8 علامات تدفعك للانفصال عن شريكك «لأن الحياة قصيرة جداً»

رجل يضع خاتم الزواج في يد زوجته (أرشيف - رويترز)
رجل يضع خاتم الزواج في يد زوجته (أرشيف - رويترز)
TT

8 علامات تدفعك للانفصال عن شريكك «لأن الحياة قصيرة جداً»

رجل يضع خاتم الزواج في يد زوجته (أرشيف - رويترز)
رجل يضع خاتم الزواج في يد زوجته (أرشيف - رويترز)

يصف باحثون حالات الانفصال في العلاقات العاطفية بأنها صعبة ويمكن مقارنتها بالتعافي من الإدمان أو الحزن على موت شخص عزيز، حسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
ويوضح خبراء العلاقات العاطفية أن معرفة متى يجب اتخاذ قرار الانفصال يعد تحدياً كبيراً في حد ذاته بغضّ النظر عمّا إذا كنت مرتبطاً بشخص ما لبضع سنوات أو أشهر، فمن الصعب معرفة متى تقطع علاقاتك به خصوصاً مع وجود تساؤلات مثل: ماذا لو ندمت على قرارك؟ ماذا عن رد فعله؟ وكيف يمكن التفريق بين الحاجة إلى أخذ قسط من الراحة والحاجة إلى الانفصال تماماً؟
وحسب الخبراء فإن الانفصال يصبح معقداً عند وجود أشخاص سيتأثرون به مثل الأطفال أو الأصدقاء المشتركين.
ولكن الخبراء ينصحون بأنه إذا وجد الإنسان نفسه يشعر بالملل والإحباط بشكل متزايد، أو ربما أدرك أنه غير متوافق مع شريكه كما كان يعتقد، فقد يكون الانفصال هو القرار الصحيح لكليهما.
واستعرضت الصحيفة البريطانية 8 علامات حددها علماء النفس وخبراء العلاقات العاطفية تشير إلى أن الوقت قد حان لإنهاء العلاقة.

1- كل المحادثات سلبية
حسب الخبراء، إذا كنت غير قادر على التحدث إلى شريكك حول أي شيء مثير للجدل دون جدال، فهذه علامة تحذير كبيرة.
ويقول الخبير جيمس بريس، إن «الغضب والسلبية إشارتان على وجود مشكلات عميقة بينك وبين شريكك، ويمكن أن تعني أن الأمور ستصبح في النهاية ضارّة للغاية»، وتابع: «قد ترغب في إنهاء العلاقة قبل أن يفعل ذلك، من أجل مصلحتك ولصالحه».

2- إذا كنت تعاني من الإساءة
تقول اختصاصية علم النفس مادلين ماسون روانتري: «إذا كنت تعاني من أي شكل من أشكال الإساءة في العلاقة، فهذه علامة تحذير واضحة بأنه يجب عليك إنهاؤها».
وتابعت: «نحن لا نتحدث عن مشاجرة تحدث مرة واحدة، الحديث يدور عن سلوك سيئ يحدث في كثير من الأحيان يكون انعكاساً للشخصية وافتقاراً لعدم القدرة على التحكم في العواطف».
وتضيف: «إذا وجدت نفسك تبرر سلوكاً سيئاً لشريكك، ربما لأصدقائك أو أفراد عائلتك، فهذا أيضاً علامة على أن علاقتك ربما أصبحت سامة، وهذه علامة واضحة على الانفصال».

3- لستَ أولوية
من المفترض أن يرغب الأزواج في تخصيص وقت بعضهم لبعض، بشكل غير روتيني، ويقول الخبير جيمس بريس: «لذلك إذا كان شريكك يفضل الخروج مع أصدقائه أو أي شيء آخر بخلاف رؤيتك وقضاء الوقت معكِ، يجب أن تسألي لماذا، وإذا كانت الإجابات كلها أعذاراً فقد حان الوقت للعثور على شخص آخر يجعلكِ تشعرين بالحب، لأن الحياة قصيرة جداً».

4- لست على طبيعتك
أوضحت روانتري أنك «إذا كنت تراقب الحالة المزاجية لشريكك باستمرار وتتصرف بطرق تقلل من انزعاجه أو غضبه فأنت تعلم أن هناك شيئاً خاطئاً في العلاقة».

5- لم تعد علاقة ممتعة
ويقول بريس: «إذا شعرت بالإحباط أو الملل من مراوغات شريكك، فأنت تضيّع وقتك»، وتابع: «يجب أن تشعر بالراحة، وبالسعادة لقضاء الوقت مع شريك حياتك».

6- كثرة الاختلافات
بعض الأزواج تربطهم علاقة رائعة رغم الاختلافات الكبيرة بينهم، وعليك أن تسأل نفسك ما إذا كنت تريد حقاً تقديم تضحيات ضخمة للتغلب على الاختلافات مع الإشارة إلى أن كثرتها إشارة واضحة على أنكما لستما مناسبين بعضكما لبعض.

7- أصدقاؤك وعائلتك لا يحبون شريكك
بغضّ النظر عن مدى حبك لشريكك، فإن هذه إشارة حمراء كبيرة إذا كان كل من حولك يفكر بشكل مختلف عنك، ويقول الخبير جيمس بريس: «عندما تحب شخصاً ما أو تكون مفتوناً به، فقد يكون من السهل أن تغمض عينيك عن سلوكه السيئ».
وتابع: «يمكن للمقربين منك أن يروا أكثر بكثير مما تستطيع لأنهم غير متأثرين عاطفياً مثلك، وإذا كانوا يعتقدون أنه سيئ، فيجب عليك الاستماع إلى ما سيقولونه، قد يرون أشياء لا يمكنك رؤيتها».

8- الارتباط أسهل من الوحدة
يقول بريس إن في بعض الأحيان يمكن أن يمنع التفكيرُ في الاضطرار إلى بدء علاقة جديدة الأزواجَ غير السعداء من الانفصال، ولكنه يقول: «هذا قد يؤخّر سعادتك مع شخص آخر، فقط عندما تحرر نفسك من علاقة سيئة، ستدرك أن هناك علاقة أفضل بكثير بالنسبة لك».



تقنية مبتكرة لتحديد مواقع العالقين تحت الأنقاض

التقنية تعتمد على استخدام الميكروفونات المدمجة في الهواتف الذكية لتحديد مواقع الأشخاص المحاصرين (جامعة طوكيو)
التقنية تعتمد على استخدام الميكروفونات المدمجة في الهواتف الذكية لتحديد مواقع الأشخاص المحاصرين (جامعة طوكيو)
TT

تقنية مبتكرة لتحديد مواقع العالقين تحت الأنقاض

التقنية تعتمد على استخدام الميكروفونات المدمجة في الهواتف الذكية لتحديد مواقع الأشخاص المحاصرين (جامعة طوكيو)
التقنية تعتمد على استخدام الميكروفونات المدمجة في الهواتف الذكية لتحديد مواقع الأشخاص المحاصرين (جامعة طوكيو)

كشف باحثون في جامعة طوكيو اليابانية عن تقنية صوتية مبتكرة، تستخدم ميكروفونات الهواتف الذكية للمساعدة في تحديد مواقع الأشخاص العالقين تحت الأنقاض، خلال الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والانهيارات الأرضية.

وأوضح الباحثون أن التقنية تعتمد على قدرة الموجات الصوتية على النفاذ عبر الركام والمواد الصلبة. وعُرضت النتائج، الجمعة، خلال الاجتماع السادس المشترك للجمعية الصوتية الأميركية، والجمعية الصوتية اليابانية، في مدينة هونولولو الأميركية.

وفي حالات الكوارث الطبيعية، يصبح عامل الوقت حاسماً لإنقاذ الأشخاص العالقين تحت الأنقاض؛ خصوصاً عندما تكون الرؤية محدودة. ورغم استخدام فرق الإنقاذ أساليب تعتمد على الرادار أو على الأصوات التي يصدرها الضحايا، فإن الاعتماد على الهواتف الذكية قد يفتح باباً جديداً للعثور على المحاصرين بسرعة أكبر.

وتعتمد التقنية الجديدة على استخدام الميكروفونات المدمجة في الهواتف الذكية، لتحديد مواقع الأشخاص المحاصرين، مستفيدة من قدرة الموجات الصوتية على اختراق التربة والركام، ما يجعلها فعَّالة حتى في الظروف التي تنعدم فيها الرؤية، ولا يمكن للأجهزة التقليدية التقاط إشارات واضحة.

وترتكز طريقة العمل على دمج نوعين من الإشارات الصوتية: مصدر أحادي القطب (Monopole) يصدر الصوت في جميع الاتجاهات بالتساوي، ومصدر ثنائي القطب (Dipole) يصدر الصوت بشكل موجَّه من الأمام والخلف، ويساعد على تحديد اتجاه المصدر بدقة.

وفي سيناريو واقعي لعمليات الإنقاذ، يقوم المنقذ بإطلاق إشارتين من نوع «ثنائي القطب»، تلتقطهما ميكروفونات هواتف الضحايا العالقين. بعد ذلك يرسل هاتف الضحية إشارة كهرومغناطيسية تساعد في تحديد موقعه. وفي الحالات التي يوجد فيها عوائق تعكس الصوت، يُصدر المنقذ صوتاً من نوع «أحادي القطب» لتقليل التشويش الناتج عن الركام، مما يحسِّن دقة التقدير.

وقد أُجري اختبار للتقنية في موقع تدريبي يحاكي سيناريو حقيقياً للكوارث، وأظهرت النتائج دقة لافتة؛ إذ بلغ هامش الخطأ في تحديد موقع الضحية 5.04 درجة فقط، داخل مساحة بحث قدرها 10 أمتار مربعة.

واعتُبرت القدرة على تقدير زاوية المصدر الصوتي من أبرز ما أظهره الاختبار، رغم وجود مواد تعكس الموجات وتعرقل طرق التحديد التقليدية.

وقال الباحثون إن «هذه الطريقة تعد فعَّالة في تحديد مواقع الأشخاص المدفونين تحت الأنقاض، أو التربة الناتجة عن الزلازل أو الانهيارات الأرضية؛ لأن الموجات الصوتية يمكنها النفاذ عبر هذه المواد». كما أشاروا إلى إمكانية استخدامها لتحديد مواقع أفراد فرق الإنقاذ أنفسهم، إذا تعرضوا لكوارث ثانوية في أثناء العمل.

ومع أن أحد التحديات يتمثل في ضرورة امتلاك الضحية هاتفاً مزوداً بميكروفون -وهو شرط أكثر تقييداً من الطرق التقليدية المعتمدة على أصوات الضحية- فإن الفريق يرى أن الانتشار الواسع للهواتف الذكية يجعل التقنية واعدة للغاية، مؤكداً عزمه تطويرها ورفع دقتها في المستقبل.


الملكة إليزابيث الثانية تظهر على عملة تذكارية جديدة بعد إخفائها لعقود

عملات بريطانية ذهبية للملكة إليزابيث الثانية (شاترستوك)
عملات بريطانية ذهبية للملكة إليزابيث الثانية (شاترستوك)
TT

الملكة إليزابيث الثانية تظهر على عملة تذكارية جديدة بعد إخفائها لعقود

عملات بريطانية ذهبية للملكة إليزابيث الثانية (شاترستوك)
عملات بريطانية ذهبية للملكة إليزابيث الثانية (شاترستوك)

يعرف الكثير مننا صورة الملكة إليزابيث الثانية جيداً، ففي النهاية صورتها تحدق فينا من مئات العملات المعدنية التي تجلجل داخل جيوبنا طوال عقود. مع ذلك يشهد العام، الذي يمثل الذكرى المائة لميلادها، كشفاً ملكياً جديداً، أو بالأحرى كشفاً قديماً لم يكن وقت خروجه إلى دائرة الضوء قد حان بعد، حسب صحيفة «مترو اللندنية».

أخيراً... أُزيح الستار عن صورة لوجه الملكة الراحلة، كانت قد نُحتت منذ أربعين عاماً تقريباً ثم خُبّئت بهدوء، للمرة الأولى من مكتب سكّ العملة في لندن الذي احتفظ بحقوق الكشف عن هذه الصورة على عملة معدنية حصرية لهواة جمع العملات المعدنية.

الأفضل من ذلك هو أن العملة، التي تحمل هذه الصورة التي لم تُر من قبل، ستُهدى إلى الأمة، حيث لن تتكلف أكثر من ثمن طابع بريد قدره 2.50 جنيه إسترليني. مما لا شك فيه أن هذا هو الكشف الملكي الأكثر مفاجئة الذي يظهر أخيراً بالنسبة إلى هواة جمع العملات والمراقبين الملكيين، وهو نوع من علم آثار العملات.

وعندما أبدع النحات رافائيل مخلوف صورة الملكة إليزابيث الثانية هذه، التي باتت شهيرة الآن وتعود إلى عام 1985، لم يستخدم التصميم الذي ظهر على العملات المعدنية من 1985 إلى 1997. وأُعدت نسخ متعددة من تلك الصورة وخضعت لدراسة وتنقيح في إطار عملية طويلة ودقيقة لتقديم صورة رسمية لحاكم. تم تقديم بعض من تلك الصور إلى مسؤولين، ووُضعت بعض الرسوم الأولية مرجعاً في دوائر جمع العملات طوال سنوات.

ومع ذلك لم يتم الكشف عن صورة مكتملة الصناعة نُحتت على مستوى التصميم المختار النهائي نفسه للعامة أبداً. وعوضاً عن ذلك ظلت قابعة داخل أرشيف مخلوف لم تُرفض ولم تُنسَ، بل تم إخفاؤها بهدوء طوال هذا الوقت حتى جاءت هذه اللحظة.


«اللي باقي منك» و«فلسطين 36»... ذاكرة بصرية لـ«وعد بلفور» و«النكبة»

لقطة من فيلم «فلسطين 36» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
لقطة من فيلم «فلسطين 36» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
TT

«اللي باقي منك» و«فلسطين 36»... ذاكرة بصرية لـ«وعد بلفور» و«النكبة»

لقطة من فيلم «فلسطين 36» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
لقطة من فيلم «فلسطين 36» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

تُحقّق السينما الفلسطينية حضوراً لافتاً في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» منذ انطلاقته، وفي دورته الـ5 المُقامة حالياً من 4 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تحضر فلسطين بـ3 أفلام مهمة، سواء عبر مخرجين فلسطينيين أو عرب، من بينها فيلم «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية.

شهد يوم الجمعة عرض الفيلمين الفلسطينيين «اللي باقي منك» للمخرجة شيرين دعيبس، و«فلسطين 36» للمخرجة آن ماري جاسر، في توقيت متتابع.

يشارك الفيلم الأول في مسابقة «البحر الأحمر للأفلام الطويلة»، في حين يُعرض الثاني ضمن قسم «روائع عربية». والمفارقة أن العملين يستعيدان تاريخاً طويلاً من الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ يعود «فلسطين 36» بالزمن إلى ثلاثينات القرن الماضي، وهو الفيلم الذي يُمثل فلسطين في سباق «الأوسكار 98»، بينما يمثّل «اللي باقي منك» الأردن في المسابقة نفسها. وتنطلق أحداثه من زمن النكبة عام 1948 حتى 2022، ليشكّل الفيلمان معاً ذاكرة بصرية تستعيد زمن «النكبة» و«وعد بلفور». وقد حَظيا بدعم مؤسسة «البحر الأحمر السينمائي».

في فيلم «اللي باقي منك» (All That’s Left of You) تتَّبع شيرين دعيبس دراما عائلية تمتد عبر 3 أجيال من الفلسطينيين، من عام 1948 حتى 2022. تبدأ المشاهد بالشاب الفلسطيني «نور» الذي يُشارك في احتجاجات ضد قوات الاحتلال، فيُصاب برصاصة في رأسه. وتقول الأم المكلومة في أحد المشاهد إنها لا تستطيع رواية مأساة ابنها إلا بالعودة إلى قصة الجد، ومن خلالها تعبر إلى قصتها مع «سليم». وهكذا يروي الفيلم الحكاية منذ بدايتها عبر سردٍ عميق يستحوذ على المشاهد، متنقلاً بين بدايات مبهجة لأسرة «شريف» في يافا الجميلة وسط حدائق البرتقال، وبين التحوُّل المأساوي الذي أعقب النكبة، وما تبِعها من تهجير وسجن للجد وتشتت الأسرة. ويعيش الابن «سليم» تجربة مشابهة في حين تجمعه قصة حب مع «حنان»، تشكّل له طاقة نور في العتمة.

الفيلم من بطولة صالح بكري، ومحمد بكري، وماريا رزيق، وتشارك المخرجة شيرين دعيبس في التمثيل إلى جانب الكتابة والإخراج. وذكرت في مناقشة تلت العرض أن «هذا هو أول عرض للفيلم في العالم العربي، وهو أكبر مشروع عملت عليه»، موجّهة الشكر إلى «مهرجان البحر الأحمر» لدعمه، ولافتة إلى العرض التجاري المُرتقب للفيلم في صالات السينما السعودية. وعن ظروف التصوير قالت: «كُنا نصوّر فيلماً عن النكبة ونحن نعيش نكبة أخرى مع الحرب على غزة، وقد وضعنا كل غضبنا في هذا العمل». وبكت الممثلة ماريا رزيق خلال المناقشة، مؤكدة أنها لا تستطيع مشاهدة الفيلم دون أن تتأثر، «لأن كل فلسطيني يعرف أن أهله مرّوا بكل هذه المآسي»، مشيرة إلى تجربة جدتها التي نزحت مع أسرتها إلى لبنان بعد النكبة. وكان الفيلم قد عُرض لأول مرة في مهرجان «صندانس».

فيلم «اللي باقي منك» وحكايات تبدأ من النكبة (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

ويستعرض فيلم «فلسطين 36» دراما تاريخية مؤثرة تُجسِّد فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، من خلال شخصية «يوسف»، الشاب العالق بين موطنه الريفي وأجواء القدس الملبّدة بالتوتر. ومع تزايد تدفّق المهاجرين اليهود إلى فلسطين، يندلع صدام واسع وانتفاضة فلسطينية عربية ضد الحكم الاستعماري البريطاني وضد قرارات «لجنة بيل»، التي خرج الفلسطينيون بعدها مُندِّدين بمخرجاتها ورافضين «وعد بلفور»، مؤكدين أن أرضهم ليست للبيع، وناجحين في استعادة بعض المدن مثل الخليل وبئر السَّبع والقدس.

الفيلم من تأليف وإخراج آن ماري جاسر، وبطولة جيريمي آيرونز، وهيام عباس، وكامل الباشا، وصالح بكري، وياسمين المصري، وظافر العابدين. وقد عُرض للمرة الأولى ضمن العروض الاحتفالية في «مهرجان تورونتو السينمائي» في دورته الماضية.

وخلال المؤتمر الصحافي عقب العرض، قالت المخرجة إن «ثورة 1936 هي أول انتفاضة جماهيرية للفلسطينيين»، مؤكدة أن جذور ما تعيشه فلسطين اليوم تشكّلت في تلك الحقبة. ولفتت إلى اضطرار فريق العمل لبناء قرية فلسطينية في الأردن، وإلى تصوير مشاهد أخرى في القدس رغم الضغوط النفسية والعاطفية؛ ذلك أنهم كانوا يوثّقون الأماكن لحفظها من الاندثار. وعَدَّت الفيلم بمثابة إحياء للذاكرة، موجّهة الشكر لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» وللمملكة حيث تقيم أسرتها. من جانبها، قالت الفنانة هيام عباس إنها لا تستطيع فصل هويتها الفنية عن ذاتها، مشيرة إلى أن ما تركته فلسطين في داخلها تمثل في تلك «الذاكرة العميقة التي تُعد بوصلة عاطفية تقودها إلى حيث يجب أن تكون».

ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن «القضية الفلسطينية قديمة الجذور، وفي ظل دعاية إسرائيلية قادرة على تزييف الحقائق وترويج الأكاذيب، يصبح التاريخ عرضة للتشويه». وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «عرض الفيلمين الفلسطينيين بالصدفة في اليوم نفسه، واستعادتهما وقائع تاريخية من الثلاثينات والأربعينات، يؤكدان أهمية توثيق الحقائق عبر السينما، ودحض المزاعم التي يتم ترويجها، وأولها ادعاء أن الفلسطيني باع أرضه؛ فالتاريخ يكذّب ذلك، فهو لم يبعها، بل دافع عنها حتى النهاية».

ويشير الناقد المصري إلى أن «العودة إلى الماضي لتوثيق الحقائق كانت مهمة لدى المخرجتين، رغم اختلاف الفترات الزمنية، لأن التاريخ يشكّل جانباً مهماً من الحاضر». وأشاد بدعم «مهرجان البحر الأحمر» للفيلمين «دفاعاً عن الحق الفلسطيني والعدالة، ومساندة لأفلام تطرح قضايا حقيقية ببراعة فنية».