10 سنوات على اغتيال الحريري.. لبنان يحيي الذكرى

10 سنوات على اغتيال الحريري.. لبنان يحيي الذكرى
TT

10 سنوات على اغتيال الحريري.. لبنان يحيي الذكرى

10 سنوات على اغتيال الحريري.. لبنان يحيي الذكرى

عاد رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، المقيم حاليا في الخارج، لأسباب أمنية إلى بيروت، اليوم (السبت)، للمشاركة في إحياء الذكرى العاشرة لاغتيال والده، ومن المفترض أن يلقي كلمة في الاحتفال.
وتوافد اللبنانيون منذ صباح اليوم، سياسيون ومواطنون، إلى ضريح الرئيس الراحل لوضع الزهور، كما نقلت المحطات التلفزيونية تغطية مباشرة خاصة بالذكرى.
وفي بيان في ذكرى اغتيال رفيق الحريري، تحدث وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عن الوضع اللبناني الهش وحث على إجراء انتخابات رئاسية سريعا.
وجاء في بيان الخارجية الأميركية، أمس، أنه «من العادل القول إن الوضع الراهن في لبنان ليس ما تخيله رئيس الحكومة الحريري»، مضيفا: «إلى أن يتم اختيار رئيس للجمهورية، سيبقى التآكل في المؤسسات السياسية اللبنانية ظاهرا بقوة».
وأكد كيري على دعم واشنطن للحكومة اللبنانية وللمحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، التي بدأت بمحاكمة 5 أعضاء في «حزب الله» في يناير (كانون الثاني) 2014 في لاهاي غيابيا متهمة إياهم بالوقوف وراء التفجير.
ومن جهته، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بيانا قدم خلاله التعازي مجددا لعائلات ضحايا الاغتيال. وقال إنه «بعد عقد من الزمن، الرسالة هي ذاتها بأن الإفلات من العقاب لن يكون محتملا»، مضيفا أن «الأمم المتحدة ملتزمة بدعم عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مع استمرار دعم وتعاون الحكومة اللبنانية».
وتابع البيان أن «الأمم المتحدة تذكر بالتزامها الدائم تجاه شعب لبنان في هذه المناسبة»، مشيرا إلى أنه «في ظل التحديات المتجددة التي يواجهها لبنان، تواصل الأمم المتحدة عملها مع الحكومة اللبنانية، إلى جانب كل الشركاء اللبنانيين، لدعم البلاد في جهوده لتعزيز استقراره وأمنه عبر قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».
يذكر أن رفيق الحريري تسلّم رئاسة الوزراء للمرة الأولى في عام 1992، وظل على رأس الحكومة حتى عام 1998، ثم عاد ليترأسها من جديد بين عامي 2000 و2004 قبل أن ينتقل إلى صفوف المعارضة إثر اعتراضه على تمديد ولاية الرئيس السابق، إميل لحود، بضغط سوري.
وفي 14 فبراير (شباط) عام 2005، قتل الحريري و22 شخصا في تفجير كبير بمنطقة عين المريسة في بيروت. وأسرعت عملية الاغتيال هذه بسحب القوات السورية من لبنان في أبريل (نيسان) من العام نفسه، إثر تظاهرات ضخمة اتهمتها بالوقوف وراءها.
وشهد لبنان انقساما واسعا بعد اغتيال الحريري بين محورين أساسيين؛ الأول مناهض لدمشق، والآخر مؤيد للنظام السوري، مما دفع البلاد نحو سلسلة من الأزمات السياسية المتلاحقة.
وتفاقمت الانقسامات في لبنان مع اندلاع النزاع الدامي في سوريا منتصف مارس (آذار) عام 2011، الذي سقط ضحيته حتى اليوم أكثر من 210 آلاف شخص.
ولا يزال لبنان من دون رئيس جمهورية؛ إذ عجز السياسيون منذ 8 أشهر عن التوصل إلى اتفاق يسمح بانتخاب رئيس جديد بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق، ميشال سليمان، في مايو (أيار) الماضي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.