القاهرة تبحث خطة عاجلة لإجلاء رعاياها من ليبيا

بعد بث «داعش» صورا لمصريين مسيحيين بزي الإعدام

مصريون يطالبون الحكومة بالتدخل لإجلاء مواطنيها في ليبيا بعد بث موقع إلكتروني محسوب على «داعش» صورا أظهرت أقباطا محتجزين في ليبيا منذ شهرين في زي برتقالي يستخدمه قبل تنفيذ ما يعده «حكم الإعدام» في الرهائن (إ.ب.أ)
مصريون يطالبون الحكومة بالتدخل لإجلاء مواطنيها في ليبيا بعد بث موقع إلكتروني محسوب على «داعش» صورا أظهرت أقباطا محتجزين في ليبيا منذ شهرين في زي برتقالي يستخدمه قبل تنفيذ ما يعده «حكم الإعدام» في الرهائن (إ.ب.أ)
TT

القاهرة تبحث خطة عاجلة لإجلاء رعاياها من ليبيا

مصريون يطالبون الحكومة بالتدخل لإجلاء مواطنيها في ليبيا بعد بث موقع إلكتروني محسوب على «داعش» صورا أظهرت أقباطا محتجزين في ليبيا منذ شهرين في زي برتقالي يستخدمه قبل تنفيذ ما يعده «حكم الإعدام» في الرهائن (إ.ب.أ)
مصريون يطالبون الحكومة بالتدخل لإجلاء مواطنيها في ليبيا بعد بث موقع إلكتروني محسوب على «داعش» صورا أظهرت أقباطا محتجزين في ليبيا منذ شهرين في زي برتقالي يستخدمه قبل تنفيذ ما يعده «حكم الإعدام» في الرهائن (إ.ب.أ)

بدأت السلطات المصرية أمس (السبت) بحث خطة عاجلة لإجلاء مواطنيها الراغبين في مغادرة الأراضي الليبية، بعد ساعات من بث موقع إلكتروني محسوب على تنظيم داعش صورا أظهرت مصريين أقباطا يحتجزهم في ليبيا منذ نحو شهرين، في زي برتقالي يستخدمه «داعش» قبل تنفيذ ما يعده «حكم الإعدام» في الرهائن. وبينما قال السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم الخارجية المصرية لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يوجد حتى الآن دليل مادي على مقتل المواطنين المصريين، نظم أهالي المحتجزين وقفه احتجاجية في وسط القاهرة للضغط على السلطات لإنقاذ ذويهم، منتقدين الصمت الدولي على «الإرهاب» في ليبيا.
وقال بيان للرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، طالب الوزارات والأجهزة المعنية، بتنفيذ خطة عاجلة لإجلاء الراغبين من المصريين في العودة من ليبيا إلى البلاد.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، أول من أمس صورا نشرتها مجلة إلكترونية تدعى «دابق» منسوبة لتنظيم داعش، للمصريين الأقباط المختطفين في ليبيا وهم يرتدون الزي البرتقالي (زي تنفيذ الإعدام على الأسرى لدى «داعش») ويقفون مكتوفي الأيدي ويقتادهم ملثمون على شاطئ البحر، دون أن يوضح مصيرهم.
وأوضح السفير عبد العاطي أن وزارة الخارجية على اتصال دائم بالمصريين في ليبيا، مؤكدا أنه لم ترد حتى الآن أي مطالبات من المصريين بمغادرة ليبيا، لافتا إلى أن خلية الأزمة التي شكلها الرئيس السيسي في أعقاب الإعلان عن اختطاف العمال المصريين في ليبيا تواصل اجتماعاتها لاستجلاء حقيقة وضع المصريين المختطفين.
وأشار عبد العاطي إلى أن مجلس الوزراء سيعقد اجتماعا رفيع المستوى مع أهالي المصريين المختطفين. وأضاف: «سوف نطلعهم على حقيقة الأوضاع كما توافرت لنا حتى الآن، في ظل الوضع البالغ التعقيد على الأرض هناك (في ليبيا)».
واختطف مسلحون مجهولون وعناصر متشددة يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم موال لـ«داعش»، في مدينة سرت الليبية 21 مصريا مسيحيا، في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين.
وقالت الرئاسة، في بيانها، إن خلية الأزمة التي سبق أن وجّه الرئيس السيسي بتشكيلها من ممثلي الوزارات والأجهزة المعنية تتولى متابعة الموقف أولا بأول، وإجراء الاتصالات المكثفة والمستمرة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية بهدف استجلاء الموقف والوقوف على حقيقته.
وأضافت الرئاسة أن «مصر لا تألوا جهدا في متابعة وضع أبنائها المختطفين في ليبيا». ودعت «المجتمع الدولي للوقوف في مواجهة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، والذي بات يهدد دول المنطقة والعالم».
في غضون ذلك، نظم أهالي المختطفين وقفة احتجاجية، على سلالم نقابة الصحافيين، وسط القاهرة، مطالبين بمعرفة مصير ذويهم. ورفع المحتجون لافتات: «متى يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية حماية الإنسان»، و«من أجل لقمة عيش.. ضحايا صراع سياسي وديني ولم نسمع ولم نر أي تحرك لجامعة الدول العربية من أجل إنقاذ المسيحيين من يد تنظيمات التطرف».
وعقب الوقفة، توجه أهالي المختطفين إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (شرق القاهرة)، لأداء الصلاة هناك، مناجاة للرب من أجل معرفة مصير ذويهم، بحسب سمير مجلي، والد أحد المختطفين.
وعلى الصعيد الميداني، قال اللواء العناني حمودة، مدير أمن مطروح، إن منفذ السلوم البري على الحدود «المصرية - الليبية» يشهد استنفارا أمنيا وانتشارا مكثفا لقوات الشرطة والقوات المسلحة، بعد التهديدات الأخيرة تجاه مصريين أقباط تم اختطافهم منذ شهر تقريبا بمدينة سرت الليبية.
وأضاف أن قوات عناصر حرس الحدود، التابعة لقوات المنطقة الغربية العسكرية، قامت بتكثيف وجودها على حدود مصر الغربية مع ليبيا لإحكام السيطرة على حركة السفر بين مصر وليبيا عبر المنفذ المصري بالسلوم والمنافذ غير الشرعية، مشيرا إلى أن مديرية أمن مطروح رفعت حالة الاستعداد القصوى بالتعاون مع وحدات من الجيش لتأمين مخارج ومداخل المحافظة.
وتسود ليبيا حالة من الفوضى، حيث يوجد صراع بين حكومتين وبرلمانين متنافسين من أجل السيطرة على احتياطيات الطاقة الهائلة في البلاد، بعد 3 سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي. وانضمت عشرات المجموعات المسلحة إلى هذا الصراع.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».