منظمة إرهابية تعلن مسؤوليتها عن انفجار يودي بحياة ضابط شرطة مصري

الإخوان تكثف مظاهراتها في ميداني النعام والألف مسكن

قسم شرطة عين شمس (شرق القاهرة)
قسم شرطة عين شمس (شرق القاهرة)
TT

منظمة إرهابية تعلن مسؤوليتها عن انفجار يودي بحياة ضابط شرطة مصري

قسم شرطة عين شمس (شرق القاهرة)
قسم شرطة عين شمس (شرق القاهرة)

قتل ضابط شرطة مصري برتبة نقيب، وأصيب 7 مجندين ومواطن، في انفجار قنبلة بالقرب من قسم شرطة عين شمس (شرق القاهرة) أمس، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة المصرية. بينما تشير التوقعات إلى «وجود اتجاه لنقل جميع فعاليات الجماعة خاصة يوم الجمعة لميداني النعام (بحلمية الزيتون) والألف مسكن (بجسر السويس)، القريبين من منطقتي عين شمس والمطرية»، في وقت شددت فيه وزارة الداخلية على الاستمرار في ملاحقة «الإرهاب» والعناصر المشتبه في وقوفها وراء استهداف الشرطة والأبرياء والمنشآت العامة والخاصة.
وتزايدت أعمال العنف التي استهدفت عناصر ومقار أمنية تابعة للجيش والشرطة، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان في يوليو (تموز) من العام قبل الماضي. واتهمت الجماعة، المصنفة رسميا وقضائيا كجماعة إرهابية، بالوقوف وراء هذه التفجيرات.
وقال مصدر أمني مسؤول بالداخلية أمس، إن «انفجارا وقع بتقاطع شارعي جسر السويس وعين شمس، بالقرب من قسم شرطة عين شمس، أثناء مرور قوة أمنية، وأسفر عن مقتل نقيب شرطة وإصابة 7 مجندين من قطاع الأمن المركزي، ومواطن تصادف مروره».
وأثار الحادث الذعر بين الأهالي الذين تكدسوا على أبواب العقارات، في محاولة للخروج خوفا من وجود قنابل أخرى في محيط الأحداث؛ لكن مصدرا أمنيا قال إنه «جرى عمل كردون أمني حول المنطقة ولم يجر العثور على عبوات أخرى».
وقال المسؤول الأمني أمس، إن «قوات من الأمن تجري عمليات تمشيط واسعة بمناطق عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون وجسر السويس (شرق القاهرة)، لضبط العناصر المتورطة في مقتل ضابط شرطة وإصابة 7 مجندين ومواطن»؛ لكن المسؤول نفسه، نفى أن يكون جرى بالفعل ضبط أي من الجناة، قائلا في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن «المداهمات مستمرة في الشوارع والميادين».
وأعلنت «أجناد مصر»، وهي جماعة متشددة، أمس، مسؤوليتها عن الانفجار الذي استهدف قوات شرطة بالقرب من قسم عين شمس. كما أكدت الجماعة في بيان بثته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أمس: «اخترقنا محيط قسم عين شمس شديد التحصين.. واستهدفنا قوات الأجهزة المتجهة لميدان الألف مسكن، وهي نفس القوات التي استهدفناها مرتين من قبل».
ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية، الداعم للإخوان، أنصاره إلى الاحتشاد أمس (الجمعة) في إطار ما سماه جمعة «يسقط حكم القتلة». وتشهد أيام الجمع من وقت لآخر مظاهرات على نطاق أوسع، وغالبا ما تتسبب في صدامات زادت حدتها منذ الذكري الرابعة لثورة 25 يناير، التي اندلعت ضد حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011.
وتمكنت قوات مكافحة الشغب بالقاهرة من تفريق تجمع من أنصار تنظيم الإخوان بميدان المطرية عقب الانتهاء من صلاة الجمعة، وذلك بقنابل الغاز، ووقعت اشتباكات عنيفة بين أنصار الإخوان وقوات الأمن والأهالي في منطقتي المعادي (جنوب) وعين شمس، بعد رشق أنصار المعزول قوات الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف والخرطوش، بينما قامت القوات بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. واندلعت اشتباكات بين أهالي حي فيصل بمحافظة الجيزة ومتظاهرين مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين، عطلوا حركة المرور في الشارع الرئيسي، وطارد الأهالي المتظاهرين في الشوارع الجانبية، وتدخلت قوات الأمن بين الطرفين، ورد أنصار الإخوان بالحجارة وزجاجات المولوتوف.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.