أساليب تقنية متطورة لاتباع الحمية الغذائية ومراقبة المأكولات

ساعات ونظارات ذكية وأجهزة استشعار تتعرف على مكونات الأغذية

أساليب تقنية متطورة لاتباع الحمية الغذائية ومراقبة المأكولات
TT

أساليب تقنية متطورة لاتباع الحمية الغذائية ومراقبة المأكولات

أساليب تقنية متطورة لاتباع الحمية الغذائية ومراقبة المأكولات

في المستقبل سيكون حساب السعرات الحرارية وفقدان الوزن سهلا وبسيطا كسهولة تحديد الوقت، ذلك استنادا إلى الخبير الصناعي تم فرينهويف الذي أسهب في شرح توقعاته عن مستقبل الحمية واتباع نظام غذائي معين. فاعتمادا على التوجهات النامية الخاصة باللياقة البدنية، وتقنية فقدان الوزن، يتوقع فرينهويف أن تقوم الساعات الذكية قريبا بتعقب السعرات الحرارية ومراقبتها، في حين تقوم المرايا الذكية بالكشف عن كيفية النظر إلى الوزن الذي تصبو إليه، فضلا عن قيام عربات الترولي في متاجر بيع الطعام والمواد الغذائية بالتبليغ عن المأكولات غير الصحية.
وبتسمية هذه الأمور «دايت ووتش»، يعتقد فرينهويف المدير الإداري لشركة تقنيات الحميات الغذائية «نيوترا تيك»، أن النماذج المستقبلية من الساعات الذكية، بما فيها ساعة «أبل»، ستقوم أوتوماتيكيا بمراقبة السعرات الحرارية طوال اليوم.

* مراقبة غذائية
وعن طريق النظر إلى ساعات الرسغ، سيتمكن متابعو الحمية الغذائية، معرفة السعرات الحرارية المتبقية لهم من اليوم، وبالتالي الالتزام بالهدف الموضوع لخسارة الوزن. وسيكون بمقدور هذه الساعات أيضا إرسال رسائل تحفيزية في الأوقات المهمة من اليوم، عندما يكون لابسوها على وشك تناول وجبات خفيفة، فضلا عن أنها مزودة بكاميرا مبيتة فيها، يمكنها مسح الرموز الشريطية (الباركود) الموجودة على السلع الغذائية.
وثمة سلع أخرى موجودة سلفا تقوم بمهام مشابهة، بما فيها تطبيق «ماي فريند بال» الذي يتزامن مع جهاز «وذينغس بالص أو2». وتشير الساعة إلى الوقت، والخطوات المتخذة، والسعرات الحرارية المستهلكة، ومعدل نبضات القلب.
من ناحية أخرى قد تثبت «نظارة غوغل» أنها الأداة المثالية بالنسبة إلى متابعي الحمية الغذائية، فعن طريق ماسح الرموز الشريطية المبيت فيها الذي يلتقط هذه الرموز الموضوعة على المواد الغذائية التي ستشتريها، والتي على وشك أن تستهلكها، يجري أوتوماتيكيا حساب السعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم.
كذلك فإن عروات التعرف بواسطة الترددات اللاسلكية RFID الموضوعة على المواد والوجبات الغذائية، من شأنها كشف السعرات الحرارية الإجمالية التي تتضمنها، في حين يقوم هوائي موجود في خزانة، أو ثلاجة موصولة، تبيان عدد السعرات الحرارية التي تتضمنها أيضا، بغية جعلك تتخذ الخيار الأفضل.

* تقنيات طريفة
ولعل أطرف الأمور هنا هو تمرير كاميرا الهاتف على لائحة الطعام في المطعم الجالس فيه، لتقوم بعرض كل البيانات الغذائية للأطباق على شاشته. ثم هناك في الحمام مرآة بطول الجسم، مع شاشة خلفها تظهر شكل الجسم في هيئته الحاضرة. ولدى كبس زر محدد، تكشفه كما سيبدو لدى تحقيق هدفك في إنقاص الوزن. كما يمكنها تقديم بيانات وإحصاءات تظهر عدد السعرات الحرارية التي تحتاجها لتحقيق هذا الهدف.
وبالنسبة إلى متاجر السوبر ماركت المستقبلية، ستكون عربات الترولي مجهزة بماسحات للرموز الشريطية وبعروات، أو بطاقات RFID يمكنها حساب السعرات الإجمالية، ومحتويات السكر والدهونات لمشترياتك وأنت تتبضع، كما قد تنبهك أيضا إلى الاختيارات غير الصحية، أو غير المناسبة لك. وقد زود جهاز «ماي فيتنيس بال» بماسح للرموز مبيت فيه، يقوم بتعداد السعرات الحرارية، والمحتويات الدهنية والسكرية والبروتينية والكاربوهيدرات في الطعام، وبالتالي تعديل الهدف، وفقا إلى النشاط المبذول عن طريق «وذينغس بلص أو2» وغيرها من الأجهزة الموصولة الأخرى.
وعلى النمط ذاته تعتبر أداة المراقبة «فيتسمارت» من «أديداس» فريدة نوعها، لأنها تقيس معدل ضربات القلب التي تستجيب إلى النشاط الجسماني، ومن ثم توجه مستخدمها إلى النشاط الجسماني الصحيح للحصول على أفضل النتائج، بما في ذلك فقدان الوزن.
وبالعودة إلى الحديث عن أجهزة مسح الرموز، يقول فرينهويف إن النظارات الذكية قد تثبت أنها أفضل أداة بالنسبة إلى متابعي نظام الحمية الغذائية على صعيد التقاط الرموز ومراقبة استهلاك السعرات الحرارية. ويمكنها حتى الكشف على سعرات وصفات الطعام، بينما يقوم الذي يضعها على عينيه بمطالعة كتب الطهي.
والأكثر من كل ذلك، سيكون بمقدور قارئة RFID الموجودة في الخزانة، أو الثلاجة، عرض قراءة المحتويات على شاشة الهاتف الذكي، أو الجهاز اللوحي. كذلك سيشير النظام هذا إلى تاريخ نفاذ صلاحية الطعام، وموعد استهلاكه الأقصى، لدى عرضه تذكيرا بلائحة المشتريات الجديدة، لئلا يحصل هنالك نقص بالضروريات. ويمكن ضبط عربات الترولي هذه وفقا لفقدان الوزن المنشود، ومحتويات السكريات والدهنيات المنخفضة، أو وفقا إلى نمط الشراء العادي، بغية تحذير الشاري من المنتجات الرديئة، أو غير الصحية.
وتعمل جامعة بكين من جهة أخرى في هذه المجالات أيضا، عندما أنتجت رقعا أصغر من أظفر الأصبع، تحتوي كل منها على هلام مصنوع من مزيج من المعادن والمواد الكيميائية، بما فيها أجزاء ميكروسكوبية من الذهب، ومركبات الفضة، وفيتامين «سي». ويبدأ لون الهلام أحمر، قبل أن يتغير مع الوقت مع تفاعل المزيج مع بعضه البعض. ومعدل تغير اللون هذا يقابل سرعة تطور تسمم الطعام بفعل جرثومة «إي كولاي» القولونية، مع تغير درجات الحرارة. ولدى تحول اللون إلى الأخضر، فهذا يعني أن البكتريا قد نمت الى درجة تقتضي التخلص من الحليب في الثلاجة مثلا.



«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية
TT

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

​يبدو أن مركب «البنزول» المسمَّى أيضاً «البنزول الحلقي» ظهر في كل مكان خلال السنوات الأخيرة.

معقِّمات بمواد مسرطنة

أولاً، كانت معقمات اليدين التي تحتوي على «مستويات غير مقبولة» من هذه المادة المسرطنة. ثم كانت هناك عمليات سحب من السوق لرذاذات القدم المضادة للفطريات، إضافة إلى ظهور تقارير مثيرة للقلق عن وجوده في مزيلات العرق والشامبو الجاف وكريمات الوقاية من الشمس الملوثة، كما كتب كنفول شيخ، وجانا مانديل*.

وأدت بعض هذه النتائج إلى ظهور عناوين الأخبار المذعورة، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ حذَّر المؤثرون في مجال العافية - على «تيك توك» - الناس من التوقف عن ارتداء واقيات الشمس. وذهب أحد الأطباء على المنصة إلى مقارنة استخدام الشامبو الجاف المنتج بمادة البنزول بعملية التدخين. كما تم رفع كثير من الدعاوى القضائية الجماعية بشأن تأثيراته.

رُصد البنزول في واقيات الشمس

«تسلل» البنزول الطبيعي

يوجد «البنزول» (Benzene)، بشكل طبيعي في النفط الخام. ولا يضاف عمداً إلى هذه المنتجات؛ بل إنه يُستخدم لتصنيع المواد الكيميائية، مثل الأصباغ والمنظفات والدهانات والبلاستيك. وقد ينتهي به الأمر إلى التسلل إلى منتجات العناية الشخصية، عندما لا تتم تنقية المواد الكيميائية التي يوجد البنزول فيها بشكل كافٍ، أو عندما تتفاعل بعض المكونات النشطة في المنتجات بعضها مع بعض أو تتحلل.

لا توجد بيانات حتى الآن تشير إلى أن المستويات المنخفضة من التعرض للبنزول من منتجات العناية الشخصية تحمل مخاطر صحية كبيرة. وحذَّر بعض الخبراء من أن كثيراً من النتائج الأكثر إثارة للقلق حول البنزول، جاءت من مختبر واحد تعرّض لانتقادات؛ لانحرافه عن طرق الاختبار القياسية.

ومع ذلك؛ ونظراً لارتباط مستويات عالية من التعرض للبنزول بالسرطان، يقول الخبراء إنه من الجدير إلقاء نظرة فاحصة على الشامبو الجاف وواقي الشمس، وغيرهما.

ويشعر الباحثون بالقلق من أن المكونات التي تساعد المستحضرات الواقية من الشمس على الذوبان في الجلد، قد تسرّع من امتصاص الجسم له.

تنشُّق البنزول

نظراً لأن البنزول يمكن أن يتبخر بسهولة؛ فقد يستنشق الأشخاص أيضاً بعض المواد الكيميائية أثناء وضع المنتج موضعياً، ما يعني أنهم قد يتعرّضون له من خلال الطريقتين كلتيهما، كما قال لوبينغ تشانغ، عالم السموم في جامعة كاليفورنيا، بيركلي. لكن حقيقة تبخره بسرعة تشير إلى أن التعرُّض الجلدي ليس مصدر قلق كبيراً مثل تعرض العمال للبنزول بانتظام في الهواء.

أبحاث محدودة

ولا تشير الأبحاث المحدودة حول هذا الأمر حتى الآن إلى أي خطر كبير. في إحدى الدراسات، فحصت مجموعة من الباحثين الأكاديميين بيانات من أكثر من 27 ألف شخص استخدموا كريمات طبية تحتوي على «بيروكسيد البنزويل» (benzoyl peroxide) الذي يعمل مطهِّراً. وعندما قارنوها ببيانات من مرضى لم يتعرضوا لبيروكسيد البنزويل، لم يجد الباحثون أي خطر متزايد للإصابة بالسرطان المرتبط بالبنزول بين أولئك الذين يستخدمون الكريمات.

ومع ذلك، قال بعض الخبراء إنهم قلقون بشأن هذه التعرضات المحتملة؛ نظراً لأن هذه المنتجات يتم استخدامها مباشرة على الجسم – يومياً عادةً - وفي أماكن صغيرة سيئة التهوية، مثل الحمامات.

ارتفاع مستويات البنزول في الجسم

وفي حين تظهر الدراسات الاستقصائية الأميركية أن مستويات البنزول في الهواء قد انخفضت - بفضل القيود الأكثر صرامة على البنزول - فقد زادت مستويات البنزول في عيّنات البول من الأميركيين في العقود الأخيرة. في الوقت نفسه، وجد العلماء أن مزيداً من المنتجات قد تحتوي على البنزول، بما في ذلك الحفاضات والمناديل التي تستخدم لمرة واحدة، والسدادات القطنية، والفوط الصحية.

وقالت إمي زوتا، الأستاذة المساعدة في علوم الصحة البيئية في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، إن اكتشاف البنزول في هذه المنتجات يسلّط الضوء على الفجوات في الرقابة التنظيمية على سلامة منتجات العناية الشخصية. وأضافت أن كثيراً من اختبارات سلامة المنتجات طوعية: «لذا؛ فإن الصناعة تضع معاييرها الخاصة».

تلوث منتجات العناية بالبنزول

كان كثير من الاهتمام حول التلوث بالبنزول في منتجات العناية الشخصية مدفوعاً بشركة اختبار مخدرات صغيرة، مقرّها في نيوهافن بولاية كونيتيكت. فقد أفادت شركة «فاليشور» (Valisure)، بالعثور على تلوث بالبنزول في معقمات اليدين، وبخاخات الجسم، وكريمات الوقاية من الشمس، والشامبو الجاف، وأدوية حب الشباب التي تحتوي على بيروكسيد البنزويل. وانتشرت بعض هذه النتائج على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، مثل «تيك توك» و«تروث سوشيال».

لكن بعض العلماء شكّكوا في منهجية شركة «فاليشور»، زاعمين أن بروتوكول الاختبار الخاص بها ينطوي في كثير من الأحيان على تسخين المنتجات إلى درجات حرارة تتجاوز درجات الحرارة التي قد تصل إليها في الحياة العادية؛ وهو ما قد يؤدي إلى تسريع تحلل المكونات، ويشير إلى خطر أعلى للتعرّض للبنزين مما قد يواجهه المستهلكون بالفعل.

أدلة تاريخية حول «سرطان البنزول»

ينظر كثير من الأبحاث حول البنزول بشكل خاص - حتى الآن - إلى التعرّض المنتظم لمستويات عالية من المادة الكيميائية في البيئات المهنية.

تأتي الأدلة على أن البنزول قد يسبب السرطان لدى البشر، من ملاحظات العمال في الصناعات الدوائية والبترولية التي تعود إلى عشرينات القرن العشرين. في عام 1987، قالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، إن هناك «أدلة كافية» على أن البنزول مسبب للسرطان لدى البشر والحيوانات. واليوم، تتفق منظمة الصحة العالمية، ووكالة حماية البيئة الأميركية، وبرنامج علم السموم الوطني الأميركي، على أن البنزول يمكن أن يسبب السرطان، وخصوصاً سرطان الدم.

هناك أيضاً أدلة على أن استنشاق مستويات عالية من البنزول لفترات طويلة من الزمن يرتبط بسرطانات الدم الأخرى، وسرطان الرئة، فضلاً عن فقر الدم، وانخفاض القدرة على محاربة العدوى، وعدم انتظام الدورة الشهرية.

توصيات دولية

يوصي مسؤولو السلامة المهنية في جميع أنحاء العالم عموماً، بأن يقتصر التعرض في مكان العمل على جزء واحد من البنزول لكل مليون جزء من الهواء، أو جزء واحد في المليون على مدار يوم عمل مدته 8 ساعات.

ويتعرض كثير منا للبنزول أيضاً - من خلال انبعاثات المركبات ودخان السجائر ومواقد الغاز - ولكن بمستويات أقل بكثير.

وقد قدَّرت إحدى الدراسات أن التعرض البيئي للشخص العادي ينبغي أن يكون أقل من 0.015 جزء في المليون في اليوم، أو أقل بنحو مائة مرة من الحد المهني المذكور أعلاه.

خطوات لتقليل التعرض للبنزول

أظهرت حفنة من الدراسات المختبرية أن كمية معينة من البنزول على الأقل يمكن أن تخترق حاجز الجلد.

أكد الخبراء أنه لا داعي للذعر بشأن البنزول في منتجات العناية الشخصية؛ لكن اقترح كثير منهم التأكد من تخزين هذه العناصر بشكل صحيح لتجنب تحللها.

وفيما يلي بعض الخطوات البسيطة لتقليل تعرضك:

- واقي الشمس: لم يقترح أي من الخبراء الذين تمت مقابلتهم التخلص من واقي الشمس خوفاً من البنزول. حتى في الاختبارات التي أجرتها شركة «فاليشور»، لم يكن لدى غالبية واقيات الشمس مستويات يمكن اكتشافها. وقال تشانغ: «فوائد واقيات الشمس معروفة جيداً». ولكن إذا كنت تريد أن تكون حذراً، فيجب عليك تجنب تخزين واقي الشمس في سيارتك، والابتعاد عن الهباء الجوي. فكثير من المنتجات التي وُجد أنها تحتوي على البنزول هي عبارة عن رشاشات للرذاذ.

- الشامبو الجاف: إذا كنت قلقاً بشأن التعرض المحتمل للبنزين، فحاول التبديل إلى الشامبو الجاف الذي يأتي في تركيبات مسحوقة بدلاً من منتجات مرشاشات الرذاذ.

- كريمات حب الشباب: إذا كنت ترغب في الاستمرار في استخدام منتجات بيروكسيد البنزويل، فخزِّنها في مكان بارد ومظلم، مثل خِزانة أو ثلاجة، فسيساعد ذلك في بقاء مكوناتها مستقرة لفترة أطول. يمكنك أيضاً التحدث مع طبيب حول بدائل بيروكسيد البنزويل التي قد تناسبك. ويجب عليك دائماً التحقق من منتجاتك من خلال قائمة إدارة الغذاء والدواء القابلة للبحث للمنتجات التي تم سحبها من الأسواق، وتنبيهات السلامة.

* خدمة «نيويورك تايمز»