2.7 مليون يورو غرامة لمنتجة «عقار الموت»

دواء «سيرفييه» الفرنسية تسبب بوفاة 3 آلاف امرأة

عقار ميدياتور
عقار ميدياتور
TT

2.7 مليون يورو غرامة لمنتجة «عقار الموت»

عقار ميدياتور
عقار ميدياتور

بعد 10 سنوات من انطلاق ما عرف بـ«فضيحة ميدياتور»، أصدرت محكمة باريس، أمس، قرارها ضد مختبرات «سيرفييه» ووكالة الدواء الفرنسية. وأقرت المحكمة بأنّ عقار «ميدياتور»، الذي تنتجه الشركة كان وراء وفاة نحو من 3 آلاف امرأة بقصور في عمل القلب. وجاء في حيثيات القرار أنّ الشركة ارتكبت خدعة مشددة، وأخفت الآثار الجانبية الخطيرة للعقار الذي كان يسوّق باعتباره يعالج السكري بينما استخدمته 5 ملايين امرأة ككابح للشهية يساعد في فقدان الوزن.
وقضت المحكمة بتغريم الشركة 2.7 مليون يورو، في حين برأتها من تهمة الاحتيال. وقالت رئيسة المحكمة القاضية سيلفي دوني، إنّ المسؤولين في مختبرات «سيرفييه» أدركوا منذ سنوات عديدة المخاطر الناجمة عن هذا العقار لكنّهم لم يتخذوا الإجراءات اللازمة وبهذا خدعوا المستهلكات. وأضافت أنّ المختبرات أضعفت الثقة في النظام الصحي الفرنسي.
وكان مؤسس الشركة، القطب الصناعي القوي جاك سيرفييه، قد توفي في عام 2014 قبل البت في القضية. وبهذا فإن المحكمة قضت بحبس مساعده وذراعه اليمنى جان فيليب سيتا، لمدة 4 سنوات مع وقف التنفيذ. أما الوكالة الفرنسية للدواء فقد نالت حكماً بدفع غرامة قدرها 303 آلاف يورو.
ورغم أنّ الغرامات التي تصدرها المحاكم الفرنسية في مثل هذه القضايا تعتبر شديدة الخفة بالقياس مع قضايا مماثلة في الولايات المتحدة الأميركية، فإنّ الصحافة المحلية وصفت المحكمة بأنّها «غير عادية». وقد حضر جلسة النطق بالحكم عدد قليل من ممثلي الادعاء من مجموع 6500 جهة أدعت بالحق العام وتوقعت سماع حكم نموذجي. وكانت هذه الجهات قد طالبت بما مجموعه مليار يورو كتعويضات لأهالي الضحايا. لكنّ النيابة حددت المبلغ بـ9 ملايين يورو، وهو أقصى ما يمكن لها المطالبة به وفق لوائح القانون. وسخر المحامي جان كريستوف كوربي من هذا الرقم قائلاً إنّه يعادل حصيلة 6 ساعات فقط من عائدات مختبرات «سيرفييه» العملاقة. وترافع كوربي، وهو متخصص في الأضرار الطبية، عن 2600 من المتوفيات أو المتضررات ضرراً جسيماً من العقار.
وكانت أولى جلسات التقاضي قد بدأت في صيف 2019 وانتهت في صيف العام الماضي. وهي قد استغرقت 517 ساعة وجرت في سياق هادئ وركزت على سؤال محوري هو: كيف واصل الأطباء وصف عقار «ميدياتور» طوال 33 عاماً رغم التحذيرات المتواصلة من خطورته؟ وسُحب العقار من الصيدليات في 2009.


مقالات ذات صلة

دراسة: الروبوت يتفوق على البشر في جراحات الكبد المعقدة

صحتك جراحة بواسطة الروبوت (غيتي)

دراسة: الروبوت يتفوق على البشر في جراحات الكبد المعقدة

أشارت دراسة جديدة إلى أن جراحات الكبد المعقدة قد يكون من الأفضل إجراؤها بطريق الإنسان الآلي (الروبوت).

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الأمير فيصل بن مشعل في صورة تذكارية مع المشاركين من أنحاء العالم (إمارة القصيم)

أمير القصيم: السعودية حاضنة للعلم والمعرفة

قال الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، إن «السعودية، بفضل رؤيتها الطموح، أصبحت حاضنة للعلم والمعرفة».

«الشرق الأوسط» (بريدة)
صحتك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعاني 3.8 % من سكان العالم من الاكتئاب ما يؤثر على نحو 280 مليون شخص (رويترز)

اكتشاف المئات من عوامل الخطر الوراثي المسببة للاكتئاب

حددت دراسة عالمية 300 عامل خطر جيني غير معروفة سابقاً للاكتئاب لأنها شملت عينة سكانية واسعة جداً، ما يوسّع فهم العلم لمسببات الاكتئاب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام

الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل أكثر من 3000 عام

حضارة وادي الرافدين تزخر بإنجازاتها في الطب والعلاج

د. عميد خالد عبد الحميد (الرياض)
صحتك ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)

الإعداد لأكبر دراسة بروتينية ستحدث ثورة في اختبارات السرطان والخرف

ستنطلق أكبر دراسة في العالم للبروتينات التي تدور في جسم الإنسان في بريطانيا هذا الشهر، في مشروع قد يُحدث ثورة في اكتشاف الأمراض.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.