تصاعد الخلاف بين «أسترازينيكا» والاتحاد الأوروبي

إعطاء أكثر من 528 مليون جرعة لقاح حول العالم

لقاح «أسترازينيكا» البريطاني (أ.ف.ب)
لقاح «أسترازينيكا» البريطاني (أ.ف.ب)
TT

تصاعد الخلاف بين «أسترازينيكا» والاتحاد الأوروبي

لقاح «أسترازينيكا» البريطاني (أ.ف.ب)
لقاح «أسترازينيكا» البريطاني (أ.ف.ب)

تصاعد أمس الخلاف الدائر منذ أسابيع بين الاتحاد الأوروبي وشركة «أسترازينيكا» التي تنتج لقاحاً مضاداً لفيروس «كورونا»، وذلك عندما أعلن مفوض الاتحاد المسؤول عن حملة التطعيمات، تييري بريتون، أن دول التكتل ستمنع تصدير لقاح «أسترازينيكا» في حال لم تفِ الشركة بتسليم الجرعات التي جرى شراؤها في أوروبا، في الوقت المحدد.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن بريتون قوله أمس إن «كل ما يتم إنتاجه (من لقاح) على أراض أوروبية يجب أن يتم توزيعه على الأوروبيين، ما دامت شركة (أسترازينيكا) لم تفِ بالتزاماتها»، مضيفاً أنه «إذا كان هناك فائض، فسيتم إرساله إلى دول أخرى».
وأوضح بريتون أن «أسترازينيكا»؛ وهي شركة بريطانية - سويدية، كانت قد تعهدت بتقديم 70 مليون جرعة إلى الاتحاد الأوروبي في الربع الأول من العام الحالي، ولم تقدم حتى الآن سوى 30 في المائة من التزامها تجاه الاتحاد الأوروبي، بينما قدمت مائة في المائة من التزامها تجاه المملكة المتحدة.
وأضاف بريتون أن الاتحاد الأوروبي، في المقابل، التزم بتصدير 40 في المائة من إنتاجه؛ أي نحو 20 مليون جرعة، إلى المملكة المتحدة.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس «كورونا» في أنحاء العالم تجاوز 7.‏126 مليون حتى يوم أمس (الأحد)، فيما تجاوز عدد جرعات اللقاحات التي جرى إعطاؤها حول العالم 528 مليون جرعة. وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 126 مليوناً و726 ألف حالة. كما أظهرت البيانات أن عدد المتعافين يقترب من 7.‏71 مليوناً، فيما تجاوز إجمالي الوفيات المليونين و777 ألف حالة.
وفيما يتعلق بإعطاء اللقاحات، أظهرت البيانات المجمعة لوكالة «بلومبرغ» للأنباء أنه جرى إعطاء أكثر من 528 مليون جرعة من اللقاحات المضادة
للفيروس حول العالم. وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات؛ تليها البرازيل، ثم الهند، وفرنسا، وروسيا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وإسبانيا، وتركيا، وألمانيا، وكولومبيا، والأرجنتين، والمكسيك، وبولندا، وإيران.
كما تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيل والمكسيك والهند والمملكة المتحدة وإيطاليا وروسيا وفرنسا. وتتصدر الولايات المتحدة كذلك دول العالم من حيث عدد الجرعات التي جرى إعطاؤها، تليها الصين، ثم الاتحاد الأوروبي ثم الهند والمملكة المتحدة والبرازيل وتركيا وروسيا. ولا يعكس عدد الجرعات التي جرى إعطاؤها نسبة الملقّحين بين السكان بالنظر لتباين الدول من حيث عدد السكان.
يذكر أن هناك عدداً من الجهات التي توفر بيانات مجمعة لإصابات «كورونا» حول العالم، وقد يكون بينها بعض الاختلافات.
وكان نحو 180 دولة، من أصل 193 تنتمي إلى الأمم المتحدة، قد أعلنت يوم الجمعة التزامها بضمان توزيع منصف للقاحات المضادة لفيروس «كورونا»، وفق ما ذكرت الأمم المتحدة. وقال الإعلان السياسي الذي جاء بمبادرة من لبنان: «نشعر بقلق عميق أنه رغم الاتفاقات الدولية والمبادرات والإعلانات العامة، فإن توزيع لقاحات (كوفيد19) لا يزال غير منصف في جميع أنحاء العالم؛ سواء بين البلدان أم داخلها».
ومع الإشارة إلى أن العديد من البلدان لم تتمكن حتى الآن من الحصول على أي لقاحات، أكد الموقعون على الإعلان في اجتماع للجمعية العامة على «الحاجة إلى تضامن دولي وتعاون متعدد الأطراف لزيادة إنتاج اللقاحات وتوزيعها على المستويين الإقليمي والعالمي». وعدّ نص الإعلان أن مبادرة «كوفاكس» التي تدعمها الأمم المتحدة لمساعدة الدول الفقيرة في الحصول على اللقاحات هي «الآلية المناسبة» لضمان «حصول الجميع عليها بشكل منصف». وأضاف أن الموقعين يشجعون بشكل مستمر على «مزيد من تشارك جرعات اللقاحات بين البلدان القادرة على القيام بذلك وتلك المنخفضة ومتوسطة الدخل والبلدان الأخرى الفقيرة».
ولم تحظ الوثيقة بحلول الجمعة بدعم مجموعة من الدول؛ من بينها كوريا الشمالية وبورما وبنين وبوروندي وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وسوريا وسيشل. كما أن دولتي الفاتيكان وفلسطين، وهما تحملان صفة مراقب في الأمم المتحدة، لم توقعا حتى الآن على الإعلان.



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.