ريجي كانون... أميركي رحل عن بلاده ليحقق حلمه في عالم كرة القدم بعيداً عن العنصرية

كانون جذب انتباه الأندية الأوروبية الكبرى بعد انتقاله إلى البرتغال (غيتي)
كانون جذب انتباه الأندية الأوروبية الكبرى بعد انتقاله إلى البرتغال (غيتي)
TT

ريجي كانون... أميركي رحل عن بلاده ليحقق حلمه في عالم كرة القدم بعيداً عن العنصرية

كانون جذب انتباه الأندية الأوروبية الكبرى بعد انتقاله إلى البرتغال (غيتي)
كانون جذب انتباه الأندية الأوروبية الكبرى بعد انتقاله إلى البرتغال (غيتي)

هناك أسباب متزايدة للتفاؤل، سواء داخل الملعب أو خارجه، بالنسبة للظهير الأيمن الأميركي ريجي كانون، الشاب البالغ من العمر 22 عاماً، الذي انتقل من الدوري الأميركي الممتاز إلى نادي بوافيستا البرتغالي الصيف الماضي. لقد قدم كانون مستويات مثيرة للإعجاب في الدوري البرتغالي الممتاز، وهو الأمر الذي جعله محط اهتمام الكثير من الأندية في الدوري الألماني الممتاز والدوري الإسباني الممتاز والدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن كانون لم يكن أول فرد من عائلته يتميز في المجال الذي اختاره، حيث يُعتبر جد كانون، وارين إم واشنطن، عالماً ذائع الصيت في مجال تغير المناخ. وفي عام 2010، اختار الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، جد كانون كواحد من 10 باحثين بارزين للحصول على الميدالية الوطنية للعلوم. يقول كانون عن ذلك: «لقد كبرت وأنا لم أعرف حتى ما فعله جدي من أجل بلدي، ومن أجل العلم. لقد قام بعمل رائع. وحتى الآن، حيث لا يزال الناس ينكرون تغير المناخ في الولايات المتحدة، فإنني ألقي نظرة على العمل الذي قام به جدي لإثبات وجود الكثير من ذلك علمياً وأن تغير المناخ يمثل تهديداً قائماً - إنه أمر لا يصدق حقاً أن ترى العمل الرائد الذي قام به، خاصة كأميركي من أصول أفريقية».
ويضيف: «لقد كسر الكثير من القيود ومنحني الكثير من الدوافع والحوافز في مسيرتي، وهذا هو السبب في أن الناس لا يستطيعون أن يدفعوني إلى الأسفل أو يجعلوني أشعر بالإحباط، لأن جدي قد تغلب على جميع المشاكل والتحديات من أجل أن يصل إلى المستوى الذي هو عليه الآن وأن يصافح أوباما ويفوز بتلك الميدالية ويثبت للجميع أنه يمكن لأميركي من أصول أفريقية أن يفعل ذلك. لقد لعب دوراً محورياً للغاية في تمهيد الكثير من المسارات للناس، وأنا أكن له أقصى درجات الاحترام، فقد منحني الكثير من الدوافع والحوافز. إنني أرى أن عمله في مجال تغير المناخ يتحدث عن نفسه الآن، خاصة عندما نرى الناس ينكرون تغير المناخ. إنه أمر مهم للغاية».
ورغم معاناة بوافيستا هذا الموسم، رغم فوزه في بداية الموسم على بنفيكا، فإن كانون كان أحد أبرز لاعبي الفريق. لقد كان يخطط دائماً للانتقال إلى أوروبا، رغم أن القيام بذلك أثناء تفشي فيروس كورونا كان يعني ترك عائلته وكلبه الأليف فجأة وبدون سابق إنذار. لقد كان يرى دائماً أنه يتعين عليه الانتقال من الدوري الأميركي الممتاز إلى الملاعب الأوروبية من أجل أن يحقق حلمه بأن يكون أحد أفضل اللاعبين في مركز الظهير الأيمن في العالم. وفي البرتغال، لعب كانون تحت قيادة مدرستين مختلفتين تماماً في التدريب، حيث لعب في البداية تحت قيادة المدير الفني فاسكو سيبرا، البالغ من العمر 37 عاماً، ثم تحت قيادة جيسوالدو فيريرا، الذي يبلغ من العمر ضعف عمر سلفه تقريباً، عندما تولى قيادة الفريق في منتصف الموسم. ويعد اللعب بجوار عدد من اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة، مثل خافي غارسيا وعادل رامي، بمثابة نقطة مهمة أخرى في حصوله على الخبرات اللازمة في عالم كرة القدم، حيث يتطلع إلى الوصول إلى المستويات التي وصل إليها زملاؤه في الفريق.
يقول اللاعب الأميركي الشاب: «المدير الفني الجديد يخلق أمامي الكثير من التحديات للقيام بعملي كما ينبغي، وأريد أن أثبت أنني قادر على القيام بذلك. هناك عدد من اللاعبين المميزين، مثل خافي وعادل، الذين فعلوا الكثير في عالم كرة القدم ولديهم خبرات هائلة ولعبوا لأكبر الأندية في العالم، وبالتالي فإن اللعب بجوار هؤلاء النجوم سيساعدني كثيراً في تحسين وتطوير مستواي». لقد تطور مستوى كانون في بوافيستا بشكل سريع ومذهل، ومن المؤكد أنه سيكون إضافة كبيرة للمنتخب الأميركي. وقد خاض اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً 13 مباراة دولية بالفعل مع منتخب بلاده، وأصبح ركيزة أساسية في صفوف الفريق الذي يطمح لتحقيق الكثير من الإنجازات بفضل امتلاكه عددا كبيرا من اللاعبين الموهوبين بقيادة المدير الفني غريغ بيرثالتر.
يقول كانون عن ذلك: «أعتقد أن المنتخب الحالي للولايات المتحدة قادر على الفوز بالكثير من الألقاب والبطولات. هدفنا النهائي هو الفوز بكأس العالم، لكننا لا نسبق الأحداث ونركز على المباريات الودية المقبلة. أعتقد أنه في ظل العدد الكبير للاعبين الموهوبين في هذا الفريق ووفرة اللاعبين المميزين في كل مركز، فإنه يمكننا الذهاب بعيداً في كأس العالم المقبلة». ويضيف: «أرى الكثير من الناس يقولون إن كأس العالم 2026 ستكون فرصة كبيرة للولايات المتحدة، بالنظر إلى أنها الولايات المتحدة هي من تستضيف البطولة، وبالنظر إلى أن هناك فرصة كبيرة أمام اللاعبين الشباب للتطور والتحسن في أكبر الأندية العالمية. أنا أيضاً أرى ذلك، لكن تركيزنا ينصب على كأس العالم المقبلة، الذي أرى أننا قادرون على تحقيق نتائج جيدة بها. يضم المنتخب الأميركي الآن عدداً كبيراً من اللاعبين الموهوبين الذين يلعبون في أكبر أندية العالم ويقدمون مستويات رائعة. ومن المؤكد أن هذا يعطي اللاعبين الشباب الحافز للسير على الطريق نفسه».
أما خارج الملعب، فيعد كانون من أقوى الداعمين للمساواة العرقية، لكنه تعرض لصافرات الاستهجان وألقي عليه بعض الأشياء من قبل جماهير ناديه قبل إحدى مباريات نادي إف سي دالاس العام الماضي عندما أصيب في ركبته. وفي أعقاب ذلك، وصف سلوك الجمهور بأنه «مشين». لقد حاول النادي أن يجعله يعتذر عن تلك التصريحات، وأعد له بياناً لكي ينشره على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه رفض بكل حزم وإصرار. ووصل الأمر لدرجة تلقيه تهديدات بالقتل على أفعاله. لكنه رحل عن الولايات المتحدة سريعاً لكي يحقق حلمه في عالم كرة القدم بعيداً عن تكساس والإساءات العنصرية، لكنه يشعر بمرارة في حلقه حتى الآن بسبب ما حدث.
يقول اللاعب الأميركي الشاب، الذي نشأ في أكاديمية دالاس للناشئين: «من المعروف أن أي شخص يدافع عن قضية المساواة العنصرية قد يتعرض للانتقادات، لكننا كنا نعلم أنه يتعين علينا القيام بشيء يحرك المياه الراكدة، وكانت هذه فرصة مثالية للقيام بذلك. لقد كان الناس يعارضون الاحتجاج العنيف، وكانوا أيضاً يعارضون الاحتجاج السلمي، بل ويعارضون حقنا في الحديث للإشارة إلى الظلم الذي يعاني منها أهلنا منذ فترة طويلة».
ويضيف: «لقد تم التعامل مع هذا الموقف برمته مع نادي دالاس بشكل سيئ، وكانت له تداعيات كبيرة، لكن مسيرتي الكروية لم تتأثر بذلك، وأنا قادر على الوصول إلى المستوى التالي في الوقت المناسب. لسوء الحظ، تعرضت سلامتي في الولايات المتحدة للخطر، وهذه هي المخاطرة التي تتعرض لها عندما تشير إلى المظالم، لأن ما تقوله يخلق حالة من الانقسام والاختلاف بين الناس. عندما تتطرق لمثل هذه القضايا فإنك تتلقى تهديدات بقتل عائلتك وبالهجوم على منزلك، وتعرضك لأشياء مشينة لا أستطيع أن أقولها. هذا للأسف جزء من المجتمع الأميركي في الوقت الحالي، خاصة عندما كان ترمب في السلطة. لكننا تجاوزنا ذلك الآن».
ويتمثل التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة الآن في التعافي من عهد ترمب. وفي هذا الإطار، قد يكون كانون وزملاؤه في المنتخب الأميركي فريقاً رياضياً في طليعة بلد يحتاج إلى الوحدة، وهو الأمر الذي يقول عنه كانون: «لا أعتقد أن رجلاً واحداً يمكنه إصلاح الضرر الذي حدث. أنا أتحدث عن التوتر العنصري في هذا البلد، وهو موضوع ضخم يرفض الناس الاعتراف به».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».