تشكيل الحكومة اللبنانية مجمّد في غياب مبادرات جديدة

TT

تشكيل الحكومة اللبنانية مجمّد في غياب مبادرات جديدة

لم تتوصل المساعي والاتصالات بين بعض الأفرقاء اللبنانيين إلى حل لتشكيل الحكومة التي لا تزال متعثرة في غياب أي مبادرات لإعادة الزخم لتأليفها، في وقت عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي عاد من زيارة إلى باريس، آخر المستجدات الحكومية.
وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ​ميشال موسى​ إن «التواصل قائم بين رئيس ​الحكومة ​المكلف ​سعد الحريري ​ورئيس ​مجلس النواب ​​نبيه بري​ تهيئة لأي حلول قد تأتي»، موضحاً أنه «ليس هناك أي مبادرة معينة إنما بعض الأفكار يتم تداولها والهدف منها تبريد الأجواء». ولفت موسى في حديث إذاعي إلى أن «هناك نقاطا متعددة يتم البحث فيها ومنها موضوع العدد والثلث المعطل والاختصاص وهذه تحتاج إلى قبول الفرقاء من أجل حل كامل».
وقال «حزب الله» على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، «إننا نجتهد اليوم لتشكيل حكومة يتعاون فيها المخلصون لهذا البلد من أجل إنقاذه من مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية»، مشيراً إلى أنها «مطلب ملحّ لنا ولجميع المواطنين، وعلينا ألا نيأس من اجتراح الحلول التي تقرب وجهات النظر لولادة الحكومة في أسرع وقت».
إلى ذلك، قال رئيس الحكومة الأسبق النائب تمام سلام إن موضوع الساعة في لبنان «هو موضوع تأليف الحكومة، لأن البلد في حاجة إلى مرجعية تنفيذية تتمكن من إدارة شؤون البلاد وتخفف من آلام الناس وأوجاعهم وتتواصل مع الداخل والخارج في هذا الاتجاه». ورأى أن «هناك نهجاً في البلد اسمه نهج العرقلة والتعطيل ومن اتبعوه وأوصلهم إلى أعلى المناصب وعطلوا البلد لسنتين ونصف من أجل ذلك، ليس غريبا عليهم من أجل الاستمرار بالتسلط على البلد والسطوة على أهله أن يستمروا في ممارسة هذا الأمر».
وأسف «لأننا شهدنا في السنوات الأربع الماضية كثيرا من الخروج عن الدستور وعن وثيقة الطائف بأعراف تكاثرت وتزايدت من هنا وهناك، لأن لديهم الرغبة في أن يعتقد الجميع أن هذا الأمر هو الصحيح».
من جانبها، رأت عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائبة ستريدا جعجع أن «ما نشهده من تأخير وتعثر في موضوع تأليف الحكومة ليس مقبولا أبدا، أيا تكن الأسباب، فالبلاد في تدهور سريع ومستمر يوما بعد يوم، حيث إن القيمة الشرائية لليرة اللبنانية تتضاءل بشكل دراماتيكي مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء والأوضاع الاقتصادية مزرية، وبات أكثر من نصف الشعب اللبناني يرزح تحت خط الفقر»، متسائلة عما تنتظر الأكثرية الحاكمة المتحكمة اليوم في البلاد من أجل أن تقوم بتشكيل الحكومة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.