«بكر والأكثر بدائية»... دراسة تكشف أسرار أول مذنب يأتي من منظومة نجمية أخرى

مذنّب «2 آي بوريسوف» (إ.ب.أ)
مذنّب «2 آي بوريسوف» (إ.ب.أ)
TT
20

«بكر والأكثر بدائية»... دراسة تكشف أسرار أول مذنب يأتي من منظومة نجمية أخرى

مذنّب «2 آي بوريسوف» (إ.ب.أ)
مذنّب «2 آي بوريسوف» (إ.ب.أ)

كان مذنّب «2 آي بوريسوف» الذي رُصِد في سماء الأرض عام 2019 أول مذنب يأتي من منظومة نجمية أخرى، وهو وصل منه «بكراً»، وفقاً لدراسة نُشرت، أمس (الثلاثاء).
ففي 30 أغسطس (آب) 2019. اكتشف عالم الفلك الهاوي غينادي بوريسوف نجماً غير نمطي في سماء القرم، واستنتج العلماء من مساره أن مصدره لا يمكن أن يكون من داخل المنظومة الشمسية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكان جسم نجمي آخر هو «1 آي أوموياما» سبق أن مر عبر المنظومة الشمسية في عام 2017 ولكن تم تصنيفه على أنه كويكب، وهو جسم يتكون بصورة رئيسية من صخور.
أما المذنبات فتتكون من نواة من الجليد والمواد العضوية والصخور، وتتحول إلى غاز عندما تقترب من حرارة الشمس، مما يُحدِث وراءها أثراً طويلاً من الغبار، وهي تأتي من خزانات أجرام سماوية صغيرة موجودة على حافة المنظومة الشمسية، تتسم بالصقيع الأشدّ، كحزام كويبر أو سحابة أورت الأبعد منه.
لذا فإن «2 آي بوريسوف» الذي يأتي من منظومة نجمية مختلف عن المنظومة الشمسية فريد من نوعه، وتضمنت دراسة نُشرت في «نيتشر كومونيكيشنز» المزيد عن تاريخه.
وبواسطة التلسكوب الكبير جداً «في إل تي» التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، استخدم فريق دولي تقنية الاستقطاب التي تتيح استنتاج الخصائص المعدنية للجسم البالغ قطر نواته أقل من كيلومتر واحد من خلال الضوء المنعكس.
وعلى عكس المذنبات «المحلية»، يتسم ذيل «بوريسوف» باستقطاب «متجانس جداً»، على ما أوضح الباحث المشارك في الدراسة فيليب بيندجويا.
واستنتج عالم الفلك من مرصد كوت دازور أن «بوريسوف» لم يسبق له «أن مر حول أي نجم، فعندما اقترب من الشمس، كانت المرة الأولى يشهد فيها تفريغاً للغاز، كما لو كان يفقد عذريته»، لذلك فهو يُعتبر المذنّب الأكثر «بدائية» بين المذنّبات المعروفة حتى الآن، وفق ما لاحظت الدراسة.
ولا يشبهه سوى مذنّب واحد لكنّه من المنظومة الشمسية هو «هايل هوب» الشهير الذي شاهده سكّان الأرض عام 1995.
ويُعتقد أن هذا النجم اقترب من الشمس مرة واحدة فحسب، وبالتالي لم يتغير كثيراً بفعل الإشعاعات والرياح الشمسية.
وبالتالي فإن «هايل هوب»، الذي يُفترَض أن يمرّ مجدداً في سماء الأرض بعد 2500 سنة لا يزال في الحال التي كان عليها لدى تكوّنه عند ولادة المنظومة الشمسية قبل 4.5 مليار سنة.
ومن المحتمل أن يكون «بوريسوف» تكوّن «في الظروف نفسها»، وفقاً لعالم الفلك في المرصد الأوروبي الجنوبي بين يانغ.
ولكن أين ولد هذا المذنّب؟ يبقى هذا السؤال من دون إجابة و«ربما لن يُعرف ذلك أبدأً، إذ لم يعد ممكناً رصده»، على قول فيليب بندجويا.
فهذا المذنب الموجود حالياً بالقرب من زحل، بات خارج المنظومة الشمسية، ولن يعود.


مقالات ذات صلة

رصد كوكب جديد بضِعف كتلة الأرض

يوميات الشرق الكوكب المُكتشَف تبلغ كتلته ضِعف كتلة الأرض في مدارٍ أوسع من مدار زحل حول نجمه (جامعة ولاية أوهايو)

رصد كوكب جديد بضِعف كتلة الأرض

رصد فريق دولي من علماء الفضاء كوكباً جديداً يتفوق على الأرض بكتلة مضاعفة، ويدور في مدارٍ أوسع من مدار كوكب زحل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تضاريس تختلف جذرياً عن المشهد القاحل (ناسا)

المريخ كما لم نعرفه... أمطار وثلوج غيَّرت وجه الكوكب الأحمر

كوكب المريخ ربما شهد، في حقبة سحيقة، مناخاً دافئاً ورطباً نسبياً، ساعد على تساقط الأمطار والثلوج وجريان الأنهر...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رواد الفضاء تشين دونغ وتشين تشونغروي ووانغ جيه يلتقون بالصحافة قبل مهمة الفضاء «شنتشو - 20» المقبلة (رويترز)

​الصين تعلن عن أفراد طاقم جديد سيُرسَل إلى الفضاء غداً

أعلنت الصين الأربعاء عن الطاقم الذي سيتوجّه إلى محطة تيانغونغ الفضائية هذا الأسبوع

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق الكوكب يفقد كميات معدن ومواد ضخمة من سطحه بسبب درجات الحرارة المرتفعة (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

اكتشاف كوكب بحجم عطارد يتفكك بسرعة هائلة

أعلن علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، عن رصد كوكب يبعد نحو 140 سنة ضوئية عن الأرض، ويعاني من عملية تفكك سريعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم لقطة تُظهر محطة الفضاء الدولية (رويترز)

ساعتان ذريتان إلى محطة الفضاء الدولية الاثنين لاختبار نظرية النسبية

أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية، الاثنين، بنجاح، مجموعة تضم ساعتين ذريتين إلى محطة الفضاء الدولية بهدف قياس الوقت بدقة عالية جداً واختبار نظرية النسبية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

بيع رسالة من نابليون عن اعتقال البابا بيوس السابع بـ30 ألف دولار

رسالة مؤرخة 23 يوليو 1809 كتبها نابليون بشأن اعتقال البابا بيوس السابع معروضة في مكاتب دار «أوزنا» للمزادات في باريس (أ.ف.ب)
رسالة مؤرخة 23 يوليو 1809 كتبها نابليون بشأن اعتقال البابا بيوس السابع معروضة في مكاتب دار «أوزنا» للمزادات في باريس (أ.ف.ب)
TT
20

بيع رسالة من نابليون عن اعتقال البابا بيوس السابع بـ30 ألف دولار

رسالة مؤرخة 23 يوليو 1809 كتبها نابليون بشأن اعتقال البابا بيوس السابع معروضة في مكاتب دار «أوزنا» للمزادات في باريس (أ.ف.ب)
رسالة مؤرخة 23 يوليو 1809 كتبها نابليون بشأن اعتقال البابا بيوس السابع معروضة في مكاتب دار «أوزنا» للمزادات في باريس (أ.ف.ب)

بيعت رسالة من نابليون يتظاهر فيها بعدم الموافقة على اعتقال البابا بيوس السابع، رغم أنه أمر شخصياً بهذا الإجراء، في مقابل 26360 يورو (نحو 30 ألف دولار) في مزاد بمدينة فونتينبلو الفرنسية، أمس الأحد، على ما أعلنت دار «أوزنا» المنظمة للمزاد.

كانت هذه الرسالة المؤرخة في 23 يوليو (تموز) 1809، والتي شُطِبَ بعض مضمونها وتحمل توقيع «نابل»، وهو على الأرجح تصغير لنابليون، بمثابة «مناورة سياسية». وقد قُدِّر سعرها بما يتراوح بين 12 ألف و15 ألف يورو، وفق تصريحات أدلى بها لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أخيراً جان كريستوف شاتينييه، الشريك في الدار ومدير قسم «الإمبراطورية» فيها.

وأوضح الخبير أن هذا الاعتقال يُعَدُّ أحد الأحداث التي طبعت عهد نابليون على الصعيدين السياسي والديني.

وكتب نابليون في هذه الرسالة الموجهة إلى رئيس الإدارة جان جاك ريجيس كامباسيريس: «لقد أُخرج البابا من روما بغير أوامري وضد إرادتي. وكذلك بغير أوامري وضد إرادتي، أُخذ إلى فرنسا، ولكن لم أُبلغ بهذا إلا بعد عشرة أيام أو اثني عشر يوماً من تنفيذه. ما إن أعلم بمكان البابا (...) سأنظر في الإجراءات التي ينبغي اتخاذها».

ولاحظ شاتينييه أن نابليون لم يشأ من خلال هذه الرسالة أن يظهر «وكأنه مَن أمر باعتقال البابا، فهذه مسألة تاريخية واستراتيجية جداً».

في مواجهة رفض البابا بيوس السابع الانضمام إلى سياسة الحصار القاري، نفذ نابليون الأول تدابير عدة، إذ تجاوز سلطة البابا باحتلاله جزءاً من الولايات البابوية، وخصوصاً المواني، وأرسل قواته إلى روما في الثاني من فبراير (شباط) 1808، وطرد الكرادلة الأجانب في مارس (آذار).

وفي نهاية المطاف، ألقي القبض على البابا في الفاتيكان في نهاية يوليو 1809، واحتُجِز في غرونوبل، ثم أُرسِل إلى إيطاليا في الأول من أغسطس (آب)، حيث وضع تحت الإقامة الجبرية في سافونا، ثم في فونتينبلو بناء على طلب نابليون.