«جائزة الأميرة صيتة» تكرم رواد العمل الاجتماعي... وتعلن مبادرة لدعم «السعودية الخضراء»

الحفل الختامي للدورة الثامنة حضره وزير الموارد البشرية

جانب من حفل التكريم (الشرق الأوسط)
جانب من حفل التكريم (الشرق الأوسط)
TT

«جائزة الأميرة صيتة» تكرم رواد العمل الاجتماعي... وتعلن مبادرة لدعم «السعودية الخضراء»

جانب من حفل التكريم (الشرق الأوسط)
جانب من حفل التكريم (الشرق الأوسط)

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كرم وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس أمناء الجائزة المهندس أحمد الراجحي، اليوم (الأحد) الفائزين بجائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في العمل الاجتماعي في دورتها الثامنة للعام 2020، وذلك في الحفل الذي أقيم في قاعة الأمير سلطان الكبرى في فندق الفيصلية بالرياض.
وأعلنت جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز خلال الحفل عن مبادراتها الداعمة (معاً لدعم السعودية الخضراء)، التي تستهدف المناطق النائية والأسر المحتاجة والعمل على التطوير والتدريب والدعم وفق برامج بيئية نوعية على مدار عام بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وقال وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي في كلمة له في الحفل: «لقد ظل وطننا الغالي شامخاً بإنجازاته التنموية المتقدمة ومواقفه الإنسانية الصادقة والمشرفة - عندما تشتد الصعاب وتبرز التحديات وتحاصرنا المحن - فرغم كل الظروف الصعبة التي مر بها العالم في جائحة كورونا، إلا أن هذا الوطن - بفضل الله - ثم بجهود قيادتنا الرشيدة، كان أنموذجًا لمفهوم الدولة القوية بطموحاتها، الجاهزة للأزمات بكل طاقاتها، المستعدة من حيث جهوزية بناها التحتية، المساندة للإنسان فوق أرضها وفي كل مكان، أفلا يحق لنا أن نشعر بالفخر والاعتزاز؟».
وأضاف: «الحرص الكبير من مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، اللذين قدما الغالي والنفيس لصحة وسلامة وأمن كل نفس على هذه الأرض المباركة ليس بمستغرب أبداً، فهذا هو نهج قيادتنا الرشيدة، فاستقرار الإنسان يمثل على الدوام أولوية قصوى لهم، وهذا ما يجعل المبادرات الفعالة والمدروسة تتوالى يوماً عن يوم في ظل تلك الظروف».
وأوضح الراجحي أن العمل الاجتماعي يعتبر كرافد أساسي من روافد التنمية الوطنية، أصبح علامةً فارقةً في رقي الشعوب وحضارتها، وكان وما زال يحظى باهتمام ودعم سخي من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وما جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في العمل الاجتماعي إلا مثال لهذا الدعم الذي يهدف لترسيخ مفهوم العمل الاجتماعي والارتقاء به وتكريم رواده عبر جائزة متخصصة، ودائماً ما تكون حاضرةً في المشهد الاجتماعي لتضع بصمتها الإيجابية، وتؤكد دورها الرائد ووقوفها ومساندتها التامة مع توجهات ومستهدفات الوطن في العمل التنموي والاجتماعي.
وتابع الوزير: «اليوم نحن سعداء بتكريم الجائزة لفائزيها بدورتها الثامنة التي جاءت مواكبة لأحداث العصر وتخصيص موضوع دورتها لهذا العام تحت مسمى العمل الاجتماعي في مواجهة الأزمات والمخاطر، وسعداء لهؤلاء الفائزين ممن أثبتوا مع غيرهم من أبناء وبنات الوطن أنهم لحمة واحدة من أجل وحدة ونماء وازدهار هذا الوطن الغالي».
وقال الراجحي: «إذ نكرمهم هذا اليوم، فلا نملك إلا أن نبارك لهم أرواحهم الوطنية وهممهم العالية وندعو لهم بالتوفيق والاستمرار في هذا النهج المبارك. رحم الله رائدة العمل الاجتماعي والإنساني صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبد العزيز ونسأل الله أن يحمي وطننا ويديم علينا نعمة الأمن والأمان».
وألقى الأمين العام للجائزة الأستاذ الدكتور فهد بن حمد المغلوث كلمة قال فيها: «ما أجمل إنجازات الوطن وأعظمها حينما تترجم عطاءً ووفاءً لا يحدها حدود، وما أروعها تلك الإنجازات حينما تحمل لمسات إنسانية تفرح قلوب وترسم البسمة وتبعث على التفاؤل وتؤكد على عمق التلاحم بين أبناء الوطن وقيادته».
وأضاف: «اليوم نحن في مناسبة استثنائية لظرف استثنائي يفرض علينا قيوداً صارمة، لكننا بحمد الله ثم بفضل دعم ومباركة قيادتنا الرشيدة، استطعنا بحمد الله أن نجتمع سوياً لهدف سام هو تكريم من كانت لهم أيادٍ بيضاء تجاه الوطن في أحلك أوقاته. اجتمعنا لنثبت أن هناك متسعا للأمل والعطاء، واليوم نحتفل لتكريم الفائزين بجائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في العمل الاجتماعي في دورتها الثامنة وحق لنا أن نفتخر بهم».
وأوضح المغلوث أنه تقدم للجائزة 404 مرشحاً جهات وأفراداً لكافة فروع الجائزة الخمسة، انتقل منهم لمرحلة التقييم 37 مرشحاً، ومن ثم وصل منهم لمرحلة التحكيم النهائية 17 مرشحاً، وبعد القرار النهائي وتطبيق معايير الجائزة والزيارات الميدانية لمواقع المرشحين من قبل لجان التحكيم، استقر الرأي على 7 فائزين.
وتابع المغلوث: «استشعاراً من الجائزة بأهمية دورها الوطني والإنساني ومسؤوليتها المجتمعية تجاه الوطن، وتماشياً مع توجهات الدولة - حفظها الله - ومبادراتها النوعية لتعزيز جودة حياة المواطن، ودعماً لمبادرة ولي العهد - حفظه الله - (السعودية الخضراء)، التي ستنطلق قريباً فإنه يسر جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز أن تعلن عن مبادراتها الداعمة (معاً لدعم السعودية الخضراء)، التي تستهدف المناطق النائية والأسر المحتاجة والعمل على التطوير والتدريب والدعم وفق برامج بيئية نوعية على مدار عام بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، بما يضمن تحقيق أهداف المبادرة ويرسم توجه المملكة العربية السعودية في تحسين الظروف الاجتماعية والمعيشة البيئية للمواطن والأسر والانتقال بهم لحياة كريمة ومنتجة».
وقدم الأمين العام للجائزة التهاني والتبريكات للفائزين، مهنئاً الوطن بهذه الإنجازات الكبيرة المتسارعة، والشعب العظيم الذي يثبت يوماً بعد يوم وفاءه وتضحياته.
وكانت أمانة الجائزة أعلنت عن أسماء الفائزين في دورتها الحالية للعام 2020، حيث فاز في فرع التميز في الإنجاز الوطني مناصفة بين وزارة التعليم عن برنامج «منصة مدرستي»، ووزارة الصحة عن برنامج «التطوع الصحي في وزارة الصحة»، فيما فاز في فرع التميز في الوقف الإسلامي الهيئة العامة للأوقاف عن وقف «أوقاف الهيئة العامة للأوقاف»، وفاز في فرع التميز في برامج العمل الاجتماعي المجلس الفرعي للجمعيات الأهلية بمنطقة المدينة المنورة عن مبادرة «مبادرة خير المدينة»، وفاز في فرع التميز لرواد العمل الاجتماعي الشيخ عبد الله إبراهيم السبيعي، وفاز في فرع المسؤولية الاجتماعية الشركة المتقدمة للبتروكيماويات عن مبادرة «برامج مجتمعية نفذت خلال جائحة كورونا»، وشركة صدارة للكيميائيات عن مبادرة «دعم وزارة الصحة والقطاع الصحي» لمساندة جهود المملكة للحد من انتشار وباء فيروس كورونا المستجد كوفيد - 19.



«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
TT

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة»، ووصل الأمر إلى تقدم نائبة مصرية ببيان عاجل، طالبت خلاله بوقف عرض المسلسل.

وأثار العمل منذ بداية بثه على قنوات «ON» جدلاً واسعاً؛ بسبب تناوله قضايا اجتماعية عدّها مراقبون ومتابعون «شائكة»، مثل الخيانة الزوجية، والعلاقات العائلية المشوهة، وطالت التعليقات السلبية صناع العمل وأداء بطلاته.

وقالت النائبة مي رشدي، في البيان العاجل: «إن الدراما تعدّ إحدى أدوات القوة الناعمة في العصر الحديث، لما لها من دور كبير ومؤثر في رسم الصورة الذهنية للمجتمعات والشعوب سلباً أو إيجاباً لسرعة انتشارها، وهي انعكاس ومرآة للمجتمع».

وأضافت: «هناك عمل درامي (وتر حساس) يُعرَض هذه الأيام على شاشات القنوات التلفزيونية، يحتاج من المهمومين بالمجتمع المصري إلى تدخل عاجل بمنع عرض باقي حلقات هذا المسلسل؛ لما يتضمّنه من أحداث تسيء للمجتمع المصري بأسره؛ فهو حافل بالعلاقات غير المشروعة والأفكار غير السوية، ويخالف عاداتنا وتقاليدنا بوصفنا مجتمعاً شرقياً له قيمه الدينية».

وتدور أحداث المسلسل، المكون من 45 حلقة، حول 3 صديقات هن «كاميليا» إنجي المقدم، وابنة خالتها «سلمى» صبا مبارك، و«رغدة» هيدي كرم، وتقوم الأخيرة بإرسال صورة إلى كاميليا يظهر فيها زوجها «رشيد»، محمد علاء، وهو برفقة مجموعة فتيات في إحدى السهرات، في حين كانت «كاميليا» تشك في زوجها في ظل فتور العلاقة بينهما في الفترة الأخيرة.

صبا مبارك ومحمد علاء في مشهد من المسلسل (قناة ON)

بينما تغضب «سلمى» من تصرف «رغدة» وتؤكد أنها ستكون سبباً في «خراب بيت صديقتهما»، وعند مواجهة كاميليا لزوجها بالصورة ينكر خيانته لها، ويؤكد لها أنها سهرة عادية بين الأصدقاء.

وتتصاعد الأحداث حين يعترف رشيد بحبه لسلمى، ابنة خالة زوجته وصديقتها، وتتوالى الأحداث، ويتبدل موقف سلمى إلى النقيض، فتبلغه بحبها، وتوافق على الزواج منه؛ وذلك بعد أن تكتشف أن كاميليا كانت سبباً في تدبير مؤامرة ضدها في الماضي تسببت في موت زوجها الأول، الذي تزوجت بعده شخصاً مدمناً يدعى «علي»، وأنجبت منه ابنتها «غالية».

وتعرف كاميليا بزواج سلمى ورشيد، وتخوض الصديقتان حرباً شرسة للفوز به، بينما يتضح أن الزوج الثاني لسلمى لا يزال على قيد الحياة، لكنه كان قد سافر للخارج للعلاج من الإدمان، ويعود للمطالبة بابنته وأمواله.

ويتعمّق المسلسل، الذي يشارك في بطولته لطيفة فهمي، ومحمد على رزق، وأحمد طارق نور، ولبنى ونس، وتميم عبده، وإخراج وائل فرج، في خبايا النفس الإنسانية، وينتقل بالمشاهدين إلى قضايا اجتماعية مثل فكرة الانتقام، والتفريط في الشرف، وتدهور العلاقات بين الأقارب، وصراع امرأتين على رجل واحد.

وتعليقاً على التحرك البرلماني ضد المسلسل، عدّ الناقد المصري محمد كمال أن «الأمر لا يستدعي هذه الدرجة من التصعيد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن العمل بالفعل مليء بالعلاقات المشوهة، التي لا تقتصر على الخيانة الزوجية، وإنما تمتد إلى خيانة علاقة الأقارب والأصدقاء فيما بينهم؛ فيظهر معظم أبطال العمل غير أسوياء، فالشخصية الرئيسة الثالثة في العمل (رغدة) تخون أيضاً صديقتيها سلمى وكاميليا، وكل ما تسعى وراءه هو جني المال، والإساءة إليهما!».

ويتابع كمال: «فاجأتنا الأحداث كذلك بأن طليق سلمى، ووالد ابنتها كان ولا يزال مدمناً، وكان قد عقد اتفاقاً معها في الماضي بتزوير أوراق تفيد بوفاته؛ كي يثير شفقة والده، ويكتب ثروته بالكامل لابنته غالية، ويسافر هو للعلاج، مع وعدٍ بأنه لن يرجع، وهو جانب آخر من الأفعال المنحرفة».

كاميليا وسلمى... الخيانة داخل العائلة الواحدة (قناة ON)

ويتابع: «وهكذا كل شخوص المسلسل باستثناءات قليلة للغاية، فهناك مَن اغتصب، وسرق، وخان، وقتل، وانتحر، لكن على الرغم من ذلك فإني أرفض فكرة وقف عمل درامي؛ لأن المجتمعات كلها بها نماذج مشوهة، والمجتمع المصري أكبر مِن أن يمسه أي عمل فني، كما أن الجمهور بات على وعي بأن ما يراه عملٌ من خيال المؤلف».

ويرى مؤلف العمل أمين جمال أن «المسلسل انعكاس للواقع»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن قضية احتدام الصراع أصبحت سمة غالبة على علاقات البشر عموماً، وموجودة في العالم كله، ولا يمكن أن تنفصل الدراما عن الواقع».

وتابع: «المسلسل يأتي في إطار درامي اجتماعي مشوق، لذلك نجح في أن يجتذب الجمهور، الذي ينتظر بعد عرض كل حلقة، الحلقة الجديدة في شغف، ويظهر ذلك في تعليقات المشاهدين على (السوشيال ميديا)».

وأشار إلى أنه «بالإضافة لتقديم الدراما المشوقة، في الوقت نفسه أحرص على تقديم رسائل مهمة بين السطور، مثل عدم الانخداع بالمظهر الخارجي للعلاقات؛ فقد تكون في واقع الأمر علاقات زائفة، على الرغم من بريقها، مثل تلك العلاقات التي تجمع بين أفراد العائلة في المسلسل، أو العلاقة بين الصديقات».

من جهتها، هاجمت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله المسلسل، وتساءلت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا هذا الحشد لذلك الكم الكبير من الخيانات بين الأزواج والأصدقاء والأقارب؟»، وقالت: «لست ضد أن تعرض الدراما أي موضوع أو قضية من قضايا المجتمع، على أن تقدم معالجة فنية بها قدر من التوازن بين الأبعاد المختلفة، لا أن تقتصر على جانب واحد فقط».

وعن القول إن العمل يقدم الواقع، تساءلت ماجدة: «هل هذا هو الواقع بالفعل؟ أم أن الواقع مليء بأشياء كثيرة بخلاف الخيانات وانهيار العلاقات بين الناس، التي تستحق مناقشتها في أعمالنا الدرامية، فلماذا يختار العمل تقديم زاوية واحدة فقط من الواقع؟».

وعدّت «التركيز على التشوهات في هذا العمل مزعجاً للغاية، وجعل منه مسلسلاً مظلماً».