ابتهاج بإطلاق سراح 120 أسيراً من «الجيش الوطني» الليبي

اللافي أثنى على مبادرة «الصلح والتسامح» الهادفة إلى تحقيق «مصالحة وطنية»

أحد أسرى «الجيش الوطني» يعانق قريبه بعد إطلاق سراحه في مدينة الزاوية أمس (رويترز)
أحد أسرى «الجيش الوطني» يعانق قريبه بعد إطلاق سراحه في مدينة الزاوية أمس (رويترز)
TT

ابتهاج بإطلاق سراح 120 أسيراً من «الجيش الوطني» الليبي

أحد أسرى «الجيش الوطني» يعانق قريبه بعد إطلاق سراحه في مدينة الزاوية أمس (رويترز)
أحد أسرى «الجيش الوطني» يعانق قريبه بعد إطلاق سراحه في مدينة الزاوية أمس (رويترز)

وسط تأكيدات أميركية وأممية جديدة على ضرورة انسحاب «المرتزقة» من ليبيا، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد قبل نهاية العام الحالي، أطلقت القوات الموالية للسلطات في غرب ليبيا سراح 120 عنصراً من «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، جرى أسرهم قبل عامين غرب طرابلس.
ووسط ابتهاج أسر وأقارب المعتقلين، ظهر العشرات من العناصر المفرج عنهم بلباس أبيض داخل ملعب صغير لكرة القدم، ملاصق لأحد المقار الأمنية في مدينة الزاوية، الواقعة على بعد 45 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، وكانوا محاطين برجال أمن مسلحين خلال العملية، التي جرت بحضور رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، ونائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، وعدد من مسؤولي حكومة «الوحدة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وأثنى اللافي على ما وصفه بمبادرة «الصلح والتسامح»، الهادفة إلى مضي الليبيين قدما في «المصالحة الوطنية».
وينتمي العناصر، الذين أطلق سراحهم، إلى «الكتيبة 107 مشاة»، التابعة لقوات الجيش بعد اعتقالهم، مطلع أبريل (نيسان) عام 2019، مع بدء هجوم عسكري للسيطرة على العاصمة طرابلس.
في غضون ذلك، دعا المشير خليفة حفتر جميع المواطنين إلى إرساء دعائم السلام، وضرورة تنفيذ مشروع المصالحة الوطنية.
وأطلق حفتر هذه الدعوة خلال «المُلتقى الوطني الأول» للمكونات الاجتماعية، الذي عقد مساء أول من أمس بمقره في الرجمة خارج بنغازي (شرق)، حيث رحب بالحاضرين، والممثلين عن جميع مدن ومناطق ليبيا، وأثنى على مشاركتهم الفاعلة، «ودعمهم اللامحدود لقواتهم المسلحة لحماية تراب الوطن، ومحاربة الإرهاب والتطرف».
وطبقا لبيان وزعه مكتبه، فقد أكد الحاضرون ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المُقرر، دون تأخير أو تعطيل، وضرورة إرساء الاستقرار السياسي، «ولمّ شمل الليبيين من خلال المصالحة الاجتماعية الشاملة».
ووسط معلومات عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى ليبيا، أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس في رسالة إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، مواصلة المملكة المغربية مساندتها المعهودة لكل الإجراءات والمجهودات، التي يبذلها لرفع التحديات التي تواجه ليبيا، من أجل إنجاح هذه المرحلة الدقيقة، مذكراً بالأهمية التي توليها بلاده لتعزيز العلاقات مع ليبيا في مختلف المجالات.
كما هنأ بوريطة المنفي على الثقة التي حظي بها لخدمة بلده في هذه المرحلة الانتقالية الحاسمة، متمنيا له التوفيق في مهامه «لتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق لإرساء دولة القانون، والمؤسسات الشرعية في الوحدة والوئام والأمن والاستقرار».
إلى ذلك، ناقش المنفي ونائباه مع وفد من لجنة الحوار السياسي في العاصمة طرابلس مساء أول من أمس، مهام واختصاصات المجلس الرئاسي، وحكومة الوحدة الوطنية، والملفات ذات الاهتمام الخاص خلال المرحلة الانتقالية. فيما أكد الوفد دعمه الكامل للمجلس الرئاسي للمضي قدما نحو تحقيق الاستحقاقات القادمة.
على صعيد غير متصل، لفت السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، لدى اجتماعه في تونس مساء أول من أمس مع مسؤولي جمعية الهلال الأحمر الليبي، إلى أن أنشطة تعزيز الصحة يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في جعل انتخابات ديسمبر (كانون الأول) المقبلة آمنة للناخبين، وموظفي الاقتراع رغم جائحة كورونا.
وقال نورلاند إنه ناقش مجموعة واسعة من الأنشطة الإنسانية، التي يقوم بها الهلال الأحمر لدعم الفئات الضعيفة من السكان في ليبيا، معربا عن دعم الولايات المتحدة لما وصفه بـ«العمل المهم الذي يقوم به الهلال الأحمر الليبي».
بدوره، جدد يان كوبيش، رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، خلال اجتماعه مساء أول من أمس مع رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح في مدينة القبة، التزام الأمم المتحدة بتقديم كل الدعم اللازم للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، والسلطات الليبية ذات الصلة لتنظيم الانتخابات المقبلة. فيما أعرب صالح عن رغبة مجلس النواب في العمل على إيجاد الإطار الدستوري والقانوني اللازم لإجراء هذه الانتخابات.
وكان كوبيش قد أبلغ رئيس مجلس إدارة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، عماد السائح، خلال اجتماعهما في طرابلس التزام الأمم المتحدة، وشركائها الدوليين بمواصلة دعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، خاصة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ ليبيا، بغية تلبية مطالب الشعب الليبي العاجلة، والمتمثلة في إجراء الانتخابات.



مصر والانتخابات الأميركية… لا مرشح مرجحاً ولا توقعات متفائلة

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر والانتخابات الأميركية… لا مرشح مرجحاً ولا توقعات متفائلة

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

هيمن كل من الحرب في غزة، وملف «سد النهضة» الإثيوبي على تقييمات سياسيين وبرلمانيين مصريين، بشأن انعكاس نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية على مصر، إذ شاعت نبرة غير متفائلة حيال مستقبل هذين الملفين سواء في عهدة الجمهوري دونالد ترمب، أو منافسته الديمقراطية كامالا هاريس اللذين يصعب توقع الفائز منهما.

وبدا تحفظ رسمي مصري بشأن شخص الرئيس الأميركي المفضل لدى الدولة المصرية، فيما قال مصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «الرهان على رجل أو سيدة البيت الأبيض المقبل كان من بين أسئلة وجهها برلمانيون مصريون إلى مسؤول في وزارة الخارجية المصرية، داخل مجلس النواب قبل أيام، إلا أنه لم يرد بشكل حاسم».

ويختار الأميركيون رئيسهم الـ47 بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب، في نهاية حملة ترافقت مع توتر إقليمي بمنطقة الشرق الأوسط، يراه محللون عاملاً مهماً في الترتيبات المستقبلية لحسابات مصر.

ولا يرى دبلوماسيون مصريون، ومن بينهم محمد العرابي رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق «خياراً مفضلاً للمصالح المصرية» بين أي من هاريس أو ترمب.

ويرى العرابي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «جوانب إيجابية وسلبية لدى كلا المرشحين، بشأن معادلة العلاقات مع مصر وحرب غزة».

فيما لا يكترث المفكر السياسي والدبلوماسي المصري السابق مصطفى الفقي، بالفروق الضئيلة بين حظوظ ترمب وهاريس، ويرى أنهما «وجهان لعملة واحدة في السياسة الأميركية، وهو الدعم المطلق لإسرائيل»، وفق وصفه لـ«الشرق الأوسط».

وإلى جانب الاقتناع بالدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، فإن هناك تبايناً آخر في ترجيحات البعض، إذ يعتقد رئيس حزب «الوفد» (ليبرالي) عبد السند يمامة أن «نجاح هاريس بسياساتها المعتدلة يصب في صالح السياسة الخارجية المصرية في ملف غزة».

في المقابل، يرجح رئيس حزب «التجمع» المصري (يسار) سيد عبد العال «اهتمام ترمب الأكبر بسرعة إنهاء الحرب في غزة»، موضحاً أن «مصالح مصر هي ما يحدد العلاقة مع الرئيس الأميركي المقبل».

وبالنسبة لوكيل المخابرات المصرية الأسبق اللواء محمد رشاد، فإن هناك انعكاسات خطيرة لفوز ترمب على «مصالح مصر فيما يخص ملف تهجير الفلسطينيين إلى سيناء».

ويعيد رشاد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، التذكير «بمشروع المرشح الجمهوري القديم لتوطين الفلسطينيين في سيناء، وهذا ضد مصر»، علماً بأن صهر ترمب وكبير مستشاريه السابق اقترح في مارس (آذار) إجلاء النازحين الفلسطينيين في غزة إلى صحراء النقب جنوب إسرائيل أو إلى مصر.

في المقابل، تبدو نبرة الثقة من برلمانيين مصريين في قدرة الدبلوماسية المصرية على التعامل مع أي مرشح فائز، خصوصاً في ملف حرب غزة.

ويقول وكيل لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري أيمن محسب، لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة ستتعاطى بإيجابية مع أي فائز ينجح في وقف الحرب في غزة والتصعيد في المنطقة».

بينما يلفت عضو مجلس الشيوخ إيهاب الهرميل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «التواصل الدوري من مصر الرسمية مع أطراف في المعسكرين الحاكمين بأميركا، بشأن غزة وجهود الوساطة المصرية - القطرية».

وخلال الشهر الماضي، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اجتماعين منفصلين وفدين من مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين، ضما أعضاء من المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، حيث تمت مناقشة جهود تجنب توسيع دائرة الصراع في المنطقة.

وبشأن نزاع «سد النهضة» بين مصر وإثيوبيا، يراهن متابعون على مساندة ترمب لمصر حال فوزه، بعدما أبدى اهتماماً لافتاً بالقضية في ولايته الأولى، واستضاف مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، كما سبق أن حذّر الإثيوبيين عام 2020 من «تفجير مصر للسد، بعد أن ضاقت بها السبل لإيجاد حل سياسي للمشكلة».

لكنّ رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، يقول: «مصر لا تُعوّل على أحد، تتحرك من منطلق أنها دولة أفريقية مهمة في قارتها، وتحرص على مصالحها»، فيما يُذكّر وكيل الاستخبارات السابق بأن «ترمب لم يُحدث خرقاً في الملف» رغم اهتمامه به.

ومن بين رسائل دبلوماسية متعددة حملها آخر اتصال بين مصر وإدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، أعاد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، الأحد الماضي، التأكيد لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن، على أن «مصر لن تسمح لأي طرف بتهديد أمنها المائي».

سؤال وجّهه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري للمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي

شعبياً، بدا أن المصريين لا يلقون اهتماماً كبيراً بالسباق الأميركي، وهو ما كشفته محدودية الردود على سؤال بشأن توقعات المرشح الأميركي الفائز، ضمن استطلاع أجراه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع للحكومة المصرية.

وبدت تباينات الآراء في الاستطلاع الذي نشر عبر «السوشيال ميديا»، إذ رأى أحد المعلقين أن هاريس الأقرب، في مقابل آخر رجح فوز ترمب. لكن المثير للاهتمام هو توقع أحد المستطلعين «فوز نتنياهو»، أو على حد قول أحد المصريين باللهجة العامية المصرية: «شالوا بايدن وجابوا ترمب أو هاريس... كده كده اتفقوا على حماية إسرائيل».