الخمول البدني يزيد خطر الإصابة بأمراض مثل الخرف

الباحثون وجدوا أن عدم ممارسة التمارين الكافية قد تزيد فرصتك في الإصابة بارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)
الباحثون وجدوا أن عدم ممارسة التمارين الكافية قد تزيد فرصتك في الإصابة بارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)
TT
20

الخمول البدني يزيد خطر الإصابة بأمراض مثل الخرف

الباحثون وجدوا أن عدم ممارسة التمارين الكافية قد تزيد فرصتك في الإصابة بارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)
الباحثون وجدوا أن عدم ممارسة التمارين الكافية قد تزيد فرصتك في الإصابة بارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن عدم ممارسة الرياضة بشكل كافٍ قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض معينة بنسبة تصل إلى 8 في المائة.
وتزيد قلة أو عدم ممارسة الرياضة من خطر الإصابة بأمراض مثل الاكتئاب والخرف، وفقاً لتحليل الدراسة لبيانات من 168 دولة. ونشرت الدراسة أمس (الاثنين) في المجلة البريطانية للطب الرياضي، حسب شبكة «سي إن إن».
ويعرَف عدم النشاط البدني على أنه «عدم ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المتعدل أو 75 دقيقة من النشاط البدني القوي في الأسبوع»، وفقاً للتقرير.
ووجد الباحثون أنه إذا لم تمارس تمارين كافية، فقد تزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 1.6 في المائة، وبالخرف بنسبة 8.1 في المائة.
ولاحظت الدراسة أيضاً مستويات الدخل لكل منطقة (منخفضة أو متوسطة أو عالية)، ووجدت أنه مع زيادة الدخل، يزداد كذلك الخمول البدني.
وقال مؤلف الدراسة بيتر كاتزمارزيك، الأستاذ والمدير التنفيذي المشارك لعلوم السكان والصحة العامة في مركز «بنينغتون» للأبحاث الطبية الحيوية بجامعة ولاية لويزيانا، «هذا يمكن أن يُعزى إلى زيادة وسائل الراحة التي يمكن للناس الوصول إليها».
وأوضح كاتزمارزيك: «يرتفع الوصول إلى المركبات، وينخفض اللجوء إلى وسائل النقل النشطة، ويزداد الوصول إلى الأجهزة واستخدامها».
وقالت فيونا بول، رئيسة وحدة النشاط البدني في منظمة الصحة العالمية، التي لم تشارك في الدراسة، إن الناس أكثر عرضة لاستخدام المركبات للتنقل بدلاً من المشي أو ركوب الدراجات.
وأشارت إلى أن الحكومات بحاجة إلى الاستثمار في البنية التحتية، مثل مناطق المشي وركوب الدراجات، وكذلك الأماكن العامة المفتوحة حتى يتمكن الناس من الاستمتاع بالوجود في الخارج.

* طرق لزيادة مستوى نشاطك البدني
قالت دانا سانتاس، المساهمة في اللياقة البدنية في «سي إن إن»، إن الحفاظ على النشاط أمر مهم كي يتمكن جسمك من العمل بأقصى طاقته. وقارنت الفترات الطويلة من الخمول البدني بسيارة مركونة لأشهر، حيث تصبح غير قادرة على التحرك.
وأضافت سانتاس، وهي مدربة رياضية محترفة: «تماماً مثل تلك السيارة، يحتاج جسمك إلى الصيانة، التي تتضمن تشغيل المحرك بانتظام».
لزيادة مستوى نشاطك البدني، أوصت سانتاس بممارسة الرياضة لمدة 10 إلى 15 دقيقة يومياً. وقالت إن بعض الناس يعتقدون أنهم بحاجة إلى ممارسة التمارين لمدة ساعة، لكن الحقيقة هي أن 11 دقيقة فقط من النشاط البدني في اليوم قد تطيل من العمر.
كما أوصت أيضاً بتمارين بسيطة مثل القرفصاء، وتمارين الاندفاع والضغط - وكلها يمكن القيام بها دون الحاجة إلى صالة الألعاب الرياضية.
وقالت ستيفاني منصور التي تقدم برنامج «ستاب إت آب ويذ ستيف» على قناة «بي بي إس»، إن محاولة البقاء نشطاً خلال اليوم تعد فكرة جيدة. واقترحت ضبط المنبهات على هاتفك كل ساعة، أو ثلاث مرات في اليوم، كتذكير بالوقوف والتمدد.
وأثناء غسل أسنانك بالفرشاة مثلاً، أشارت منصور إلى أنه يمكنك بسهولة ممارسة بعض التمارين عن طريق أداء 10 قرفصاء. وقالت إن روتين التمدد في الصباح والمساء يمكن أن يساعد الناس أيضاً على زيادة مستوى نشاطهم.
وتابعت منصور: «النشاط والقيام بأشياء مثل المشي واستخدام العضلات وتحفيز قلوبنا من خلال التمارين، تعد أموراً مهمة تساعد أجسامنا على العمل بشكل مثالي».


مقالات ذات صلة

الكافيين وتعزيز اليقظة... كيف تحصل على أفضل النتائج؟

يوميات الشرق لا أدلة علمية على الاعتقاد بأن تأخير تناول الكافيين في الصباح لبضع ساعات يُساعد على تجنّب الإرهاق بعد الظهر (رويترز)

الكافيين وتعزيز اليقظة... كيف تحصل على أفضل النتائج؟

يتمتع كثير من الناس بعادات مُعقدة ترتبط بالكافيين، حيث لا يقتصر الأمر على امتلاكنا مجموعةً مُتنوعةً من المنتجات التي تحتوي على المادة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لا ينبغي للأطفال دون سن الثامنة تناول المشروبات المثلجة (إكس)

دراسة تحذر من شرب الأطفال المشروبات المثلجة... يؤدي إلى دخول المستشفى

أشارت دراسة جديدة نشرتها شبكة «سكاي نيوز»، إلى أنه لا ينبغي للأطفال دون سن الثامنة تناول المشروبات المثلجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يقلق الجميع من التعرض للتدهور المعرفي مع التقدم في السن (رويترز)

3 عادات يومية تحمي عقلك من التدهور

هناك بعض التعديلات والعادات اليومية التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي وتحسن صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات البروتين مفيدة أيضاً لكبار السن

ليس للرياضيين فحسب... ما هي أفضل المكملات الغذائية لنمو العضلات؟

مكملات البروتين ليست مخصصة فقط للشباب الذين يسعون لزيادة عضلاتهم في صالة الألعاب الرياضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي روبرت إف. كينيدي جونيور (رويترز)

وزير الصحة الأميركي: سيكون من الأفضل لو أُصيب الجميع بالحصبة

يبدو أن وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي، روبرت إف. كينيدي جونيور، قد أشار إلى أن الإصابة بالحصبة هي أفضل وسيلة للوقاية من المرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.