حملة أمنية في مخيم الهول بعد تصاعد الاغتيالات

مخيم الهول (رويترز)
مخيم الهول (رويترز)
TT

حملة أمنية في مخيم الهول بعد تصاعد الاغتيالات

مخيم الهول (رويترز)
مخيم الهول (رويترز)

ألقت قوى الأمن الداخلي بمخيم الهول شمال شرقي سوريا القبض على عشرات المشتبهين، بينهم عناصر مطلوبون بتهم عدة وتنفيذ جرائم إرهابية، في أكبر حملة أمنية شهدها المخيم وطالت جميع قطعاته بمشاركة 5 آلاف مقاتل وعنصر من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وقوات مكافحة الإرهاب، مدعومة من قوات التحالف الدولي والجيش الأميركي التي انتشرت في محيط المخيم بالقرب من بلدة الهول المجاورة.
ويضم مخيم الهول أكثر من 62 ألف شخص، 90 في المائة منهم نساء وأطفال يشكّل السوريون والعراقيون النسبة الكبرى من تعداد، كما يؤوي نحو 12 ألف طفل وامرأة من عائلات عناصر «داعش» ينحدرون من 50 جنسية غربية وعربية.
وقال علي الحسن، المتحدث الرسمي لقوى الأمن الداخلي بالإدارة الذاتية، بأنه «تم توقيف 53 مشتبهاً، بينهم نساء عراقيات وخمسة مسؤولين عن الخلايا النائمة التي نفذت عمليات إرهابية، وأعطت الأوامر بتصعيد أعمال العنف ضمن المخيم».
وضبطت الأجهزة الأمنية كميات من الذخيرة والرصاص وصناديق عثر بداخلها على أسلحة وذخيرتها، إلى جانب مصادرة هواتف محمولة وأجهزة لوحية وعشرات الكومبيوترات المحمولة، كانت تحتوي على معلومات خلايا التنظيم النشطة داخل المخيم وفي محيطه بعد تفتيشها.
وبحسب المسؤول الأمني، عثرت قوى الأمن على عدد من الأنفاق داخل المخيم، وعمدوا إلى أخذ البصمات للقاطنين لأغراض أمنية ولإحصاء المتواجدين بشكل دقيق، وأكد الحسن بأنهم ألقوا القبض على قيادي عراقي بارز كان يعمل في صفوف التنظيم يدعى أبو سعد العراقي «كان يختبئ في خيمة وعمل لفترة طويلة على تجنيد الأشخاص لصالح التنظيم».
ومنذ بداية العام الحالي شهد المخيم عمليات قتل واغتيال طالت 47 لاجئاً عراقياً ونازحاً سورياً، في حين قتل العام الماضي 40 شخصاً، أغلبهم كانوا لاجئين عراقيين، ولفت الحسن إلى أن «أكثر من 5000 مقاتل شارك بالحملة الأمنية لتعقب الخلايا النشطة والمطلوبين؛ بهدف إعادة الأمن والأمان إلى قاطني المخيم، سيما الأطفال لحمايتهم من مخاطر الفكر الظلامي الإرهابي».
وتفرض القوى الأمنية طوقاً أمنياً وحظر التجول من 5 صباحاً حتى 7 مساءً في جميع قطاعات المخيم، ومن المقرر أن تستمر الحملة 15 يوماً، لكن علي الحسن رجح أن تبقى مدة الحملة مفتوحة، «انتهاؤها مرتبط بالتطورات والتغيرات التي قد تطرا على الأرض، وقوات التحالف الدولي قدمت الدعم اللوجيستي والاستخباراتي».



الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

زعمت الجماعة الحوثية، الأربعاء، مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها في شمالي البحر الأحمر، للمرة السادسة، باستخدام الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وذلك غداة تبنيها 4 هجمات باتجاه إسرائيل خلال 24 ساعة.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصر الفلسطينيين في غزة.

المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع قال في بيان متلفز إن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير التابع لجماعته استهدفا حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وعدداً من القطع الحربية التابعة لها شمالي البحر الأحمر.

وأوضح المتحدث أن العملية الهجومية نفذت بواسطة عدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، زاعماً أنها المرة السادسة التي يتم فيها مهاجمة الحاملة منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

صورة جوية لحاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع المرافقة لها في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

وتوعدت الجماعة على لسان متحدثها العسكري بالاستمرار في شن الهجمات، وقالت إنها جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وإن هجماتها لن تتوقف إلا بانتهاء الحرب في قطاع غزة ورفع الحصار عنه.

وسبق أن اعترف الجيش الأميركي بالتصدي لهجمات حوثية مماثلة استهدفت سفناً عسكرية في البحر الأحمر دون حدوث أي أضرار أو إصابات.

وكان المتحدث الحوثي تبنى، الثلاثاء، تنفيذ جماعته أربع هجمات باتجاه إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال 24 ساعة. وأكد الجيش الإسرائيلي، من جهته، اعتراض صاروخين وطائرة مسيرة، في حين أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية «نجمة داود الحمراء» بوقوع عدد من الإصابات جراء التدافع نحو الملاجئ، بعد تفعيل صفارات الإنذار.

يشار إلى أن الجماعة الحوثية تلقت في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

ألف غارة

أدّت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر خلال 14 شهراً إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

ورداً على هذا التصعيد استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي الذي بدأ في 12 يناير 2024، وأدى ذلك إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين. وفق ما أقر به الحوثيون.

وكانت الولايات المتحدة أنشأت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

الضربات استهدفت مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان من نصيب الحديدة الساحلية أغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة.

وأعاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني، إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب الإعلان عن خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.