ستونز يستحق مواصلة مسيرته مع منتخب إنجلترا رغم خطئه الفادح أمام بولندا

قال غاريث ساوثغيت، مدرب إنجلترا، إن جون ستونز انتفض بعد خطأ فادح أمام بولندا كاد أن يكلف المنتخب الحفاظ على سجله المثالي في تصفيات كأس العالم 2022. وكان ستونز حجر أساس دفاع مانشستر سيتي هذا الموسم لكنه ارتكب خطأ فادحاً في الشوط الثاني أهدى بولندا التعادل.
واستمتع ستونز، الذي ارتكب أخطاء كثيرة في الموسم الماضي مع سيتي، بأداء بدون أخطاء مكلفة هذا الموسم، لكنه فقد تركيزه ليخطف ياكوب مودر الكرة ويضعها في المرمى بعد تبادل التمرير. لكن هذا الخطأ كان بدون عواقب بعدما هز هاري مغواير الشباك قرب النهاية ليمنح إنجلترا الفوز 2 - 1 وتحقق انتصارها الثالث في ثلاث مباريات. وأوضح ساوثغيت: «كل لاعب سيرتكب خطأ، بعض الأخطاء ستكلفنا وبعضها لن تكون مكلفة. كان يمكن أن يتسبب ذلك في انهيار جون لكنه تماسك. تدخله الحاسم منح هاري فرصة هز الشباك. كنت سعيداً برد فعله وكان من المهم أن يُظهر الفريق هذا الرد».
كان الجميع يعلم أن ساوثغيت، سيستدعي مدافع سيتي، لقائمة منتخب الأسود الثلاثة استعداداً لخوض التصفيات المؤهلة لكأس العالم، لأنه بعد تألق ستونز مع سيتي منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لم يكن من المنطقي أن يستبعده ساوثغيت. لكن ستونز لم يشعر بالراحة إلا بعد أن تلقى تأكيداً بانضمامه لقائمة منتخب بلاده.
وعندما تلقى ستونز رسالة نصية تفيد بانضمامه لقائمة المنتخب الإنجليزي استعداداً لمواجهة سان مارينو وألبانيا وبولندا، كان الشعور الغالب هو الارتياح. وكان هناك اتفاق بين الجميع على ضرورة عودة ذلك المدافع الصلب الذي كان أحد أبرز نجوم المنتخب الإنجليزي عندما وصل إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم الماضية بروسيا. وعلاوة على ذلك، يجب أن يشعر ستونز نفسه بالفخر والاعتزاز لأن شخصيته القوية ساعدته على العودة بكل قوة، ولم يستسلم للانتكاسات التي مر بها على مدى العامين الماضيين.
في الواقع، كانت هذه الانتكاسات كثيرة، بدءاً من فقدانه لمكانه في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي بداية من فبراير (شباط) 2019. وقد انتهى ذلك الموسم بشكل سيئ للغاية بالنسبة له بعد الأداء المتواضع الذي قدمه مع المنتخب الإنجليزي في المباراة التي خسرها أمام هولندا في الدور نصف النهائي لدوري الأمم الأوروبية بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. وتظهر الأرقام والإحصائيات أنه لم يلعب سوى مباراة دولية واحدة منذ ذلك الحين، والتي كانت أمام الجبل الأسود في نوفمبر 2019.
ومع مانشستر سيتي، كان عدد المباريات التي غاب عنها ستونز أكثر من عدد المباريات التي شارك فيها الموسم الماضي، خاصة بعد استئناف النشاط الكروي في يونيو (حزيران) بعد توقفه بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا، حيث لم يعد ستونز يشارك كثيراً مع مانشستر سيتي، وامتد نفس الأمر إلى الجزء الأول من الموسم الحالي. لقد دعم مانشستر سيتي خط دفاعه بالتعاقد مع روبن دياش وناثان أكي، وفي وقت من الأوقات كان ستونز هو الخيار الثالث خلف هذين اللاعبين، في ظل وجود منافسة شرسة من لاعبين آخرين مثل إيمريك لابورت وإريك غارسيا. وبدا الأمر وكأن أيام ستونز مع مانشستر سيتي قد باتت معدودة، وبالتالي بات من الصعب للغاية عودته إلى قائمة المنتخب الإنجليزي.
وجاءت نقطة التحول بعد هزيمة مانشستر سيتي أمام توتنهام يوم 21 نوفمبر، حيث قرر المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا استبعاد لابورت من التشكيلة الأساسية ومنح ستونز فرصة للعودة مرة أخرى، وقد استغل ستونز هذه الفرصة بأفضل شكل ممكن. ومنذ ذلك الحين، يقدم ستونز مستويات رائعة ويكون شراكة دفاعية قوية للغاية مع دياش، كما تسير الأمور بشكل رائع مع الفريق ككل، حيث لم يخسر سوى مرة واحدة فقط خلال 33 مباراة في جميع المسابقات، ولم تهتز شباكه سوى بـ13 هدفاً، وما زال ينافس بقوة على أربع جبهات مختلفة، ويعتمد غوارديولا على ستونز بقوة، خاصة في مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز.
يقول ستونز: «كان لدي تركيز شديد وكان لدي هدف واضح في ذهني وعملت بكل قوة على تحقيقه، وهو العودة للتشكيلة الأساسية للفريق وتقديم مستويات جيدة. لم أحاول المبالغة في تعقيد الأمور والتفكير كثيراً خارج الصندوق وفيما سأفعل إذا سنحت لي الفرصة للمشاركة من جديد في المباريات، فلم أكن أفكر سوى في اغتنام الفرصة التي ستتاح لي والاستمتاع بها. كنت أفعل ذلك دائماً وأثق تماماً بقدراتي».
ويضيف: «إنه أمر صعب حقاً في بعض الأحيان عندما تتحدث عن كيف يمكنك خوض مزيد من التدريبات في الملعب ومزيد ومن التدريبات في صالة الألعاب الرياضية، وتنظيم الطعام الذي تأكله، ومحاولة التحسن داخل الملعب، بالإضافة إلى تطور الجانب الذهني. إنني كنت أركز على شيء واحد فقط وأسعى لتحقيقه وهو العودة للتشكيلة الأساسية».
ويتحدث ستونز عن شعوره «بمزيد من القوة» بعد الصعوبات التي واجهها، ومن المؤكد أنه كان من الصعب للغاية عليه أن يشاهد مباريات المنتخب الإنجليزي على شاشات التلفزيون. يقول المدافع الإنجليزي الدولي عن ذلك: «إنه أمر صعب للغاية. إنك تشعر بالعجز لأنك بعيد ولا يمكنك مساعدة منتخب بلادك، لكنني تعاملت مع هذا الأمر على أنه حافز إضافي من أجل تقديم مستويات أفضل».
ويقول ستونز عن تعاقد مانشستر سيتي مع دياش وأكي: «يتعين علينا – كنادٍ وكمنظمة بأكملها – أن نواصل التطور. التعاقد مع هؤلاء اللاعبين كان دافعاً إضافياً بالنسبة لي لتقديم أداء أفضل وإثبات أحقيتي في المشاركة في التشكيلة الأساسية. لقد تعاملت مع ذلك على أنه تحدٍّ للقتال من أجل المشاركة كأساسي وتحدٍّ للحفاظ على مكاني في صفوف الفريق». ويضيف: «لقد أردت أن أثبت ذلك لنفسي أكثر من أي شخص آخر. لديك ضغط إضافي لكي تظهر للناس أنك ما زلت قادراً على العطاء، لكن الشخص الذي كنت أحاول القيام بذلك من أجله هو نفسي، وليس أي شخص آخر».
ومن المعروف أن المدافعين يعاقبون على أخطائهم أكثر من باقي اللاعبين، وكان ستونز مسؤولاً - بدرجات متفاوتة – عن جميع الأهداف الثلاثة التي سجلها المنتخب الهولندي في مرمى نظيره الإنجليزي في تلك المباراة في دوري الأمم الأوروبية. وكانت أسوأ لحظة عندما حاول المراوغة وهو آخر مدافع لتقطع منه الكرة ويتم تسجيل هدف لتصبح النتيجة تأخر منتخب بلاده بهدفين مقابل هدف وحيد.
يقول ستونز عن ذلك: «هذه الأشياء يكون لها تأثير كبير عليك بطريقة إيجابية إذا نظرت إليها بطريقة صحيحة. لقد قلت لنفسي إنني لن أسمح لهذا بأن يؤثر عليّ سلبياً أو أن يؤثر على مسيرتي الكروية. الجميع يرتكب أخطاء وكنت أعمل جاهداً للتغلب على تداعيات ما حدث». ويضيف: «كان الأمر يتعلق بتحسين الأشياء التي كنت أجيدها بالفعل ومعرفة ما إذا كان بإمكاني التحسن والتطور. لقد بذلنا جهداً كبيراً في مانشستر سيتي من أجل الحفاظ على نظافة شباكنا، ولدينا هذه العقلية الرائعة التي أتت ثمارها كثيراً هذا الموسم».
يقول ستونز إن ساوثغيت، الذي يلعب تحت قيادته منذ أن كان ضمن قائمة منتخب إنجلترا تحت 21 عاماً، كان «يرسل لي رسائل نصية بين الحين والآخر» عندما كان يعلن قائمة المنتخب الإنجليزي بدون ستونز. لكن ستونز كان أكثر سعادة هذه المرة بالاتصال الذي تلقاه من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لتأكيد انضمامه لمنتخب الأسود الثلاثة. يقول ستونز: «كنت متوتراً للغاية. كنت أسمع الناس يقولون إنني يجب أن أكون ضمن القائمة، لكنني كنت أريد أن أسمع ذلك من مصدر موثوق! كان الوقت يمر ببطء وأنا أجلس في انتظار حدوث شيء ما. لكنني شعرت بالراحة فور تأكيد انضمامي للقائمة، فقد كانت لحظة استثنائية حقاً».