انسحاب برلماني من حزب إردوغان بسبب قضية الفساد

نقل وإقالة خمسة آلاف ضابط شرطة منذ ديسمبر

محمد جيتين النائب عن إسطنبول عن حزب العدالة والتنمية خلال إعلان انسحابه من الحزب أمس (أ.ف.ب)
محمد جيتين النائب عن إسطنبول عن حزب العدالة والتنمية خلال إعلان انسحابه من الحزب أمس (أ.ف.ب)
TT

انسحاب برلماني من حزب إردوغان بسبب قضية الفساد

محمد جيتين النائب عن إسطنبول عن حزب العدالة والتنمية خلال إعلان انسحابه من الحزب أمس (أ.ف.ب)
محمد جيتين النائب عن إسطنبول عن حزب العدالة والتنمية خلال إعلان انسحابه من الحزب أمس (أ.ف.ب)

انسحب عضو برلماني آخر من حزب العدالة والتنمية الذي يقوده رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في أحدث تداعيات فضيحة الفساد التي بدأت في منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي وذلك حسبما أفادت تقارير إعلامية أمس.
ويعد محمد جيتين، النائب عن إسطنبول، هو النائب السادس الذي يترك الحزب الإسلامي المحافظ منذ ظهور فضيحة الفساد. ولا يزال الحزب الحاكم يحتفظ بأغلبية مريحة في البرلمان.
ويعزى انسحاب جيتين للسخرية التي أطلقها حول صناديق الأحذية في إشارة إلى مبلغ 5.‏4 مليون دولار تردد أنه تم العثور عليها في صندوق للأحذية بمنزل رئيس مصرف «هالك بنك» ومنذ ذلك الحين أصبحت صناديق الأحذية رمزا للمعارضة السياسية.
وقال مراقبون في تركيا ووسائل الإعلام المحلية إن التحقيق في الفساد هو جزء من الخلاف السياسي المتنامي بين إردوغان وحليفه السابق فتح الله غولن، وهو ادعاء نفاه غولن.
ورفع البنك المركزي التركي جميع أسعار الفائدة الرئيسية بنحو 500 نقطة أساس في اجتماع طارئ يوم الثلاثاء. وكثيرا ما عارض إردوغان هذه الخطوة التي قد تضر بعملية النمو قبل الانتخابات المقرر إجراؤها هذا العام والتي تعتبر اختبارا مهما لشعبيته.
وأظهرت صورة نشرتها صحيفة «حريت» موظفين في مجمع المحاكم الرئيسي بمدينة إسطنبول يحملون صناديق مملوءة بالوثائق التي قالت الصحيفة إنها من مكتبي اثنين من ممثلي الادعاء جرى استبعادهما من التحقيق في الفساد هذا الأسبوع.
وفي المجمل تم إقالة أو نقل أكثر من خمسة آلاف ضابط شرطة منذ كشف النقاب عن التحقيق في مزاعم الفساد يوم 17 ديسمبر واعتقال رجال أعمال مقربين من إردوغان وأبناء ثلاثة وزراء.
وفي حركة التغيير الأخيرة قالت صحيفة «راديكال» إن المئات من رجال الشرطة نقلوا من عملهم في أنقرة وأزمير أمس كما شملت الحركة عشرات آخرين في إسطنبول ومدينة غازي عنتاب بجنوب شرقي البلاد.
وبات الغموض يكتنف مصير التحقيق في الفساد بسبب حركة تغيير مماثلة استهدفت القضاء. ونقل نحو 200 قاض وممثل ادعاء في حملة على القضاء تسببت في وقف التحقيق الذي وصفه إردوغان بأنه «انقلاب قضائي».
وأعفت أنقرة أيضا بعض موظفي الدولة من مناصبهم في أجهزة حكومية أخرى من بينها الهيئتان المنظمتان لقطاع البنوك والاتصالات والتلفزيون الرسمي إذ أقالت عشرات المسؤولين التنفيذيين من تلك المؤسسات.



سيول: القضاء يصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)
متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)
TT

سيول: القضاء يصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)
متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)

أصدر القضاء في كوريا الجنوبية مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول تتيح للمحققين القيام بمحاولة ثانية لاعتقال يون سوك يول المتحصّن في مقر إقامته في سيول تحت حماية حرسه.

وجاء في بيان أصدره المحققون أن «مذكرة التوقيف الجديدة ضد المشتبه به يون صدرت بعد ظهر اليوم» بتوقيت سيول، بسبب محاولة إعلانه الأحكام العرفية لفترة وجيزة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

انتهت مهلة مذكرة التوقيف الأولى الصادرة في 31 ديسمبر (كانون الأول)، الاثنين عند الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش دون أن يتمكن مكتب التحقيق في الفساد من توقيف يون لاستجوابه.

والجمعة، حاول المحققون بمؤازرة الشرطة دخول مقر إقامة يون لاعتقاله لكنهم واجهوا نحو 200 جندي وعنصر في جهاز الأمن الرئاسي وتراجعوا بعد استحالة تنفيذ المذكرة القضائية بعد 6 ساعات من المواجهة التي شابها توتر.

وأعلن الحزب الديمقراطي المعارض أنه قدّم شكوى ضد الرئيس المؤقت شوا سانغ موك بتهمة «التقصير في أداء الواجب»، لأنه لم يفلح في منع جهاز الحراسة عن اعتراض «توقيف» يون.

وطلب الجهاز المكلف بالتحقيق مساء الاثنين من محكمة منطقة غرب سيول تمديد المهلة المحددة لمذكرة التوقيف.

عدم خبرة

وعزا يون بوك نام، رئيس جمعية «محامون من أجل مجتمع ديمقراطي»، فشل المحاولة الأولى لتوقيف الرئيس المخلوع في المقام الأول إلى افتقار مكتب مكافحة الفساد الذي لم يمضِ على تأسيسه 4 سنوات ويعمل فيه أقل من 100 موظف، إلى الخبرة، فهو لم يوجه اتهاماً إلى أي شخص حتى الآن.

وأوضح يون: «بطبيعة الحال، ليست لديهم خبرة في الاعتقالات، ناهيك باعتقال الرئيس»، مشيراً إلى أن «تعاون الشرطة ضروري».

ونشب خلاف بين مكتب مكافحة الفساد والشرطة حول دور كل منهما في عملية التوقيف، فقد تحدث المكتب عن افتقاره إلى الخبرة في هذا المجال ورغبته في تولي الشرطة مهمة تنفيذ المذكرة، وردت الشرطة بأن المسؤولية تقع على عاتق المكتب.

وأقر المكتب في نهاية الأمر بأن هذا الإجراء ضمن مهامه، في حين أكدت الشرطة أنها ستوقف حرس الرئيس في حال قاموا بعرقلة العملية ضد يون سوك يول.

يجري مكتب مكافحة الفساد والشرطة وإدارة التحقيقات بوزارة الدفاع تحقيقاً مشتركاً في محاولة يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر وإغلاق البرلمان بقوة الجيش.

وبرر الرئيس المحافظ المعزول الذي لطالما واجه عمله السياسي عرقلة من البرلمان ذي الغالبية المعارضة، هذا الإجراء لكونه يريد حماية البلاد من «القوى الشيوعية الكورية الشمالية» و«القضاء على العناصر المعادية للدولة».

اضطرّ الرئيس للتراجع عن خطوته المفاجئة بعد ساعات من إعلانها وتمكّن النواب من الاجتماع في البرلمان الذي طوّقته القوات العسكرية، والتصويت لصالح رفع الأحكام العرفية، تحت ضغط آلاف المتظاهرين.

معركة قضائية

عزل البرلمان يون من منصبه في 14 ديسمبر، ورُفعت شكوى ضده بتهمة «التمرد»، وهي جريمة عقوبتها الإعدام و«إساءة استخدام السلطة» وعقوبتها السجن خمس سنوات.

وتعهد يون، الأسبوع الماضي، في بيان، بـ«القتال حتى النهاية». وطعن محاموه في قانونية مذكرة التوقيف واختصاص مكتب مكافحة الفساد.

وأوضحوا أن القانون يمنح هذه الهيئة سلطة التحقيق في عدد محدد من الجرائم التي يرتكبها مسؤولون رفيعو المستوى، لكن القائمة لا تشمل جريمة «التمرد».

وبعد إصدار مذكرة التوقيف الأولى، خيّم أنصار يون ومعارضوه خارج مقر إقامته الرئاسي متحدين البرد، لكن قبل إصدار المذكرة الجديدة، تضاءل عدد أنصار يون بشكل كبير الثلاثاء، وفق ما شاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية في المكان.

وإذ عزل البرلمان يون سوك يول، ما أدى إلى كفّ يده عن مزاولة مهماته، فإنه لا يزال رئيساً بانتظار بتّ المحكمة الدستورية بقرار العزل بحلول منتصف يونيو (حزيران).

وتبدأ المحاكمة في 14 يناير (كانون الثاني) وستستمر حتى في حال عدم مثوله. وإذا صدّقت على العزل، فسيتم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في مدة شهرين.