بدأت السلطات المصرية أمس (السبت) بحث خطة عاجلة لإجلاء مواطنيها الراغبين في مغادرة الأراضي الليبية، بعد ساعات من بث موقع إلكتروني محسوب على تنظيم داعش صورا أظهرت مصريين أقباطا يحتجزهم في ليبيا منذ نحو شهرين، في زي برتقالي يستخدمه «داعش» قبل تنفيذ ما يعده «حكم الإعدام» في الرهائن. وبينما قال السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم الخارجية المصرية لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يوجد حتى الآن دليل مادي على مقتل المواطنين المصريين، نظم أهالي المحتجزين وقفه احتجاجية في وسط القاهرة للضغط على السلطات لإنقاذ ذويهم، منتقدين الصمت الدولي على «الإرهاب» في ليبيا.
وقال بيان للرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، طالب الوزارات والأجهزة المعنية، بتنفيذ خطة عاجلة لإجلاء الراغبين من المصريين في العودة من ليبيا إلى البلاد.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، أول من أمس صورا نشرتها مجلة إلكترونية تدعى «دابق» منسوبة لتنظيم داعش، للمصريين الأقباط المختطفين في ليبيا وهم يرتدون الزي البرتقالي (زي تنفيذ الإعدام على الأسرى لدى «داعش») ويقفون مكتوفي الأيدي ويقتادهم ملثمون على شاطئ البحر، دون أن يوضح مصيرهم.
وأوضح السفير عبد العاطي أن وزارة الخارجية على اتصال دائم بالمصريين في ليبيا، مؤكدا أنه لم ترد حتى الآن أي مطالبات من المصريين بمغادرة ليبيا، لافتا إلى أن خلية الأزمة التي شكلها الرئيس السيسي في أعقاب الإعلان عن اختطاف العمال المصريين في ليبيا تواصل اجتماعاتها لاستجلاء حقيقة وضع المصريين المختطفين.
وأشار عبد العاطي إلى أن مجلس الوزراء سيعقد اجتماعا رفيع المستوى مع أهالي المصريين المختطفين. وأضاف: «سوف نطلعهم على حقيقة الأوضاع كما توافرت لنا حتى الآن، في ظل الوضع البالغ التعقيد على الأرض هناك (في ليبيا)».
واختطف مسلحون مجهولون وعناصر متشددة يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم موال لـ«داعش»، في مدينة سرت الليبية 21 مصريا مسيحيا، في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين.
وقالت الرئاسة، في بيانها، إن خلية الأزمة التي سبق أن وجّه الرئيس السيسي بتشكيلها من ممثلي الوزارات والأجهزة المعنية تتولى متابعة الموقف أولا بأول، وإجراء الاتصالات المكثفة والمستمرة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية بهدف استجلاء الموقف والوقوف على حقيقته.
وأضافت الرئاسة أن «مصر لا تألوا جهدا في متابعة وضع أبنائها المختطفين في ليبيا». ودعت «المجتمع الدولي للوقوف في مواجهة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، والذي بات يهدد دول المنطقة والعالم».
في غضون ذلك، نظم أهالي المختطفين وقفة احتجاجية، على سلالم نقابة الصحافيين، وسط القاهرة، مطالبين بمعرفة مصير ذويهم. ورفع المحتجون لافتات: «متى يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية حماية الإنسان»، و«من أجل لقمة عيش.. ضحايا صراع سياسي وديني ولم نسمع ولم نر أي تحرك لجامعة الدول العربية من أجل إنقاذ المسيحيين من يد تنظيمات التطرف».
وعقب الوقفة، توجه أهالي المختطفين إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (شرق القاهرة)، لأداء الصلاة هناك، مناجاة للرب من أجل معرفة مصير ذويهم، بحسب سمير مجلي، والد أحد المختطفين.
وعلى الصعيد الميداني، قال اللواء العناني حمودة، مدير أمن مطروح، إن منفذ السلوم البري على الحدود «المصرية - الليبية» يشهد استنفارا أمنيا وانتشارا مكثفا لقوات الشرطة والقوات المسلحة، بعد التهديدات الأخيرة تجاه مصريين أقباط تم اختطافهم منذ شهر تقريبا بمدينة سرت الليبية.
وأضاف أن قوات عناصر حرس الحدود، التابعة لقوات المنطقة الغربية العسكرية، قامت بتكثيف وجودها على حدود مصر الغربية مع ليبيا لإحكام السيطرة على حركة السفر بين مصر وليبيا عبر المنفذ المصري بالسلوم والمنافذ غير الشرعية، مشيرا إلى أن مديرية أمن مطروح رفعت حالة الاستعداد القصوى بالتعاون مع وحدات من الجيش لتأمين مخارج ومداخل المحافظة.
وتسود ليبيا حالة من الفوضى، حيث يوجد صراع بين حكومتين وبرلمانين متنافسين من أجل السيطرة على احتياطيات الطاقة الهائلة في البلاد، بعد 3 سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي. وانضمت عشرات المجموعات المسلحة إلى هذا الصراع.
القاهرة تبحث خطة عاجلة لإجلاء رعاياها من ليبيا
بعد بث «داعش» صورا لمصريين مسيحيين بزي الإعدام
القاهرة تبحث خطة عاجلة لإجلاء رعاياها من ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة