شكك بعض العلماء، في اكتشاف بيت كوربر، عالمة الأحياء في مختبر «لوس ألاموس الوطني»، أول طفرة متحورة في فيروس «كوفيد - 19» الربيع الماضي، وقالوا إن تحوره السريع قد يكون مجرد صدفة، ولم يعتقدوا أنه سيجعل الفيروس أكثر عدوى.
ساعد اكتشاف كوربر، الطفرة (D614G)، المنتشرة في كل مكان في جميع أنحاء العالم، والتي ظهرت في جينومات المتغيرات سريعة الانتشار في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل، إلى دفع كبار علماء الأحياء إلى ابتكار طرق جديدة لتتبع «التطور المخيف» من البيانات الجينية الواردة، بعدما ظهرت طفرات جديدة في أنماط معقدة بشكل متزايد. حسبما أفادت شبكة «بلومبرغ».
ويتخوف العلماء من صعوبة القضاء على «كوفيد - 19» في أي وقت قريب، بعد الكشف عن تحوره، والتي يمكن أن تقلل من فاعلية اللقاحات لمسببات الأمراض. ويصبح مجرد مصدر إزعاج مثل نزلات البرد، أو مثل الإنفلونزا، ويمكنه أن يتسبب في أمراض شديدة في بعض شرائح من المجتمع العالمي، وهو سيناريو قد يتطلب جرعات تقوية منتظمة.
قالت كوربر «بمراقبة الفيروس بعناية، يمكننا أن نبقى سابقين له، وهذا ما يسعى الجميع إلى فعله الآن».
كان أحد الألغاز الرئيسية التي تم الكشف عنها في وقت مبكر من قبل كبار العلماء، هو نوع الفيروس الذي سيثبت أنه فيروس كورونا. فحتى الآن، يبدو أكثر شبهاً «بالإنفلونزا»، التي يتغير شكلها طوال الوقت وتتطلب إعادة التطعيم السنوية، وأكثر قوة من (الحصبة)، وهي فيروس لا يتحمل الطفرات لدرجة أن نظام لقاح واحد يستمر مدى الحياة.
قال بول دوبريكس، رئيس مركز جامعة بيتسبرغ لأبحاث اللقاحات «هل هذا يعني أننا في حاجة إلى صنع لقاح جديد كل عام؟ نحن لا نعرف».
عندما تتكاثر الفيروسات وتنسخ جينوميتها، يمكن أن تغيير في السلسلة الطويلة من «أحرف» الحمض النووي الريبوزي (DNA) أو (RNA)، التي تحدد كيفية تطور البروتينات الفيروسية. ولكن العديد من الأخطاء ليس لها أي تأثير، أو حتى أنها يمكن أن تجعل الفيروس أقل ملاءمة. لكن نسبة ضئيلة من هذه التغييرات يمكن أن تمنح الفيروس ميزة؛ مما يجعله أكثر عدوى أو يمنحه القدرة على التهرب من جهاز المناعة.
توصل باحثون في جامعة بيتسبرغ إلى أن الفيروس وجد في الوقت نفسه طرقاً ملتوية، قد تجنبه من آلية إثبات القراءة الخاصة به. بدلاً من إجراء تغييرات في أحرف RNA الفردية، فإنه يحذف مجموعات من أحرف عدة في وقت واحد؛ مما يقوض على ما يبدو قدرة أنظمة التدقيق الإملائي الطبيعية للفيروس على رؤية التغيير.
بينما يستمر الفيروس في التطور على المدى القصير، فإن أحد السيناريوهات الأكثر تفاؤلاً هو أنه قد ينفد من التحركات الكبيرة التي يمكن أن يقوم بها لتجنب الأجسام المضادة التي تجعل اللقاحات الحالية تعمل. في ظل هذا السيناريو، قد يكون هناك حد «عملي» لتحور الفيروس.
ومع ذلك، تشير الدلائل المستمدة من فيروسات كورونا الشائعة الأخرى، إلى أنها يمكن أن تتحور لتفادي الجهاز المناعي مع مرور الوقت.
ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان الفيروس يمكن أن يحتفظ بقدرته على التسبب في مرض خطير؛ لأنه يتحور وفي الوقت نفسه يكتسب الناس المزيد من المناعة من خلال العدوى أو اللقاحات.
ففي بحث نُشر في يناير (كانون الثاني) في مجلة «ساينس»، وجد علماء الأمراض بجامعة إيموري، أن العامل الرئيسي سيكون ما إذا كانت الحماية من الأمراض الشديدة تستمر لفترة أطول بكثير من الحماية من العدوى الخفيفة أو غير المصحوبة بأعراض، وهو أمر نموذجي لفيروسات «كورونا» التي تسبب نزلات البرد.
تكاثر طفرات «كوفيد» قد تبقيه لسنوات عديدة
تكاثر طفرات «كوفيد» قد تبقيه لسنوات عديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة