جنحت ناقلة الحاويات الضخمة «إيفر غيفن» في قناة السويس منذ مساء (الثلاثاء) الماضي بعد تعرضها لعاصفة رملية، ما أدى إلى عرقلة حركة الملاحة في أحد أكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم.
وانحرفت السفينة البالغ طولها 400 متر وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن عن مسارها (الثلاثاء) وسط هبوب رياح رملية قوية ضربت مصر وجزءا من الشرق الأوسط.
وعلقت السفينة البالغ عرضها 59 متراً وارتفاعها 60 متراً والتي ترفع علم بنما لكن تديرها شركة تايوانية، في القناة ما أدى إلى توقف الملاحة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر في كلا الاتجاهين.
وفيما أشير إلى عاصفة رملية مصحوبة برياح شديدة كسبب للحادث، قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع (السبت) إن سوء الأحوال الجوية لم يكن السبب الرئيسي لجنوح السفينة، مشيراً إلى احتمال وجود «خطأ فني أو خطأ شخصي»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت مجموعة «إيفر غرين مارين كورب» المشغلة للسفينة التي كانت تعمل بين ميناء يانتيان الصيني وروتردام الهولندي، إنها جنحت «على الأرجح بعدما ضربتها رياح قوية».
وقالت هيئة قناة السويس في بيان (الأربعاء) إن الحادث «يعزى بشكل رئيسي إلى انعدام الرؤية بسبب سوء الأحوال الجوية فيما بلغت سرعة الرياح 40 عقدة بحرية (74 كيلومتراً في الساعة) ما أثر على السيطرة على السفينة».
وأفادت شركة «برنارد شولته شيبمانجمنت» (بي إس إم) ومقرها في سنغافورة التي تشرف على الإدارة التقنية للسفينة، أن أفراد الطاقم الخمسة والعشرين سالمون. ولم تلحق أي أضرار أو تلوث بحمولة السفينة.
وتؤمن قناة السويس عبور نحو 10 في المائة من حركة التجارة البحرية الدولية، وفق خبراء.
ومرت القناة التي افتتحت عام 1869 بمراحل عدة من التوسع والتحديث بهدف مواكبة التطورات التي تلحق بالتجارة البحرية. وأدى إنشاؤها إلى تقليص المسافات بشكل كبير بين آسيا وأوروبا. وعلى سبيل المثال، تقلصت المسافة بين سنغافورة وروتردام بـ6000 آلاف كيلومتر.
وأغلقت القناة في الماضي خصوصاً خلال أزمة السويس في العام 1956، حين أغرقت عشرات السفن والقطعات البحرية في المجرى.
وأفاد رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع مساء (السبت) أن هناك أكثر من 300 سفينة بينها سفن شحن تحمل مواشي، عالقة عند طرفي القناة.
ويؤدي قطع قناة السويس إلى تأخير كبير في عمليات تسليم النفط وغيره من المنتجات، ما ينعكس على أسعار الخام التي سجلت ارتفاعاً (الجمعة).
وبدأت تظهر عواقب تعطل حركة عبور قناة السويس، ولا سيما مع إعلان سوريا (السبت) «ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية» إثر تأخير وصول ناقلة تحمل النفط ومشتقات نفطية إلى البلد.
وقدرت هيئة قناة السويس الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة ما بين 12 و14 مليون دولار، فيما قالت شركة «لويدز ليست» إن الغلق يعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9.6 مليار دولار يومياً بين آسيا وأوروبا.
وأشار تقرير لشركة أليانز للتأمين إلى أن كل يوم من تعطل نقل البضائع «يكلف التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار».
وسعياً للتخفيف من الخسائر، أفادت شركتا الشحن البحري «ميرسك» و«هاباغ لويد» أنهما تدرسان إمكانية تحويل مسار سفنهما عبر رأس الرجاء الصالح، ما يعني مسافة تسعة آلاف كلم إضافية حول القارة الأفريقية.
وأعلنت هيئة قناة السويس (الخميس) تعليق حركة الملاحة «مؤقتاً» حتى الانتهاء من تعويم ناقلة الحاويات الضخمة، مشيرة إلى أن استئناف الملاحة قد يستغرق «أياماً أو حتى أسابيع».
وبعد فشل محاولة تعويم (الجمعة)، أكد ربيع (السبت) أنه نتيجة أعمال القطر والتجريف والمد العالي «تحركت دفة السفينة 30 درجة يميناً ويساراً»، معتبراً أن «هذا مؤشر جيد على أن المياه دخلت تحت الدفة التي لم تكن تتحرك تماماً من قبل».
وأوضحت هيئة قناة السويس أنه سيتعين إزالة ما بين 15 و20 ألف متر مكعب من الرمال للوصول لعمق 12 - 16 متراً وتعويم السفينة.
وقال ربيع (السبت) «ربما ننتهي اليوم أو غداً (الأحد) معتمدين على الموقف الحالي وسرعة المد والجزر».
وقد يساهم مد عال متوقع مساء (الأحد) في حلحلة وضع السفينة.
ما نعرفه عن السفينة الضخمة العالقة في قناة السويس (صور)
ما نعرفه عن السفينة الضخمة العالقة في قناة السويس (صور)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة