البيشمركة تحبط محاولات لـ«داعش» للسيطرة على حقول نفطية قرب أربيل

التنظيم الإرهابي حاول السيطرة على مناطق استراتيجية ضمن إقليم كردستان

البيشمركة تحبط محاولات لـ«داعش» للسيطرة على حقول نفطية قرب أربيل
TT

البيشمركة تحبط محاولات لـ«داعش» للسيطرة على حقول نفطية قرب أربيل

البيشمركة تحبط محاولات لـ«داعش» للسيطرة على حقول نفطية قرب أربيل

تصدت قوات البيشمركة فجر أول من أمس لهجمات موسعة شنها مسلحو داعش في محاور مخمور والكوير والخازر وبعشيقة وناوران وزمار والكسك. وذكرت مصادر كردية أن هجمات التنظيم كانت تهدف إلى السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية والنفطية في المحاور القريبة من أربيل ودهوك.
وقال نجاة علي، قائد قوات البيشمركة في محور مخمور، لـ«الشرق الأوسط»، أمس «هاجم تنظيم داعش فجر اليوم (أمس) حدود ناحية سرغران التي تحتل موقعا استراتيجيا، والتي تتوسط محافظتي أربيل وكركوك بمسافة 50 كيلومترا لكلتا المحافظتين، وهي منطقة نفطية تضم عددا من حقول النفط، ومن الناحية العسكرية لها أهمية خاصة لأنها عبارة عن مرتفعات تشرف على مساحات واسعة من جغرافية المنطقة، واحتلالها يساعد التنظيم على السيطرة على هذه المساحات»، مضيفا بالقول «قواتنا تصدت للهجوم وكبدت مقاتلي التنظيم خسائر كبيرة، حيث فروا من أرض المعركة تاركين خلفهم 12 جثة».
وطالب علي «التحالف الدولي بزيادة مساعداتها العسكرية لحكومة الإقليم لأنها تواجه (داعش) على الأرض وحدها وبإمكانياتها البسيطة»، مبينا بالقول «صحيح أن القدرة الهجومية لـ(داعش) أصبحت ضعيفة، لكن التنظيم ما زال يمتلك أسلحة ثقيلة ومتطورة، في حين أن قوات البيشمركة لا تمتلك سوى أسلحة بسيطة، ولذا يجب على العالم أن يدعم حكومة الإقليم بشكل أكبر».
في غضون ذلك، شهدت منطقة الخازر، التي تبعد عن أربيل عاصمة إقليم كردستان 50 كيلومترا، هجوما موسعا آخر من مسلحي «داعش» استخدموا خلالها عجلات مفخخة، فجرتها قوات البيشمركة بصواريخ ميلان المضادة للدروع قبل أن تقترب من موقعها.
وكشف العميد سيد هزار، نائب قائد قوات النخبة في البيشمركة بمنطقة الخازر، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «تنظيم داعش كان يهدف من هجومه أمس السيطرة على معدات لشركة (إكسون موبيل) النفطية الأميركية التي سحبت موظفيها من الموقع القريب من منطقة الخازر إثر تقدم مسلحي (داعش) صوب أربيل الصيف الماضي، بالإضافة إلى أن التنظيم كان ينوي التقدم خلال هذا الهجوم نحو قضاء خبات التابع لمحافظة أربيل، لكن قواتنا بإسناد من الطيران الدولي تصدت له بقوة وأرغمته على الفرار تاركا خلفه أكثر من مائة قتيل بينهم عدد من قادة التنظيم إلى جانب مسلحين أجانب كانوا يشاركون في الهجوم».
من جانبه، قال العميد بهرام دوسكي، أحد قادة البيشمركة في محور ناوران وبعشيقة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تنظيم داعش بدأ الهجوم على محورنا عندما حاول مسلحان من التنظيم تفجير نفسيها على مواقع قوات البيشمركة، لكن المحاولة باءت بالفشل حيث استطاعت قواتنا أن تطلق عليهما النار قبل أن يقتربا، وكان (داعش) قد أعد قواته لتباشر الهجوم على البيشمركة بعد نجاح العملية الانتحارية، وكان الهدف من هذا الهجوم هو السيطرة على الطريق الرابط بين تركيا وإقليم كردستان المار خلف جبهات البيشمركة في هذه المنطقة».
بدوره، قال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، في محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط»، لقد «شهدت أمس جبهات الكسك (غرب الموصل) معارك ضارية بين البيشمركة وتنظيم داعش أسفرت عن مقتل 30 مسلحا من (داعش) وتدمير خمس عجلات للتنظيم من نوع هامر مع آليات أخرى، فيما قتل أكثر من 36 آخرين من (داعش) في معارك مختلفة مع البيشمركة في سنجار ومناطق من زمار».
وكان ناشط مدني في مدينة الموصل قال أمس في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن «مسلحين مجهولين أطلقوا النار على سالم نجم عسكر، نائب والي الموصل الداعشي، في منطقة شارع بغداد جنوب المدينة، وأردوه قتيلا في الحال».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.