بمئزره الأصفر الذي تشابه لونه مع قبعة الرأس، دخل الشيف عماد الخشت إلى مطبخ بيته يعد طعاماً لأسرته وهو يروي لـ«الشرق الأوسط» عن الفارق بين وقوفه أمام الكاميرا ليقدم برنامجه «طبخة ونص» على قناة «cbc سفرة» وخضوعه لرغبات أسرته ومتطلباتها فيما تشتهيه من أصناف جديدة وأطباق شهية.
فهناك، والطهاة مع أسرهم، تكون التحديات مختلفة، إذ إنهم وهم أمام شاشات التلفاز، أو في المطاعم والفنادق يمارسون أعمالهم الروتينية، يسعون لإرضاء جمهور عريض من المتذوقين، لكنهم عندما يطهون في مطابخ منازلهم يختلف الأمر.
هذا الأجواء المتباينة طرحت كثيراً من الأسئلة عن طريقة إدارة الطهاة مطبخ منازلهم، والأصناف التي يطهونها، وهل تطلب أسرهم أصنافاً مما يشاهدونها على التلفاز، وماذا عن الأصناف التي يطهونها في المطعم والبرامج ولا يحبون إعدادها منزلياً.
عندما يكون الشيف رجلاً، فإن التحديات التي يواجهها في إدارة مطبخ منزله تحكمها اعتبارات كثيرة، أهمها الزوجة وشخصيتها، ومدى تقبلها لوجوده بالمطبخ، فكثير من الزوجات يعتبرن المطبخ مملكتهن الخاصة. وهنا، يوضح الخشت في حديثه إلى «الشرق الأوسط»: «المشكلة التي قد تواجه الطهاة الرجال في مطابخ منازلهم تنشأ في حالة ما إذا كانت الزوجة لا تحترم المطبخ، ولا تطهو عن حب، كما لا تعطي الطعام الذي تعده الاهتمام المطلوب».
وأضاف الخشت: «في هذه الحالة، تكون هناك حساسية شديدة في دخول الزوج المطبخ»، مستدركاً: «زوجتي تحب الطهي، ونتشارك الدخول إلى المطبخ حسب الموقف، لكنها فقط لا تعجبها الفوضى التي أحدثها به بسبب استخدامي كثيراً من الأواني في وقت واحد، خصوصاً في حالة عدم وجود المعنيين بمساعدتنا في نظافة البيت».
ويدخل الخشت إلى مطبخ منزله كثيراً، ويطلب منه أطفاله بعض الأصناف التي يشاهدونها على التلفاز، ويجرب طهي أطباق جديدة يمكنه أن يعدها بعد ذلك على التلفاز لجمهوره، بحسب تأكيده، ويوضح أن «زوجته تطلب استشارته في بعض الأصناف التي تُعدها، ويستشيرها هو بدوره في الأصناف الجديدة التي يعدها في برنامجه».
ونوه الخشت إلى أنه يحلو له تناول بعض الأطباق من يد زوجته، مثل الملوخية و«المادلين»، لكن زوجته تطلب منه إعداد بعض الأصناف، أبرزها المشويات التي يرى أنها تتطلب «ضبطاً دقيقاً لدرجة الحرارة ووقت التسوية والتقليب، وهي تفاصيل تحتاج إلى خبرة لدى الشيف».
ومن أكثر الأصناف التي يحب الشيف الخشت إعدادها بالمنزل طبق الفول الشهير الذي يعده بطرق كثيرة ومكونات مختلفة، بالإضافة إلى المحاشي والفتة واللسان، والكوارع بالزعفران أو بالبرتقال. كما يتولى الإدارة الكاملة لمطبخ المنزل في حال العزومات وتجمع الأقارب والأصدقاء الذين يطلبون منه أصنافاً اشتهر بإعدادها أو شاهدوها في برنامجه.
ويفضل بعض الطهاة الاستراحة بعد يوم عمل شاق، وترك مهمة الطهي للزوجات، وهنا يقول الشيف شربيني لـ«الشرق الأوسط»: «زوجتي لا تفضل دخولي المطبخ، لذلك أتركه لها تماماً، لكن يمكن أن أتولى طهي بعض الوجبات الخفيفة أحياناً مثل أي زوج، فقد أكون مرهقاً بعد يوم عمل طويل، وأتناول ما تعده زوجتي، كما أتجنب إسداء النصائح لها، وأحياناً أطلب منها أن تعد لي بعض الأصناف التي أحبها، مثل المحشي والبصارة».
أما الشيف محمد صلاح، فيقول إنه لا يواجه أي مشكلات مع زوجته في مطبخ المنزل، حيث يتولى بنفسه طهي معظم الأصناف، مضيفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «تقبل الزوجة لوجود زوجها الشيف في مطبخ المنزل يتوقف على شخصيتها، وإذا كانت موظفة أم لا، فزوجتي تعمل مضيفة طيران، وهي متفهمة جداً، وأحياناً ندخل المطبخ معاً لإعداد طبق ما، علماً بأنها متفهمة فارق الخبرة بيننا».
ونوه صلاح الذي يبث خبرته عبر قناته على «يوتيوب» بأن زوجته تطلب منه عادة تحضير أصناف محددة، كما يتولى بنفسه الطهي في أثناء عزومة الأصدقاء والأقارب».
وتختلف التحديات عندما يكون الشيف امرأة، حيث تتولى إدارة مطبخ منزلها منفردة، وتحدد الأصناف التي تريد طهيها، كما تتنوع طلبات العائلة من الأطباق التي يشاهدونها على التلفاز. وفي كل الأحوال، يتحتم عليها إنجاز هذه المهمة في وقت قصير، خاصة بعد يوم عمل طويل، لذا تحب الشيف سارة عبد السلام أن يكون كل شيء في مطبخ منزلها متناسقاً وفي مكانه «فهي لا تسمح بالفوضى، ولا يروق لها نقل الأواني من أماكنها».
وترى الشيف سارة التي تقدم برنامج «سنة أولى طبخ» على قناة «بانوراما فود»، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن «التحدي الأكبر الذي أواجهه هو إعداد الطعام بأسرع وقت ممكن، وأنا كعادتي أفضل إنجاز أي صنف بسرعة. أما الأصناف التي تستغرق وقتاً طويلاً مثل المحشي، فلا أفضل إعداده في المنزل كثيراً».
وتضيف: «في المنزل، أختار الأصناف على ذوقي، على عكس البرنامج، فهناك أخضع لرغبات المشاهدين، وربما أقدم أطباقاً لا أحب تناولها، مثل السردين والكوسة».
وتفضل الشيف سارة الجمع بين المطبخين الشرقي والإيطالي، فهي تحب رائحة طشة الملوخية، كما تنحاز أيضاً إلى أصناف المطبخ الإيطالي كافة. وفي أثناء العزومات العائلية التي تدعو إليها في منزلها، تستجيب لكل طلبات الأقارب والأصدقاء الذي ربما يطالبون بأكلات وأصناف مما سبق تقديمها عبر برنامجها «سنة أولى طبخ».
تحديات الطهاة في مطابخ منازلهم... إبداعات غير تقليدية
الشيف شربيني: أعد الوجبات الخفيفة وأتذوق المحشي من يد زوجتي
تحديات الطهاة في مطابخ منازلهم... إبداعات غير تقليدية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة