في حين أوقع انهيار صخري، ناجم عن تأثيرات أمطار الصيف الماضي، ضحايا وتسبب في تدمير منازل بمنطقة ريفية شمال غربي البلاد.

وعطلت الانهيارات الصخرية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (جنوبي غرب) استمرار العمل في تحسين وصيانة طريق هيجة العبد التي تربط محافظة تعز المجاورة بباقي محافظات البلاد، بعد أن أغلقت الجماعة الحوثية بقية الطرق المؤدية إليها منذ نحو 10 أعوام، وتسببت تلك الأمطار والانهيارات في إيقاف حركة المرور على الطريق الفرعية.

أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

ويواجه السائقون والمسافرون مخاطر شديدة بسبب هذه الأمطار، تضاف إلى مخاطر أخرى، مما أدى إلى صعوبة التنقل.

ودعت السلطات المحلية في المحافظة السائقين والمسافرين إلى توخي الحذر الشديد في الطرق الجبلية والمنحدرات المعرضة للانهيارات الطينية والصخرية والانجرافات، وتجنب المجازفة بعبور الوديان ومسارات السيول المغمورة بالمياه.

وكان انهيار صخري في مديرية الطويلة، التابعة لمحافظة المحويت (شمالي غرب)، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة 3 آخرين، بعد سقوط كتلة صخرية هائلة كانت مائلة بشدة فوق منزل بُني أسفلها.

وتزداد الانهيارات الصخرية في المناطق التي تتكون من الصخور الرسوبية الطبقية عندما يصل وضع الكتل الصخرية المائلة إلى درجة حرجة، وفق الباحث اليمني في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض)، أنس مانع، الذي يشير إلى أن جفاف التربة في الطبقات الطينية الغروية أسفل الكتل المنحدرة يؤدي إلى اختلال توازن الكتل الصخرية، وزيادة ميلانها.

ويوضح مانع لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الغزيرة بعد مواسم الجفاف تؤدي إلى تشبع التربة الجافة، حيث تتضخم حبيباتها وتبدأ في زحزحة الكتل الصخرية، أو يغير الجفاف من تموضع الصخور، وتأتي الأمطار لتكمل ذلك التغيير.

انهيار صخري بمحافظة المحويت بسبب أمطار الصيف الماضي يودي بحياة 8 يمنيين (إكس)

وينبه الباحث اليمني إلى خطر يحدق بغالبية القرى اليمنية، ويقول إنها عرضة لخطر الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار أو الزلازل، خصوصاً منها تلك الواقعة على خط الصدع العام الممتد من حمام علي في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وحتى ساحل البحر الأحمر غرباً.

استمرار تأثير الفيضانات

تواصل الأمطار هطولها على أجزاء واسعة من البلاد رغم انتهاء فصل الصيف الذي يعدّ موسم الأمطار الرئيسي، وشهد هذا العام أمطاراً غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان.

وطبقاً لـ«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، فإن اليمن شهد خلال هذا العام موسمين رئيسيين للأمطار، الأول في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، والثاني بدأ في يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر (أيلول)، و«كانا مدمرَين، بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد».

ووفقاً للتقييمات الأولية التي أجرتها «جمعية الهلال الأحمر اليمني»؛ فقد تأثر 655 ألفاً و11 شخصاً، ينتمون إلى 93 ألفاً و573 عائلة بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت البلاد أخيراً، ما أسفر عن مقتل 240 شخصاً، وإصابة 635 آخرين، في 20 محافظة من أصل 22.

فيضانات الصيف الماضي ألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وألحقت الأمطار أضراراً جسيمة بمواقع السكان والنازحين داخلياً ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، وكثير منهم كانوا نازحين لسنوات، حيث أبلغت «المجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية» في اليمن، عن تضرر 34 ألفاً و709 من المآوي، بينها 12 ألفاً و837 تضررت جزئياً، و21 ألفاً و872 تضررت بالكامل.

ونقل التقرير عن «المنظمة الدولية للهجرة» أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل تقديم الرعاية الصحية، وتسبب في تدمير الملاجئ، وتلوث مصادر المياه، وخلق حالة طوارئ صحية، وفاقم التحديات التي يواجهها النازحون.

تهديد الأمن الغذائي

وتعدّ الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة الأعلى تضرراً بـ77 ألفاً و362 هكتاراً، ثم محافظة حجة بـ20 ألفاً و717 هكتاراً، وهو ما يعادل نحو 12 و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، بينما تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً لتقييم «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)».

شتاء قاسٍ ينتظر النازحين اليمنيين مع نقص الموارد والمعونات وتأثيرات المناخ القاسية (غيتي)

وكانت الحديدة وحجة والجوف الأعلى تضرراً، وهي من المحافظات الأكبر إنتاجاً للماشية، خصوصاً في الجوف، التي يعتمد نحو 20 في المائة من عائلاتها على الماشية بوصفها مصدر دخل أساسياً.

وتوقع «الاتحاد» أن العائلات الأعلى تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة، مما يؤدي إلى ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.

وتشمل الاحتياجات الحرجة والعاجلة في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والملابس، والحماية، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والإمدادات الطبية لضمان استمرارية وظائف مرافق الرعاية الصحية.

ودعت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين» إلى التحرك العالمي، والعمل على تخفيف آثار تغير المناخ بالتزامن مع انعقاد «مؤتمر المناخ»، مقدرة أعداد المتضررين من الفيضانات في اليمن خلال العام الحالي بنحو 700 ألف.

وسبق للحكومة اليمنية الإعلان عن أن الفيضانات والسيول، التي شهدتها البلاد هذا العام، أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية.