الحكومة المصرية تؤكد سعيها لـ«ضبط» منظومة العمران

عبر تطبيق إجراءات جديدة بشأن تراخيص البناء

TT

الحكومة المصرية تؤكد سعيها لـ«ضبط» منظومة العمران

في إطار جهود الحكومة المصرية لـ«تطبيق اشتراطات بنائية جديدة للتصدي للبناء العشوائي في البلاد»، أكد وزير التنمية المحلية المصري، محمود شعراوي، أن «الدولة المصرية تسعى للوصول لأفضل السبل لـ(ضبط) منظومة العمران بما يحقق مصلحة الوطن والمواطنين». وأشار إلى «عدم سعي الحكومة للإضرار بالمواطنين في هذا الملف المهم؛ لكنها تسعى للتسهيل والتيسير على المواطنين، وهو ما تم مراعاته في إجراءات التراخيص الجديدة، بما يهدف لإيجاد بيئة عمرانية وحضارية». وتواصل السلطات المصرية «جهودها لمواجهة البناء (غير المرخص) عبر تقنين الأوضاع والتصالح مع الدولة». وأعلن «مجلس الوزراء المصري» في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، «مد فترة التصالح في مخالفات البناء لمدة 3 أشهر، لتنتهي في نهاية مارس (آذار) الحالي». كانت الحكومة قد حددت في وقت سابق، نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، آخر موعد لتقديم طلبات التصالح في «مخالفات البناء»، لكنها مددت المهلة أكثر من مرة.
واجتمع شعراوي، أمس، مع مسؤولين بالمحافظات المصرية، الذين تم اختيارها تمهيداً للبدء في تطبيق منظومة التراخيص الجديدة والضوابط والاشتراطات التخطيطية والبنائية للمدن المصرية. واطمأن شعراوي خلال اللقاء على تفهم وإدراك كوادر الإدارة المحلية التي شاركت في الورش التدريبية، للتدريب على تطبيق المنظومة الجديدة للتراخيص، واستخدام البرنامج الجديد لاستخراج التراخيص»، مضيفاً أن «الحكومة تسعى لتطبيق الإجراءات والضوابط الجديدة بكل يسر عند البدء في تنفيذ المنظومة على أرض الواقع لضمان نجاحها، وعدم حدوث أي شكاوى أو مشاكل، وتوفير كافة الردود اللازمة للمواطنين على أي استفسارات تخص تراخيص البناء».
وتشدد الحكومة المصرية على «ضرورة تطبيق الاشتراطات البنائية الجديدة بكل دقة». وتؤكد الحكومة أن «الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتماماً كبيراً بمنظومة (ضبط البناء)». ودعا السيسي في أكثر من لقاء رسمي إلى «توقيف مخالفي البناء، للتقليل من ظاهرة البناء المخالف، والمساكن (العشوائية) في البلاد». وقبل أيام انهار عقار بمنطقة جسر السويس، شرق القاهرة، خلف قتلى وجرحى، وأرجعت مصادر مطلعة الانهيار إلى «مخالفات بنائية». فيما قرر رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، مساء أول من أمس، «تشكيل لجنة فنية تختص بمعاينة المباني، والمحلات، والورش، والمصانع بمنطقة جسر السويس بالقاهرة، والتأكد من السلامة الإنشائية للعمارات والمباني الكائنة بها وحالتها وتحديد مدى سلامتها». ووفق شعراوي، أمس، فإن «الفترة الماضية شهدت عدداً من اللقاءات والبرامج التدريبية للكوادر المشاركة في تنفيذ منظومة البناء الجديدة»، لافتاً إلى أنه «تم توزيع الأدوار والمهام على كافة الجهات المشاركة في عملية تنفيذ المنظومة، بحيث يكون لكل جهة دورها الذي تحدده المنظومة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.