احتفاء عربي وأجنبي بموكب المومياوات الفرعونية «المُبهر»

إشادات دبلوماسية وشعبية بالحدث الفريد

جانب من عرض موكب المومياوات الفرعونية (أ.ف.ب)
جانب من عرض موكب المومياوات الفرعونية (أ.ف.ب)
TT

احتفاء عربي وأجنبي بموكب المومياوات الفرعونية «المُبهر»

جانب من عرض موكب المومياوات الفرعونية (أ.ف.ب)
جانب من عرض موكب المومياوات الفرعونية (أ.ف.ب)

ما أن أُسدل الستار على موكب المومياوات الملكية المبهر بالقاهرة، مساء أول من أمس، حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية والأجنبية، بالتعبير عن الاحتفاء والإشادة بالحدث الفريد، فعقب وصول المومياوات الملكية إلى المتحف القومي للحضارة المصرية أعرب وزير الثقافة السعودي بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، عن خالص تهانيه لمصر لنجاح موكب المومياوات الملكية، وقال الوزير السعودي، في تغريدة على موقع «تويتر»: «خالص التهاني للأشقاء في جمهورية مصر العربية لنجاح الموكب... الحضارة الكبيرة في أيدٍ أمينة».
كما نشر وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، تغريدة على «تويتر» مساء أول من أمس، أشاد فيها بحفل موكب نقل المومياوات الفرعونية إلى متحف الحضارة، وقام بمشاركة فيديو الموكب، وكتب: «مصر تجدد جمالها».
وأشادت السفارة الروسية في مصر، بالموكب الفرعوني، عبر حساب السفارة الرسمي على «تويتر» قائلة: «شاهد السفير الروسي في مصر جيورجي بوريسينكو مراسم موكب المومياوات الملكية... هذا العرض كان مشهداً مذهلاً، ذكّر العالم كله بتاريخ مصر الغنية، أقدم دولة في العالم».
ويعد ملف السياحة والآثار من عناصر القوة الناعمة لمصر، بحسب الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الموكب كان مدهشاً، ولبى طموحات المصريين والعرب الذين أعرب الكثير منهم عن فخرهم وسعادتهم الكبيرة بالحفل التاريخي الذي تضمن رسائل عدة، من بينها التأكيد على أن اللغة الهيروغليفية جديرة بالتفاعل معها وإحيائها، إذ أثبتت أنشودة «الإله إيزيس» الفرعونية التي تم تقديمها بنجاح باهر هذه الفرضية، وفتحت شهية الفنانين المصريين لإنتاج أعمال أخرى مشابهة».
وتميز الحفل الذي تم نقله على الهواء مباشرة عبر عشرات القنوات المحلية والعربية والأجنبية من مدخل المتحف المصري بالتحرير، ومتحف الحضارة بالفسطاط، بالإبهار، حيث عزفت الأوركسترا بقيادة المايسترو نادر عباسي أنشودة مختارات من «ترانيم المهابة لإيزيس» من معبد دير الشلويط، ومختارات من «نصوص الأهرام» الأثرية، التي حققت إشادات واسعة من جمهور السوشيال ميديا في مصر والفنانين والآثاريين.
ونقلت مصر 22 مومياء ملكية تعود إلى عصور الأسر الـ«17 و18 و19 و20» وهي: «الملك رمسيس الثاني، ورمسيس الثالث، ورمسيس الرابع، ورمسيس الخامس، ورمسيس السادس، ورمسيس التاسع، وتحتمس الثاني، وتحتمس الأول، وتحتمس الثالث، وتحتمس الرابع، وسقنن رع، وحتشبسوت، وأمنحتب الأول، وأمنحتب الثاني، وأمنحتب الثالث، وأحمس نفرتاري، وميريت آمون، وسبتاح، ومرنبتاح، والملكة تي، وسيتي الأول، وسيتي الثاني».
بدورها، أشادت السفارة الأميركية بالقاهرة بالموكب الفريد، وذكرت السفارة في تغريدة لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التدوينات «تويتر»: «سعدنا بمشاهدة العرض التاريخي لنقل المومياوات الملكية المصرية... تهانينا لنقل 22 مومياء ملكية مصرية قديمة بأمان إلى مثواها الجديد بالمتحف القومي للحضارة المصرية».
وأضافت: «يسعدنا الاستمرار في المساعدة في الحفاظ على التراث الثقافي الثري لمصر وحمايته».
وقال وزير السياحة اليوناني هاري ثيوخاري، إن احتفالية الموكب الذهبي تعد حدثاً عظيماً ومدهشاً، يعطي الأمل مثل إشعاع ضوء فنار الإسكندرية في الوقت الذي تعيش دول العالم ضغوطاً بسبب جائحة فيروس كورونا».
وأكد ثيوخاري، في تصريحات صحافية أمس، أن «هذا الحدث فكرة عظيمة ودعاية جيدة للسياحة المصرية، وتجدد اهتمام الجميع بتاريخ مصر المتنوع الثري وليس فقط تاريخ العصر الفرعوني».
ويؤكد عبد البصير أن «الدعم الواسع الذي قدمه الرئيسي المصري عبد الفتاح السيسي، الذي استقبل المومياوات في متحف الحضارة، لاستكمال المشروعات الأثرية المتوقفة خلال السنوات الأخيرة، عجّل من افتتاح هذه المشروعات، إذ قدمت الحكومة نحو مليار و270 مليون جنيه مصري، (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري) لدعم تلك المشروعات خلال السنوات الأخيرة»، ولفت إلى أن «حماس السيسي لإنجاز مشروعات أثرية وسياحية كبرى يصب في مصلحة هذا القطاع لاستعادة رونقه مجدداً».
ورغم عدم بث لقطات حية للموكب الذهبي بكل أجزاء مساره، وخصوصاً بالشوارع التي تربط متحف التحرير بمتحف الحضارة، وعدم إتاحة الفرصة لفئات مصرية أخرى غير الفنانين للمشاركة في الحدث، فإن الحدث حقق صدى واسعاً جداً، واحتفى به فنانون ومتابعون بالتنظيم الرفيع الذي تم بأيد مصرية، وأشادوا بالتصوير والإخراج والإضاءة وأوركسترا نادر عباسي التي صنعت أجواءً أسطورية بالحفل، كما تمت الإشادة بأداء المذيعين والمطربات المصريين. وحصل الفنان المصري خالد النبوي على نصيب الأسد من الإشادات بعد عرض فيلم وثائقي بعنوان «مصر الحضارة» خلال الاحتفالية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.