حكومة تونس تؤكد على الحياد في النزاع الليبي

الجيش الليبي: ميليشيا «فجر ليبيا» تبتز تونس

حكومة تونس تؤكد على الحياد في النزاع الليبي
TT

حكومة تونس تؤكد على الحياد في النزاع الليبي

حكومة تونس تؤكد على الحياد في النزاع الليبي

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التونسية، المختار الشواشي، أن تونس تقف على المسافة نفسها إزاء جميع الأطراف المتصارعة في ليبيا، وذلك ردا على تقارير حول وجود ضغوط سياسية من الجانب الليبي ترتبط بأزمة الرسوم في المعابر بين البلدين.
وقال الشواشي، اليوم (الجمعة)، إن «الأزمة المتصاعدة في الجنوب التونسي ترتبط أساسا بالرسوم المفروضة على حركة المسافرين من البلدين». وأوضح الشواشي أن «التأثيرات المباشرة للرسوم كانت أشد على التونسيين، لأن الجانب الليبي فرض إتاوة مضاعفة مقارنة بالإتاوة التونسية».
وتعيش تونس على وقع احتجاجات اجتماعية أوقعت قتيلا وعددا من المصابين في مدن بالجنوب على مقربة من معبري رأس جدير والذهيبة مع ليبيا بسبب رسوم أقرتها الحكومة التونسية المتخلية على الأجانب المغادرين للتراب التونسي، مما دفع الجانب الليبي إلى المعاملة بالمثل.
ويقول السكان بتلك الجهات إن «الرسوم أضرت بالتجارة البينية مع ليبيا وبالأنشطة اليومية في تهريب البنزين والتجارة الموازية وهي مصدر رزق غالبية السكان القريبين من المعابر».
ولا يزال الآلاف من التونسيين يعملون في ليبيا بينما يعيش في تونس أكثر من مليون ليبي فروا من الحرب في بلدهم ويتمتعون باستهلاك المواد المدعمة من الحكومة.
وقال مسؤولون في الحكومة التونسية إنه «يجري التفاوض مع الجانب الليبي حول إمكانية مراجعة أو إلغاء الرسوم على المسافرين بين البلدين».
ولمح سياسيون في تونس إلى أن الوفد الليبي المفاوض طلب من الحكومة التونسية الاعتراف بحكومة المؤتمر العام الليبي المنتهية ولايته.
ونقلت صحيفة تونسية اليوم عن المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، قوله إن «المجموعات التي تسيطر على معبري الذهيبة ورأس الجدير من الجانب الليبي تابعة لميليشيا (فجر ليبيا) وهي تحاول ابتزاز الحكومة التونسية لإجبارها على الاعتراف بها».
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية التونسية التأكيد بشكل صريح على وجود ضغوط سياسية من الجانب الليبي على علاقة بأزمة الرسوم المفروضة في المعابر. لكنه أوضح أن تونس لن تتدخل في الشؤون الداخلية بليبيا وهي تشجع على الحوار بين الأطراف المتصارعين من أجل الوصول إلى توافق فيما بينها.
وقال الشواشي إن «موقف الدبلوماسية التونسية يمثل بحد ذاته إجابة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».