وجه عدد من النواب اليهود في الكونغرس الأميركي وقيادة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة وتنظيمات يهودية مختلفة، رسالة تحذير إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعرب فيها عن القلق من نيته تشكيل حكومة تضم عناصر يمينية متطرفة، تتخذ العنصرية نهجاً مركزياً في عملها وخطابها السياسي.
وقال مصدر مقرب من هذه التنظيمات، إن التحذيرات لم تأت من «إيباك»، منظمة اللوبي الإسرائيلي الرسمي بشكل مباشر، ولكنها جاءت من عناصر فاعلة في الساحة السياسية وبينهم مجموعة قادة في «إيباك» أيضاً، رأوا أن التحالف الذي سعى نتنياهو بشكل شخصي لتجميعه في قائمة «الصهيونية الدينية» بزعامة بتسلئيل سموترتش، ويضم حزب «عوتصما ليسرائيل» (جبروت إسرائيل)، وهو الحزب المتحدر من حزب «كهانا» الإرهابي المحظور، وسعى لنجاحه في الانتخابات، علامة خطيرة في التاريخ الإسرائيلي. فهذا الحزب يدعو جهاراً لتفريغ إسرائيل من العرب ومن سائر الفلسطينيين. ويهدد المواقع الدينية للمسلمين والمسيحيين الفلسطينيين، وينفذ اعتداءات إرهابية على فلسطينيين. وأضاف المصدر: «وجوده في الحكومة الإسرائيلية يخلق مشكلة كبيرة لليهود الأميركيين الذين يناصرون إسرائيل، ويقدمون لها الدعم في الولايات المتحدة».
وقال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي من ولاية تنسي، ستيف كوهن، إنه قلق بشكل خاص من وجود حزب عنصري في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، وتأثير ذلك على الحياة السياسية في إسرائيل. وأضاف: «نحن في عصر نحتاج فيه إلى صوت العقل والاعتدال وليس إلى صوت التطرف والعنصرية. نحن بحاجة إلى أمثال إسحق رابين، الجنرال الذي أنجز السلام، وليس مئير كهانا، المدني الذي يلغي الطرف الآخر». وقالت السيناتور جين شكوافسكي، «لا يجوز أن تنضم للائتلاف الحكومي أي عناصر إرهاب وعنصرية».
من جهته، قال الحاخام ريك جايكوبس، رئيس اتحاد اليهود الإصلاحيين، إن حزب «كهانا» الجديد يهدد سلطة القضاء في إسرائيل، ويهدد أركان الديمقراطية في إسرائيل، مضيفاً: «أنا أومن بالتعددية الفكرية وأرى فيها أمراً حيوياً، ولكن في هذه الحالة نحن نتحدث عن حزب يدعو لهدم الديمقراطية، ودخوله إلى الحكومة يشكل طعنة في صدر اليهود الأميركيين. وضمه إلى الائتلاف الحكومي، يشكل وضعاً محرجاً ليهود الولايات المتحدة. فنحن لسنا متفرجين على إسرائيل، ومن واجبنا أن نحذر من تحويلها إلى ديكتاتورية عنصرية».
وأصدرت منظمة «تروعا» (صوت رجال الدين اليهود أنصار حقوق الإنسان)، بياناً قالت فيه إنها «تشعر بخيبة أمل، فد كانت تعتقد أن الجهاز الديمقراطي الإسرائيلي، محصن بما يكفي لمنع (قائمة الصهيونية الدينية) من خوض الانتخابات، فهو تجمع غير ديمقراطي ويهدد أركان الديمقراطية ويمس بالقيم الإنسانية. وأن المنظمة عندما ترى أن هناك سياسيين معنيين بضمها إلى الحكومة تعده أمراً خطيراً حقاً». ولمح البيان إلى احتمال اتخاذ إجراءات عقابية مالية على الأحزاب التي تدعم دخول هؤلاء المتطرفين إلى الحكومة، بقوله: «كنا منعنا في الماضي تسريب أموال إلى التنظيمات الكهانية، وتوجهنا حتى إلى مصلحة الضرائب وأبلغناها عن التبرعات التي تعطيها بعض الشركات والمؤسسات لهذه القوى، وتسببنا في وقف الدعم لها».
يهود أميركا يحذرون نتنياهو من ضم «كهانا» لحكومته
يهود أميركا يحذرون نتنياهو من ضم «كهانا» لحكومته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة