البيت الأبيض يكسر التقاليد بوضع شعار «بايدن - هاريس» على موقعه الرسمي

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاباً بينما تظهر خلفه نائبته كامالا هاريس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاباً بينما تظهر خلفه نائبته كامالا هاريس (أ.ف.ب)
TT

البيت الأبيض يكسر التقاليد بوضع شعار «بايدن - هاريس» على موقعه الرسمي

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاباً بينما تظهر خلفه نائبته كامالا هاريس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاباً بينما تظهر خلفه نائبته كامالا هاريس (أ.ف.ب)

عندما يتعلق الأمر بالموقع الإلكتروني الرسمي للبيت الأبيض، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن ليس لديه مشكلة في مشاركة الأضواء مع نائبته كامالا هاريس، مع اعتماد شعار «إدارة بايدن - هاريس». كما ويستخدم البيت الأبيض هذا الشعار عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
ويعرض البيت الأبيض شعار «بايدن - هاريس» بشكل بارز على موقعه على الإنترنت، حيث يمنح أيضاً ظهوراً للسيدة الأولى الدكتورة جيل بايدن، ودوغ إمهوف، زوج هاريس.


ويبرز الموقع هاريس، الذي عيّنها بايدن الأسبوع الماضي للإشراف على أزمة الأطفال غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى حدود البلاد.
وقال بايدن، إن هاريس هي من تتخذ القرارات الرئيسية النهائية في مواضيع عدة - وهو دور أكد أنه أصر عليه عند انضمامه إلى الرئيس السابق باراك أوباما كنائب له.
ويعود تاريخ شعار «بايدن - هاريس» إلى الفترة الانتقالية وبداية الإدارة الجديدة، على الرغم من أن الإدارتين الأميركيتين الأخيرتين لم تسلكا المسار نفسه.
وتستخدم صفحة البيت الأبيض الرسمية على «توتير» الشعار نفسه، حيث تحتوي على جملة «مرحباً بكم في البيت الأبيض الخاص بـ(بايدن – هاريس)!».


ولم تتخذ إدارتا الرئيسين السابقين دونالد ترمب وأوباما المسار نفسه، أي عرض اسمي الرئيس ونائبه على مواقع الويب الخاصة بهما. وأعطى ترمب نائبه آنذاك مايك بنس مكانة بارزة على لافتات الحملة الانتخابية، ولكن المكان المخصص له كان دائماً أصغر من ذلك الذي خُصص لترمب.
ووضعت صفحة أوباما في البيت الأبيض المؤرشفة شعاره «يو وي كان» في المقدمة، لكنها تضمنت صوراً لكل من أوباما وبايدن. وأعطى أوباما سلطة الحسم في الأمور السياسية الجوهرية إلى بايدن، بما في ذلك الإشراف على حزمة التحفيز في الأشهر الأولى للإدارة.
وأوضح بايدن في أول مؤتمر صحافي رسمي له، أنه يخطط للترشح لإعادة انتخابه.
وقال «خطتي هي الترشح مجدداً». وبايدن، البالغ من العمر 78 عاماً، لم يُطلق بعد حملة إعادة انتخاب رسمية، كما فعل ترمب فور توليه منصبه، حيث أشار إلى إنه يركز على السيطرة على وباء «كورونا».
وأخطأ بايدن مؤخراً عندما أشار إلى هاريس بـ«الرئيسة هاريس»، ووصفها بـ«الرئيسة المنتخبة» في ديسمبر (كانون الأول).



محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
TT

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

في جلسة حوارية مع المخرج المصري محمد سامي، استضافها مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» في دورته الرابعة، تحدَّث عن مسيرته الإبداعية التي أسهمت في تجديد الدراما التلفزيونية العربية، مستعرضاً دوره، مخرجاً ومؤلّفاً، في صياغة أعمال تلفزيونية لاقت نجاحاً واسعاً. أحدث أعماله، مسلسل «نعمة الأفوكاتو»، حصد إشادة جماهيرية كبيرة، ما عزَّز مكانته واحداً من أبرز المخرجين المؤثّرين في الساحة الفنّية.

في بداية الجلسة، بإدارة المذيعة جوزفين ديب، وحضور عدد من النجوم، مثل يسرا، ومي عمر، وماجد المصري، وأحمد داش، وشيماء سعيد، وبشرى؛ استعرض سامي تجربته مع بدايات تطوُّر شكل الدراما التلفزيونية، موضحاً أنّ المسلسلات في تلك الفترة كانت تُنتج بطريقة كلاسيكية باستخدام كاميرات قديمة، وهو ما رآه محدوداً مقارنةً بالتقنيات السينمائية المتاحة.

التجديد في الدراما

وبيَّن أنّ أول تحوُّل حدث بين عامي 2005 و2008، عندما برزت مسلسلات أثَّرت فيه بشدّة، من بينها «بريزن بريك» و«برايكينغ باد». ومع إطلاق كاميرات «رِدْ وان» الرقمية عام 2007، اقترح على المنتجين تصوير المسلسلات بتقنيات سينمائية حديثة. لكنَّ الفكرة قوبلت بالرفض في البداية، إذ ساد اعتقاد بأنّ الشكل السينمائي قد يتيح شعوراً بالغرابة لدى الجمهور ويُسبِّب نفوره.

رغم التحفّظات، استطاع سامي إقناع بطل العمل، الفنان تامر حسني، بالفكرة. وبسبب الفارق الكبير في تكلفة الإنتاج بين الكاميرات التقليدية وكاميرات «رِدْ»، تدخَّل حسني ودعم الفكرة مادياً، ما سرَّع تنفيذ المشروع.

وأشار المخرج المصري إلى أنه في تلك الفترة لم تكن لديه خطة لتطوير شكل الدراما، وإنما كان شاباً طموحاً يرغب في النجاح وتقديم مشهد مختلف. التجربة الأولى كانت مدفوعة بالشغف والحبّ للتجديد، ونجحت في تَرْك أثر كبير، ما شجَّعه على المضي قدماً.

في تجربته المقبلة، تعلَّم من أخطاء الماضي وعمل بوعي أكبر على تطوير جميع عناصر الإنتاج؛ من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي. هذه الرؤية المُبتكرة ساعدت في تغيير نظرة الصناعة إلى التقنيات الحديثة وأهميتها في تطوير الدراما.

وأكمل سامي حديثه بالتطرُّق إلى العلاقة بين المخرج والممثل: «يتشاركان في مسؤولية خلق المشهد. أدائي بوصفي مخرجاً ركيزته قدرتي على فهم طاقة الممثل وتوجيهها، والعكس صحيح. بعض الممثلين يضيفون أبعاداً جديدة إلى النصّ المكتوب، ما يجعل المشهد أكثر حيوية وإقناعاً».

متى يصبح المخرج مؤلِّفاً؟

عن دورَيْه في الإخراج وكتابة السيناريو، تحدَّث: «عندما أتحلّى برؤية واضحة للمشروع منذ البداية، أشعر أنّ الكتابة تتيح لي صياغة العمل بما يتوافق تماماً مع ما أتخيّله. لكن هذا لا يعني إلغاء دور الكاتب؛ إنه تعاون دائم. عندما أكتب وأُخرج، أشعر بأنني أتحكّم بشكل كامل في التفاصيل، ما يمنح العمل تكاملاً خاصاً».

ثم تمهَّل أمام الإشارة إلى كيفية تحقيق التوازن بين التجديد وإرضاء الجمهور: «الجمهور هو الحَكم الأول والأخير. يجب أن يشعر بأنّ العمل له، وأنّ قصصه وشخصياته تعبِّر عن مشاعره وتجاربه. في الوقت عينه، لا بدَّ من جرعة ابتكار لتحفيز عقله وقلبه».

وبيَّن سامي أنّ صناع السينما حالياً يواجهون تحدّياً كبيراً بسبب تطوُّر جودة الإنتاج التلفزيوني، ولإقناع الجمهور بالذهاب إلى السينما، ينبغي تقديم تجربة مختلفة تماماً، وفق قوله، سواء على مستوى الإبهار البصري أو القصة الفريدة.

في ختام الحوار، عبَّر عن إعجابه بالنهضة الثقافية والفنّية التي تشهدها السعودية: «المملكة أصبحت مركزاً إقليمياً وعالمياً للإبداع الفنّي والثقافي. مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، على سبيل المثال، يعكس رؤية طموحة ومشرقة للمستقبل، وأشعر بالفخر بما تحقّقه من إنجازات مُلهمة».

محمد سامي ليس مخرجاً فحسب، وإنما مُبتكر يعيد تعريف قواعد الدراما التلفزيونية، مُسلَّحاً برؤية متجدِّدة وجرأة فنّية. أعماله، من بينها «نعمة الأفوكاتو»، تُثبت أنّ التجديد والإبداع قادران على تغيير معايير النجاح وتحقيق صدى لا يُنسى.