محافظ مأرب لـ«الشرق الأوسط»: الدفاع عن أنفسنا حق مكفول.. ولن نقطع إمدادات الوقود

العرادة قال إن الحوثيين سيطروا على الدولة بسبب تخاذل قوى سياسية والمؤسسات الرسمية.. وحذر من أن الحرب ستأكل الأخضر واليابس

محافظ مأرب لـ«الشرق الأوسط»: الدفاع عن أنفسنا حق مكفول.. ولن نقطع إمدادات الوقود
TT

محافظ مأرب لـ«الشرق الأوسط»: الدفاع عن أنفسنا حق مكفول.. ولن نقطع إمدادات الوقود

محافظ مأرب لـ«الشرق الأوسط»: الدفاع عن أنفسنا حق مكفول.. ولن نقطع إمدادات الوقود

أكد الشيخ سلطان العرادة، محافظ محافظة مأرب النفطية (إقليم سبأ)، في شرق اليمن، أن الدفاع عن المحافظة والأرض والعرض حق مشروع في الديانات السماوية، في معرض حديث أجرته معه «الشرق الأوسط»، بشأن سعي الحوثيين إلى اجتياح المحافظة عسكريا. وأعلن العرادة رفضه لمصطلحات «التكفيريين» التي يطلقها الحوثيون لتبرير اجتياحهم للمحافظات، ولتعبير «الرافضة»، الذي يوسم به «الشيعة» وغير ذلك من المسميات الطائفية. وأكد العرادة وجود تنسيق واسع مع كافة الأقاليم والمحافظات بشأن التطورات الراهنة، مشيرا إلى أن جماعة مسلحة لا يمكنها أن تنفرد باليمن وتحكمه على الإطلاق.
* كيف تتعاملون مع الأوضاع في اليمن منذ الإعلان الدستوري، الجمعة الماضية، وسيطرة الحوثيين بشكل كامل على مقاليد الأمور؟
- نحن نشعر بالقلق لما حدث من انهيار لمؤسسات الدولة وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة بيد الميليشيات المسلحة في العاصمة وعدد من المحافظات.. ونحن في محافظة مأرب كسلطة محلية ولجنة أمنية وقوى سياسية اتخذنا قرارا جماعيا بأن ندير أمورنا في المحافظة بشكل طبيعي وبما يمليه علينا الواجب تجاه محافظتنا وتجاه الوطن عامة.
* لماذا يحرص الحوثيون على التحريض على مأرب، كما يقول البعض.. وهل تتوقعون غزوا عسكريا؟
- نحن نستغرب كثيرا هذه الحرب النفسية والإعلامية التي تتبناها جماعة الحوثي وبعض الوسائل الإعلامية ونحاول كغيرنا فهم هذا التحريض ودوافعه، لأن الأمور في مأرب تمشي بشكل طبيعي واعتيادي ولم نهدد أحدا ولم نغز أحدا وما زلنا نعمل ومعنا أبناء المحافظة على إجراء الاحتياطات اللازمة لتأمين المصالح الحيوية الهامة.
* هناك أنباء عن استعداد في قوات الجيش لضرب مناطق في مأرب.. ما موقف قوات الجيش لديكم؟
- لا يمكن أن يكون الجيش في يد أي جماعة مسلحة من أي طرف كان ضد أبناء وطنه، أما موقف الجيش في مأرب فهو موقف وطني مشرف ومستعد للدفاع عن مأرب وحماية المصالح والمنشآت الوطنية.
* القبائل تؤكد استعدادها للدفاع عن المحافظة.. فهل هو قتال مشروع؟
- لا شك أن الدفاع عن النفس والأرض والعرض حق مشروع في الشرائع السماوية وفي الأعراف والقوانين الإنسانية، خاصة عندما يكون الاعتداء من قبل من لا يملك المشروعية.
* هل ستضطر مأرب إلى قطع إمدادات النفط والغاز عن باقي المناطق؟
- أبناء مأرب لديهم حس وطني وحرص شديد على ألا يتضرر أي من أبناء الشعب اليمني، وإذا ارتكبت حماقات من أي طرف معتد يريد غزو محافظة مأرب بميليشياته فإنه يعرض كل شيء للخطر لأن الحرب لا تخلف إلا الحرائق والفوضى والدمار.
* ما صحة التنسيق مع إقليمي عدن وحضرموت من أجل التهيئة للانفصال وترتيب تمويل المرتبات من المناطق النفطية؟
- التنسيق مع معظم أقاليم ومحافظات الجمهورية قائم للحفاظ على الشرعية وعلى الوطن مما يمكن أن يحدث له من تشظي أو انتهاك من الميليشيا المسلحة وكذلك للحفاظ على المنجزات الوطنية كالوحدة ومخرجات الحوار الوطني ووثيقة السلم والشراكة وإنجاز الدستور وعدم الخضوع لأي فئة مسلحة ترتكب الحماقة وتحاول أن تسيطر على شعب بأكمله بطريقة غير مشروعة.
* في ظل الظروف الراهنة، هل ما زالت شركات النفط تعمل وموجودة بمأرب؟
- نعم لا تزال تعمل كما هي العادة وتقدم الخدمات للوطن بأكمله.
* نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح اتهم مأرب بالتخريب وقطع الطرقات.. والحوثيون يتهمونها الآن بإيواء التكفيريين.. ما تعليقكم؟
- أولا ألفت انتباه الجميع إلى أن التخريب في مأرب يضعف كثيرا بمجرد انشغال القوى السياسية في صنعاء، أما اتهام الحوثيين لمأرب بإيواء التكفيريين فأنا أريد أولا تعريف معنى التكفيريين ومن ينطبق عليهم هذا المصطلح لكي نستطيع الرد عليهم، وإذا كان المقصود إلصاق تهم الإرهاب بهذه المحافظة فهذا محض افتراء وأكذوبة مفضوحة على الملأ ومأرب ليست غرفة مغلقة فالعالم يشاهد مأرب عبر وسائل علمية متطورة وكذلك كثير من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة التي تزور هذه المحافظة من وقت لآخر.. وأنا شخصيا أكره هذه المصطلحات التي تمس عقائد الناس كمصطلح (تكفيري - رافضي) وما إلى ذلك من المصطلحات التي تشق عصا الأمة ولها دلالاتها عند قائليها.
* إذا ما فشلت التسوية السياسية.. كيف ستتعاملون مع الأوضاع؟
- نحن جزء من الشعب اليمني بما فيه من قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وقبائل وسلطات محلية ولا يمكن لشعب كاليمن أن تعصف به مجموعة مسلحة وتنفرد بحكمه أيا كان توجهها.
* ماذا يريد الحوثيون من اليمن بشكل كامل.. وكيف برأيك تمكنوا من السيطرة؟
- الجزء الأول من هذا السؤال يجب أن يوجه إلى جماعة الحوثي للإجابة عنه.. أما كيف تمكنوا فهو نتيجة لتخاذل مؤسسات الدولة والقوى السياسية والمماحكات السياسية وتصفية الحسابات واستقواء بعض القوى بالميليشيات ضد الآخر.



الحوثيون سيستهدفون «السفن المرتبطة بإسرائيل فقط» بعد وقف النار في غزة

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)
صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون سيستهدفون «السفن المرتبطة بإسرائيل فقط» بعد وقف النار في غزة

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)
صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)

أعلن الحوثيون في اليمن إلى أنهم سيقتصرون على استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل فقط في البحر الأحمر، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال الحوثيون، في رسالة عبر البريد الإلكتروني أرسلوها إلى شركات الشحن وآخرين، أمس الأحد، إنهم «سيوقفون العقوبات» على السفن الأخرى التي استهدفوها سابقاً منذ بدء هجماتهم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

ويعتزم الحوثيون، بشكل منفصل، إصدار بيان عسكري اليوم الاثنين، على الأرجح بشأن القرار.

أكثر من 200 سفينة يقول الحوثيون إنهم استهدفوها خلال عام (أ.ف.ب)

لكن الرسالة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، تركت الباب مفتوحاً لاستئناف الهجمات ضد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتين شنتا هجمات جوية استهدفت جماعة «الحوثي» بسبب هجماتها البحرية.

وقال مركز «تنسيق العمليات الإنسانية» التابع للجماعة، «في حالة وقوع أي عدوان، ستتم إعادة فرض العقوبات على الدولة المعتدية»، مضيفاً أنه «سيتم إبلاغكم على الفور بهذه التدابير في حال تنفيذها».

واستهدف الحوثيون نحو 100 سفينة تجارية بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ بداية حرب إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إثر الهجوم المفاجئ لـ«حماس» على إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 آخرين رهائن.

واستولى الحوثيون على سفينة واحدة وأغرقوا اثنتين في الهجمات التي أسفرت أيضاً عن مقتل أربعة من البحارة.

كما تم اعتراض صواريخ وطائرات مسيرة أخرى من قبل تحالفات منفصلة تقودها الولايات المتحدة وأوروبا في البحر الأحمر، أو فشلت في الوصول إلى أهدافها، والتي شملت أيضاً سفناً عسكرية غربية.