«زي القمر» يعيد إلى الشاشة نجمات الدراما المصرية

الفنانة إلهام شاهين (إنستغرام) - الفنانة ليلى علوي تتصدر بوستر مسلسل «زي القمر» (إنستغرام)
الفنانة إلهام شاهين (إنستغرام) - الفنانة ليلى علوي تتصدر بوستر مسلسل «زي القمر» (إنستغرام)
TT

«زي القمر» يعيد إلى الشاشة نجمات الدراما المصرية

الفنانة إلهام شاهين (إنستغرام) - الفنانة ليلى علوي تتصدر بوستر مسلسل «زي القمر» (إنستغرام)
الفنانة إلهام شاهين (إنستغرام) - الفنانة ليلى علوي تتصدر بوستر مسلسل «زي القمر» (إنستغرام)

يعيد مسلسل «زي القمر» الذي يجري عرضه حالياً على إحدى القنوات المصرية والمكون من سبع قصص مختلفة، بعض نجمات الدراما المصرية إلى الشاشة بعد سنوات من الغياب، على غرار إلهام شاهين وليلى علوي، وتتكون كل حكاية من حكايات المسلسل التي تسلط الضوء على قضايا المرأة المصرية من خمس حكايات وينتهي عرضها قبيل انطلاق ماراثون شهر رمضان المقبل مباشرة.
وافتتحت حكاية «حتة مني» بطولة الفنانة إلهام شاهين، عرض المسلسل على الشاشة أخيراً، الذي يعيدها إليها مرة أخرى منذ تقديمها الجزء السادس من مسلسل «ليالي الحلمية» عام 2016، وتؤكد شاهين أنّ «مسلسلها الجديد يشبه الفيلم السينمائي في خصائصه وسرعته ويسلط الضوء على قضية مجتمعية تهم كل البيوت المصرية والعربية».
وتقول شاهين لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الدراما كانت وراء تغيير الكثير من المفاهيم الخاصة تجاه المرأة، وحتى الآن ما يزال الصناع ينشغلون بقضاياها وحقوقها وطرحها للرأي العام، بهدف مؤازرتها والوقوف بجانبها لمعرفة حقوقها وواجباتها»، لافتة إلى أنّ «هدفها الشخصي من وراء العمل هو مناصرة المرأة القوية وتقوية المرأة الضعيفة».
وفي الوقت الذي تجسد شاهين بطولة حكاية «حتة مني»، تلعب الفنانة السورية جومانا مراد بطولة حكاية «مش هنفرح بيكي»، كما تجسد ليلى علوي بطولة «ست الهوانم»، التي تعود بها مجدداً للدراما بعد غياب أكثر من خمس سنوات منذ تقديم مسلسل «هي ودافنشي».
وترى شاهين أن «الفنان يحرص بشكل لافت على تقديم فن هادف بعد تخطيه مرحلة النضج الفني، فالفن ليس للتسلية فقط وخصوصاً الدراما التلفزيونية فهي موجهة لجميع الفئات العمرية والمجتمعية وشاهدة على تغيير العقول ومؤثرة إذا قالت كلمتها بشكل سليم».
وتصف شاهين توجه المنتجين لإنتاج «الخماسيات» و«السباعيات» بـ«الرائع»، وتقول إنه «وفرّ على المنتج والفنان والمشاهد الوقت والمجهود. ومن وجهة نظري، فأنا أعتبر المسلسل القصير بمثابة فيلم سينمائي»، مشيرة إلى أنّ الأصل في «عدد الحلقات يرجع لتدفق خيال المؤلف، ولا يمكن تحديد رقم معين للحلقات وهنا يكمن الإبداع ومناقشة صلب القضية بعيداً عن المط والتطويل». لافتة إلى أنّ «المنتجين لجأوا إلى إنتاج المسلسلات المكونة من 30 حلقة للتماشي مع عدد أيام شهر رمضان».
وحسب نقاد فإنّ عودة الأسماء الكبيرة للدراما مجدداً، يعد إثراءً للساحة الفنية وتأكيداً على الموهبة التي لا تنضب، وتقول الناقدة الفنية ماجدة موريس لـ«الشرق الأوسط»: «عودة ليلى علوي وإلهام شاهين لتصدر عمل فني درامي أمر مهم، لأنّهما نجمتان ولهما جمهور عريض، بالإضافة إلى أنّ العودة كانت بخماسية، وهذا أمر جيد لطرح القضية من دون حدوث ملل للمشاهد».
وترى موريس أنّ عودة هاتين النجمتين بعمل يخص قضايا المرأة ومناصرتها، يتسم بالذكاء الشديد.
وتجسد شاهين معاناة مريضة سرطان ثدي، في حكاية «حتة مني» التي عُرضت على قناة CBC الأسبوع الماضي، مؤكدة أنّها «تخيلت نفسها في هذا الموقف الذي تتعرض له (حياة) في المسلسل، فهي شخصية لا تشعر بأي أعراض وغير مهتمة بصحتها ولا تشعر بأي تعب وترفض الذهاب للكشف الدوري وبالتالي تشعر بأنّها سليمة». لافتة إلى أنّ رسالة الحكاية الأساسية هي أهمية الكشف الدوري بعد سن الـ45.
حكاية «حتة مني» سيناريو وحوار شهيرة سلام، وإخراج حسام علي، وبطولة إلهام شاهين، وأحمد وفيق، وإيناس كامل، ونهال عنبر، وسارة الشامي، وحنان سليمان، ومن إنتاج مها سليم بشراكة مع المتحدة للخدمات الإعلامية، ويقدم في حكايات كل حكاية من خمس حلقات بأبطال ومؤلفين ومخرجين مختلفين.



رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

الراحل عبد الله العلي النعيم عمل مديراً لمعهد المعلمين في الرياض

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

شركة الغاز والتصنيع الأهلية تعد إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض