«الجذور» يربط الرياض وبروج عبر واحة نخيل ضوئية

عمل فني يعكس تفاعل الصوت والضوء مع الطبيعة

معاني الارتباط في واحة النخيل (الشرق الأوسط)
معاني الارتباط في واحة النخيل (الشرق الأوسط)
TT

«الجذور» يربط الرياض وبروج عبر واحة نخيل ضوئية

معاني الارتباط في واحة النخيل (الشرق الأوسط)
معاني الارتباط في واحة النخيل (الشرق الأوسط)

«الجذور» عمل فني يربط العاصمة السعودية الرياض بمدينة بروج البلجيكية ويتحدث عن علاقة الضوء بأشجار واحة النخيل، قام به الثنائي البلجيكي توم ولين ديكيفير، وذلك على هامش فعاليات احتفال «نور الرياض» 2021.
ويشارك الثنائي بعملهما «الجذور Rhizome» الذي يجمع أشجار واحة النخيل بشبكة مكونة من مئات الأمتار من الحبال المضيئة، ليرمز العمل الفني إلى المنازل الطبيعية، أي تلك الشبكة التي يمكن من خلالها تأمل مدى ترابط المجتمع المعاصر أو تباعده.
ويشرح الفنان توم ديكيفير ملامح الفكرة بقوله «العمل الفني مبني على مفهوم الترابط والتباعد في آن واحد، نرتبط نحن البشر ببعض تماماً مثل جذور الشجرة المتداخلة في أعماقها، ويتفاعل الصوت والضوء بالطبيعة ليعكسا مادة جمالية تتيح لنا فرصة التأمل في تراكيب وتجسدات الفن من حولنا».
وأضاف توم «يذكرني اختيار موقع العمل الفني في وسط مدينة الرياض بمدينة بروج البلجيكية، حيث كنت أعيش أنا ولين، وهذا في حد ذاته شكل من أشكال الترابط والتشارك بين مدينة الرياض وبروج حيث نبني عملنا الفني في أشجار واحة النخيل، لنعكس جمال تفاعل الضوء بالطبيعة».
ويشارك الثنائي البلجيكي الشهير توم ولين ديكيفير الذي بدأت رحلتهما الفنية حول العالم في عام 2012 للسفر بهدف تصميم وتركيب الأعمال الضوئية الفنية في الأماكن العامة وغرس البسمة على أوجه زوار مختلف الفعاليات والمعارض من خلال خلق منصة إبداعية تنقل محبي الفن إلى عالم من الضوء والصوت والعروض الإبداعية المختلفة.
ودعا الثنائي البلجيكي «الزوار للتوقف والتأمل في ذلك الترابط البديع، ليبرز مفهوم التوأمة بين البشرية والطبيعة، ويوفر تجربة ممتعة للحضور والزوار».
ويستمر احتفال الضوء والفن من خلال فعاليات «نور الرياض» الذي انطلق في 18 مارس (آذار) الحالي، ويستمر حتى 3 أبريل (نيسان) المقبل، ضمن مشروع (الرياض آرت)، الذي يهدف إلى وضع أكثر من 1000 قطعة فنية لتحويل الرياض إلى معرض فني متكامل بلا جدران يستشعر سكانها وزوارها الفن في كل زاوية.
ويعد احتفال نور الرياض أحد أكبر احتفالات الضوء والفن، ليجمع نخبة من الأعمال الفنية الإبداعية التي أضافت رونقاً ولمسةً استثنائية على جمال الرياض، حيث يجمع الاحتفال أكثر من 60 فناناً عالمياً شاركوا بأعمالهم الفنية ليصنعوا معاً عالماً من الضوء والفن تحت سماء واحدة.



جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا؛ المكوِّن الأساسي للأسمدة، باستخدام تقنية صديقة للبيئة تعتمد على طاقة الرياح.

وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نُشرت الجمعة بدورية «ساينس أدفانسيس (Science Advances)»، أن هذا الجهاز يمثل بديلاً محتملاً للطريقة التقليدية لإنتاج الأمونيا، والمتبَعة منذ أكثر من قرن. وتُستخدم الأمونيا على نطاق واسع في صناعة الأسمدة لإنتاج مركبات مثل اليوريا ونيترات الأمونيوم، وهما مصدران أساسيان للنيتروجين الضروري لنمو النباتات. والنيتروجين أحد العناصر الحيوية التي تعزز عملية البناء الضوئي وتكوين البروتينات في النباتات؛ مما يدعم نمو المحاصيل ويزيد الإنتاج الزراعي.

ورغم أهمية الأمونيا في تعزيز الإنتاج الزراعي، فإن الطريقة التقليدية لإنتاجها تعتمد على عمليةٍ صناعيةٍ كثيفةِ استهلاكِ الطاقة وتركز على الغاز الطبيعي مصدراً رئيسياً، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وتستهلك هذه العملية نحو اثنين في المائة من إجمالي الطاقة العالمية سنوياً، وتنتج نحو واحد في المائة من انبعاثات الكربون عالمياً.

ويعتمد الجهاز الجديد على الهواء مصدراً رئيسياً للنيتروجين اللازم لإنتاج الأمونيا، فيُستخلص من الغلاف الجوي بطرق مبتكرة، ثم يدمج مع الهيدروجين المستخرَج من الماء. وتُستخدم في هذه العملية محفزات كيميائية متطورة تعمل تحت الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة، مما يُغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة التقليدية، مما يجعل العملية مستدامة وصديقة للبيئة.

ويتميز الجهاز بإمكانية تشغيله مباشرة في المواقع الزراعية، ويمكن تصميمه ليكون محمولاً ومتكاملاً مع أنظمة الري، لتوفير السماد للنباتات بشكل فوري دون الحاجة إلى نقل الأسمدة من المصانع. ووفق الباحثين؛ فإن هذا الابتكار يُسهم في خفض تكاليف النقل والبنية التحتية المرتبطة بالطرق التقليدية لإنتاج الأمونيا، التي تعتمد على منشآت صناعية ضخمة ومعقدة.

وأظهرت التجارب المعملية فاعلية الجهاز في إنتاج كميات كافية من الأمونيا لتسميد النباتات داخل الصوب الزجاجية خلال ساعتين فقط، باستخدام نظام رش يعيد تدوير المياه. كما أكد الباحثون إمكانية توسيع نطاق الجهاز ليشمل تطبيقات زراعية أكبر عبر شبكات موسعة ومواد مرشحة محسّنة.

ويتطلع الفريق البحثي إلى دمج هذا الجهاز في المستقبل ضمن أنظمة الري، مما يتيح للمزارعين إنتاج الأسمدة مباشرة في مواقع الزراعة، ويدعم الزراعة المستدامة.

وأشار الفريق إلى أن الأمونيا المنتَجة يمكن استخدامها أيضاً مصدراً نظيفاً للطاقة بفضل كثافتها الطاقية مقارنة بالهيدروجين، مما يجعلها خياراً مثالياً لتخزين ونقل الطاقة.

ويأمل الباحثون أن يصبح الجهاز جاهزاً للاستخدام التجاري خلال ما بين عامين و3 أعوام، مؤكدين أن «الأمونيا الخضراء» تمثل خطوة واعدة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات.