مصر لا تستبعد الخطأ البشري أو الفني في جنوح السفينة بقناة السويس

إزالة 9 آلاف طن من مياه الصابورة بالسفينة.... و321 سفينة تنتظر لعبور القناة

جانب من محاولات إعادة تعويم السفينة «إيفر غيفن» في قناة السويس (أ.ب)
جانب من محاولات إعادة تعويم السفينة «إيفر غيفن» في قناة السويس (أ.ب)
TT

مصر لا تستبعد الخطأ البشري أو الفني في جنوح السفينة بقناة السويس

جانب من محاولات إعادة تعويم السفينة «إيفر غيفن» في قناة السويس (أ.ب)
جانب من محاولات إعادة تعويم السفينة «إيفر غيفن» في قناة السويس (أ.ب)

قال رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، اليوم (السبت)، إنه لا يمكن تحديد موعد تعويم السفينة الجانحة بالقناة «إيفر غيفن»، مشيراً إلى أن سرعة الرياح ليست السبب الرئيسي في جنوح السفينة، وأن الخطأ الفني أو البشري قد يكون أسهم في جنوحها.
وأضاف رئيس هيئة قناة السويس خلال مؤتمر صحافي، أنه تم إزالة 9000 طن من مياه الصابورة من السفينة الجانحة، وأن هناك 14 سفينة قَطْر تشارك في عملية تعويم السفينة التي عاد رفاصها ودفتها للعمل مجدداً.
وأكد أن قوة الرياح تزيد صعوبة إعادة تعويم السفينة الجانحة، مشيراً إلى أن مؤخرة السفينة بدأت في التحرك الليلة الماضية قبل توقف عملية إعادة التعويم.
وقال الفريق أسامة ربيع إنه «قد نحاول تخفيف حمولة السفينة إذا لم تنجح جهود إعادة تعويمها الحالية»، لكنه أضاف في الوقت ذاته أنه يأمل ألا يلجأ لتخفيف حمولة السفينة الجانحة، مشيراً إلى أن الطائرات لن تكون قادرة على رفع الحاويات من السفينة الجانحة.
وأوضح رئيس هيئة قناة السويس أن هناك 321 سفينة تنتظر لعبور القناة، موضحا أنه «سيتم التعامل مع العقوبات المالية بعد التحقيق».
وأكد الفريق أسامة ربيع أن «لشركات الشحن حرية تغيير مسارها إلى رأس رجاء الصالح ولكنها لم تفعل ذلك بعد»، مضيفا أنه لا يعتقد أن خطوط الشحن ستتجنب استخدام القناة.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ«رويترز»، اليوم السبت، إن المساعي الرامية لإعادة تعويم سفينة الحاويات العملاقة الجانحة في قناة السويس استؤنفت حوالي الساعة 14:30 بالتوقيت المحلي (12:30 بتوقيت غرينتش) في محاولة للاستفادة من ارتفاع المد.
وأضافت المصادر أنه إذا لم تكلل تلك المحاولة بالنجاح فستكون هناك محاولة أخرى صباح (الأحد). وقالت إنه سيكون من الضروري إزالة المزيد من الرمال المحيطة بالسفينة من أجل إعادة تعويمها.
وتوقعت شركة هولندية تعمل لتعويم السفينة الجانحة في وقت سابق اليوم، أنه من الممكن تحرير السفينة في غضون الأيام القليلة المقبلة إذا كان من شأن قاطرات ثقيلة وعمليات جارية لتجريف الرمال من حول مقدمتها ومد مرتفع إزاحتها من مكانها.
وجنحت السفينة «إيفر غيفن» التي يبلغ طولها 400 متر في قطاع جنوبي من القناة وسط رياح شديدة، يوم الثلاثاء الماضي، معطلة عمليات الشحن العالمية بعد غلق أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم.
ويمر نحو 15 في المائة من حركة الشحن العالمية في القناة.
ورفعت كراكات نحو 20 ألف طن من الرمال من حول مقدمة السفينة بحلول أمس (الجمعة)، لكن عمليات القطر لتحريرها عُلقت خلال الليل.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.