دعوة لتبني سوق تنمية مستدامة لرأس المال البشري الخليجي

دعوة لتبني سوق تنمية مستدامة لرأس المال البشري الخليجي
TT

دعوة لتبني سوق تنمية مستدامة لرأس المال البشري الخليجي

دعوة لتبني سوق تنمية مستدامة لرأس المال البشري الخليجي

أفصح تقرير حديث أن الدول الخليجية نجحت في مجال الاستثمار الاجتماعي كإحدى الوسائل المُثلى لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والإنتاجية، مؤكداً أنها تمتلك فرصة مهمة لاتّباع نهج جديد في تطوير البرامج وتعزيز إنتاجية رأس المال البشري ما يدعم التحوّل تدريجياً من نموذج الرفاهية الاجتماعية الذي يلقي بمعظم العبء على كاهل الحكومات، نحو تبني نموذج الاستثمار الاجتماعي ذي الأثر المستدام.
وحققت الدول الخليجية -وعلى رأسها السعودية- نجاحاً كبيراً في مواجهة جائحة «كورونا»، حيث قدمت حزمة من المبادرات لدعم القطاع الخاص وحماية المواطنين ورعايتهم الصحية، كان أبرزها استثناء العاملين السعوديين في الشركات والمؤسسات المتأثرة من تداعيات انتشار فيروس «كورونا» المستجد والاستفادة من نظام التأمين ضد التعطل عن العمل، بحيث يحق لصاحب العمل بدلاً من إنهاء عقد الموظف أن يتقدم للتأمينات الاجتماعية بطلب صرف تعويض شهري للعاملين بنسبة 60% من الأجر المسجل لمدة ثلاثة أشهر. وأظهر التقرير الصادر عن «استراتيجي آند ميدل إيست»، أن تفشي وباء (كوفيد - 19) المتواصل قد كشف أوجه القصور التي تعاني منها أنظمة الرفاهية الاجتماعية على الصعيد العالمي وفاعليتها المحدودة، كما تسببت في تزايد الضغوط الواقعة على الحكومات، لا سيما من حيث العمل على تأمين الحماية الاجتماعية اللازمة لمواطنيها وتطوير الأنظمة القائمة.
وحسب التقرير، فإن هذا الأثر يتجلى بوضوح في دول مجلس التعاون الخليجي كونها تتبنى نماذج رفاهية اجتماعية سخية للغاية تُسهم في كثير من الأحيان في تزايد اعتماد المواطنين واتكالهم على الحكومات في أمورهم المعيشية ومختلف مناحي الحياة الأخرى، مشيراً إلى أن تحسين مستويات التعليم والصحة، والمهارات المكتسبة من عمر مبكر يُعزز من فرص توظيف الشباب ومشاركتهم بفاعلية كأشخاص راشدين في المجتمع والدورة الاقتصادية على حد سواء.
وقال التقرير إنه متاح أمام الحكومات استحداث سوق جديدة تسهم بدورها في تعزيز الرفاهية الاجتماعية لمواطنيها. ويُركز هذا النهج على إنتاجية رأس المال البشري بصفتها عاملاً حيوياً مهماً يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، ويهدف إلى تعظيم الأثر الاجتماعي وتحقيق عائدات مالية مجزية في الوقت ذاته.
ووفق التقرير «يتعين على المواطنين تحمل قدر أكبر من المسؤولية وتقليل اعتمادهم على الدولة، وعلى القطاع الخاص عقد شراكات مع الحكومات لتقديم الخدمات العامة»، مشيراً إلى ذلك سيتحقق عن طريق الاستعانة بمجموعة من الأدوات المالية المبتكرة التي تُعرف بالاستثمارات ذات الأثر الاجتماعي، وهي آليات مستدامة مالياً تأخذ المشكلات البيئية والاجتماعية بعين الاعتبار، وتسعى في الوقت ذاته إلى تحقيق عائد مالي مجزٍ وإنتاجية أعلى. وتابع: «في سبيل تصميم وتبني هذا النهج الجديد، تحتاج دول مجلس التعاون الخليجي إلى بناء منظومة متكاملة للاستثمار الاجتماعي. ويمكنها تحقيق ذلك عبر اعتماد الميزانيات القائمة على أساس الأداء؛ والاستعانة بالأدوات الإنتاجية المبتكرة، وبناء بيئة مساندة؛ وتشارُك البيانات، وإطلاق أدوات متطورة لتحليل البيانات».



إنشاء مركز عالمي لتصنيع الحواسيب والخوادم تحت علامة «صُنع في السعودية»

مسؤولون في «آلات» و«لينوفو» يقومون ببدء عمليات البناء للمصنع الجديد في المنطقة اللوجستية (سيلز)
مسؤولون في «آلات» و«لينوفو» يقومون ببدء عمليات البناء للمصنع الجديد في المنطقة اللوجستية (سيلز)
TT

إنشاء مركز عالمي لتصنيع الحواسيب والخوادم تحت علامة «صُنع في السعودية»

مسؤولون في «آلات» و«لينوفو» يقومون ببدء عمليات البناء للمصنع الجديد في المنطقة اللوجستية (سيلز)
مسؤولون في «آلات» و«لينوفو» يقومون ببدء عمليات البناء للمصنع الجديد في المنطقة اللوجستية (سيلز)

يدخل قطاع التصنيع في المملكة مرحلة جديدة مع إنشاء شركتي «آلات» السعودية و«لينوفو» الصينية مركزاً للتصنيع في المنطقة الخاصة اللوجستية المتكاملة في الرياض، حيث سينتج الحواسيب المحمولة والمكتبية والخوادم تحت علامة «صنع في السعودية»، تعزيزاً لمكانة المملكة كمحور عالمي للصادرات التقنية، ما يفتح المجال لفرص غير محدودة في هذا المجال.

وتعمل شركة «آلات»، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، على قيادة دفة التحول في الصناعات العالمية، وإنشاء مركز صناعات عالمي المستوى في البلاد. كما تقود التحول في 9 قطاعات من الصناعات العالمية. أبرزها: أشباه الموصلات، والأجهزة الذكية، والصناعات المتقدمة، والجيل الجديد من البنية التحتية، والتحول الكهربائي، وغيرها.

وأعلنت المنطقة اللوجستية المتكاملة الخاصة «سيلز» عن بدء بناء مركز التصنيع بين شركتي «آلات» و«لينوفو» الصينية بحلول 2026، مؤكدةً على صدور جيل جديد من الحواسيب المحمولة والمكتبية والخوادم تحمل علامة «صنع في السعودية»، وأن المصنع سيكون محركاً للابتكار والتوظيف، حيث يخلق نحو أكثر من 60 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.

صورة تذكارية للمسؤولين في موقع المصنع الجديد (موقع سيلز)

سلاسل الإمداد

وبيّنت أنه مع المصنع الجديد ستلتقي المرونة بالابتكار، وسيساهم في تعزيز سلاسل الإمداد، ودعم نمو تكنولوجيا المعلومات الإقليمية، وإعادة تعريف خدمات الأعمال في المنطقة.

وسيشكل المصنع مساحة إجمالية تتجاوز 200 ألف متر مربع، وسيتم تصنيع ملايين الأجهزة في السعودية، وتمكن الكفاءات عبر فرص وظيفية مستدامة، سواء مباشرة بنحو 15 ألف وظيفة، أو غير مباشرة بنحو 45 ألف وظيفة.

وتعدّ «سيلز» المنطقة الأولى من نوعها التي تجمع بين أفضل الممارسات في التنظيم والتكنولوجيا والبنية التحتية من جميع أنحاء العالم، ويوفر هذا للشركات روابط غير احتكاكية بين المستثمرين والموردين والجمارك والحكومة، تتمتع باتصال عالمي وإقليمي نظراً لقربها من مطار الملك خالد الدولي، والوصول إلى نظام السكك الحديدية والمترو والطريق الدائري.

الخدمات اللوجستية

وتم تصميمها لتلبية احتياجات سلسلة التوريد الرائدة في العالم، والخدمات اللوجستية، وشركات التوزيع. وتشمل أنشطة المنطقة مجموعة من الخدمات، منها: صيانة السلع وإصلاحها ومعالجتها وتعديلها وتطويرها وتجميعها وتخزينها، وكذلك الفرز والتعبئة والتوزيع والمناولة واستخدام السلع، والاستيراد والتصدير وإعادة التصدير، وكذلك خدمات القيمة المضافة واللوجستية وما بعد البيع، وإعادة تدوير النفايات والكهرباء.

الجدير بالذكر أن المنطقة اللوجستية المتكاملة، التي دشّنها وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر في أكتوبر (تشرين أول) 2022 بالرياض، ستخدم المنطقة ذات الموقع الاستراتيجي وملايين العملاء المحتملين الذين يمكن الوصول إليهم في مختلف الدول من خلال الموقع الاستراتيجي للمنطقة الخاصة. كما ستُسهم المنطقة الخاصة اللوجستية المتكاملة في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للطيران من خلال زيادة سعة الشحن الجوي لتصل إلى 4.5 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، وتعزيز مكانة المملكة التنافسية بصفتها أكبر وأسرع دولة نمواً، والرائدة في الشرق الأوسط، ودعم قطاع الطيران في الناتج المحلي، إلى جانب دفع مسيرة الاقتصاد الوطني وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».

وكانت الهيئة العامة للطيران المدني منحت، مؤخراً، 4 رخص تجارية لممارسة الأعمال التجارية واللوجستية في المنطقة اللوجستية المتكاملة بالرياض، لشركات عالمية في مجال التكنولوجيا الابتكارية والذكاء الاصطناعي والخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية، بحضور رئيس الهيئة عبد العزيز الدعيلج، وذلك خلال أعمال المنتدى اللوجستي العالمي 2024، الذي أقيم خلال الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مركز الملك عبد الله المالي بالعاصمة السعودية.