* الفيلم: Godzilla vs. Kong
* إخراج: آدم وينغارد
* الولايات المتحدة | أكشن (2021)
* تقييم: **
صراع الوحوش
في أحد مشاهد الصراع الكبيرة بين كينغ كونغ وغودزيللا، يسقط الأول على ظهره ويضع يده فوق ذراعه الأيسر. لم نسمع قعقعة العظام لكننا نفهم أنه كسر ذراعه. ينحني غودزيللا فوقه كما لو كان يسأله إذا ما كانت الإصابة خطرة... «هل أستطيع أن أفعل شيئاً لمساعدتك؟». لا بد أن كونغ فوجئ بالسؤال فهمهم «ألم تقرأ السيناريو يا غودزيللا؟ علي أن أفتعل إصابتي»؟
قبل ذلك كال كل للآخر بقسوة. تخالهما أخذا درساً في الملاكمة أو شاهدا أفلاماً كثيرة. ومن الملاكمة إلى المصارعة وربما لو كان هناك وقت للعبا الشطرنج.
«غودزيللا ضد كونغ» هو فيلم كبير الحجم يتسع لهذين الوحشين ولا يمكن مشاهدته على الشاشات الصغيرة لأنه الدليل المفحم على أن السينما خُلقت للشاشات العريضة وحدها. طبعاً لا يعني ذلك أن الفيلم جيد أو رديء، بل يعني أنه صُنع بمقاييس الحرفة السينمائية الأميركية التي تكره، في مثل هذه الأنواع من الأفلام، مشاهد مؤطرة بأحجامها الصغيرة. في الواقع لا شيء صغير هنا سوى إحدى بطلات الفيلم (كايلي هوتل) التي نتعرّف عليها من المشاهد الأولى: كينغ كونغ وقد استيقظ صباح يوم اصطناعي جميل يمشي صوبها ويتبادل وإياها تحية صامتة. لاحقاً ستتواصل معه أكثر من مرّة فهو، رغم حجمه الذي يبلغ خمس طوابق ارتفاعاً، صديقها المفضل.
بدوره هو وحش ذي حس. يحزن ويغضب ويحنو ويثور. وعندما يصل غودزيللا خارجاً من البحر وهو يزمجر غضباً لسبب يمر سريعاً يواجهه كونغ في أولى المعارك التي تجمع بينهما. كونغ أميركي وغودزيللا ياباني وأنت حر مع من تقف.
لكن الصراع يتكرر على أكثر من شكل. هناك وطاويط عملاقة تريد أن تنهش لحم كونغ ثم احتمال إعادة الوحش غامورا من الموت ثم هناك المؤسسة التي لديها القدرة على صنع غودزيللا ميكانيكي تطلقه لقتال كل من كونغ وغودزيللا الأصلي. هذا العدو الجديد يوحّد بين الوحشين بينما يقف الممثلون صفّاً أمام شاشة خضراء لا نراها يتابعون ما ستتم إضافته لاحقاً من مؤثرات.
في معظمه يؤمن الفيلم المرح الذي يبحث عنه هواة أفلام من هذا النوع. لكن في معظمه أيضاً هو منوال من الأفلام التي لا تقول شيئاً جيداً ولا جديداً. هناك الكثير من الممثلين (معظمهم موهوب في أفلام أخرى لكن ليس هنا) والكثير من الأحداث التي بالكاد اهتم السيناريو بربطها بعضها ببعض.
في النهاية يفترق الوحشان كما لو كانا صديقين حميمين… ينظر غودزيللا لغريمه ويكاد يسأله: «هل سنلتقي في فيلم آخر؟». كونغ وقد أخذ يبتعد يرد: «نعم، إذا ما حقق هذا الفيلم النجاح الكافي»!
مدينة الأكاذيب | City of Lies
* إخراج: براد فورمان
* الولايات المتحدة | سيرة - تشويق (2021) **
بعد مقتل مغني الراب توباك شاكور، تمّت تصفية مغني الراب الآخر B.I.G. في حادث غير متوقعة أثارت الفضول لكنها مضت سريعاً صوب رفوف الذاكرة. يستوحي الفيلم الحادثة دافعاً بالحكاية صوب نظرية المؤامرة متبنياً احتمال أن يكون البوليس ضالعاً بالجريمة. فرصة ضائعة بسبب مناطق من الكليشيهات المعهودة رغم تمثيل جيد من فورست ويتيكر وجوني دب.
العمود الفقري لليل
| The Spine of Night
* إخراج: مورغن كينغ، فيليب جيلات
* الولايات المتحدة | رسوم متحركة (2021)**
ليس فيلماً للصغار ولا للذين يلتزمون بمبدأ أن الفيلم، أي فيلم، عليه أن يكون جيداً لكي يحقق غرضه سواء أكان ذلك الغرض ترفيهياً أو ذهنياً. حكاية كثيرة الانتقال بين الأزمنة والشخصيات تتوسطها رحلة امرأة في البرية الموحشة. تميل الحكاية لنوع من السينما الطليعية للأنيميشن (كما فعل رالف باكشي ذات مرّة) لكن التنفيذ لا يمضي بالفيلم بعيداً صوب هذا الهدف.
أودوريكو | Odoriko
* إخراج: يويشيرو أوكوتاني
* اليابان | تسجيلي (2021)
***
أحد الأفلام الجيّدة التي عرضها مهرجان «سينما الحقيقة» في منتصف الشهر الماضي. يدور حول الفتيات اليابانيات اللواتي امتهن مهنة الرقص الفني تبعاً للتقاليد اليابانية. يعلمنا الفيلم أن المهنة كانت منتشرة طول وعرض اليابان حتى نحو 20 سنة. بعد ذلك تراجع الاهتمام بها. عناية فائقة بمتابعة الحياة اليومية للراقصات الجادات في مهنتهن الذابلة.
عملاقان في المدينة: كينغ كونغ وغودزيللا