السودان: البرهان والحلو يوقعان اتفاق مبادئ تمهيداً لمفاوضات سلام

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أرشيفية - أ.ب)
رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أرشيفية - أ.ب)
TT

السودان: البرهان والحلو يوقعان اتفاق مبادئ تمهيداً لمفاوضات سلام

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أرشيفية - أ.ب)
رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أرشيفية - أ.ب)

وقع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد «الحركة الشعبية لتحرير السودان» عبد العزيز الحلو، إعلان مبادئ تمهيداً لمفاوضات السلام.
واتفق الطرفان على فصل الدين عن الدولة وتكوين جيش واحد في نهاية الفترة الانتقالية. ووفقاً لنص إعلان المبادئ، اتفق البرهان والحلو على توطيد سيادة السودان واستقلاله وسلامة أراضيه، كما أقر الطرفان بالتنوع العرقي والديني والثقافي لسكان البلاد.
ويأتي الاتفاق بعد سلسلة من الاجتماعات عقدت خلال الشهر الحالي تحت رعاية رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت.
ووفقاً لموقع «سودان تريبيون»، تنص مسودة نهائية على «حياد» الدولة في الشؤون الدينية، ودمج مقاتلي «الجيش الشعبي لتحرير السودان» في الجيش السوداني بنهاية الفترة الانتقالية، استجابة لاعتراض المكون العسكري على طلب الحركة الإبقاء على الجيش الشعبي بعد الفترة الانتقالية.
وأكد النص الذي سيوقع خلال ساعات على أن «عملية تكامل وتوحيد القوات ستكون تدريجية وتنتهي بنهاية الفترة الانتقالية وبعد الفصل في العلاقة بين الدين والدولة بالدستور».
وينتظر أن تُستأنف المفاوضات خلال الفترة المقبلة في جوبا للوصول لاتفاق سلام شامل.
ووصل البرهان إلى جوبا أمس، وكان في استقباله رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت.
ووقعت الحكومة السودانية اتفاق سلام في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع عدد من الحركات المسلحة، لكنه لم يشمل حركتين رئيسيتين؛ هما: «حركة الحلو» التي تسيطر على مناطق واسعة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، و«حركة تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد محمد نور ذات النفوذ القوي في دارفور.
ويأمل مراقبون في أن يؤدي اتفاق سلام شامل إلى نهاية حقيقية لتوترات السودان.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.