دراسة: 7 من كل 10 مصابين بـ«كورونا» احتاجوا دخول المستشفى لم يتعافوا تماماً

ممرض يهتم بمريض مصاب بفيروس كورونا داخل وحدة العناية المركزة في أحد مستشفيات إيطاليا (أ.ف.ب)
ممرض يهتم بمريض مصاب بفيروس كورونا داخل وحدة العناية المركزة في أحد مستشفيات إيطاليا (أ.ف.ب)
TT

دراسة: 7 من كل 10 مصابين بـ«كورونا» احتاجوا دخول المستشفى لم يتعافوا تماماً

ممرض يهتم بمريض مصاب بفيروس كورونا داخل وحدة العناية المركزة في أحد مستشفيات إيطاليا (أ.ف.ب)
ممرض يهتم بمريض مصاب بفيروس كورونا داخل وحدة العناية المركزة في أحد مستشفيات إيطاليا (أ.ف.ب)

توصلت دراسة جديدة إلى أن سبعة من كل 10 أشخاص تم نقلهم إلى المستشفى بسبب إصابتهم بفيروس «كورونا» لم يتعافوا تماماً بعد خمسة أشهر من خروجهم منها، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
واستمر الناجون من «كوفيد - 19» في الشعور بالقلق بشأن صحتهم العقلية والجسدية، حيث أصيب شخص واحد من كل خمسة بإعاقة جديدة، وهناك عدد مماثل إما لا يعمل أو يضطر إلى تغيير وظيفته بسبب وضعه الصحي، وفقاً لنتائج باحثين بريطانيين.
وتعتبر النساء البيض في منتصف العمر اللائي أصبن بـأعراض حادة، الأكثر عرضة للإصابة بأعراض مستمرة، خاصة النساء اللواتي يتمتعن بحالتين على الأقل تعرضهن لخطر أكبر للإصابة بأمراض خطيرة، مثل السكري أو الربو أو أمراض القلب.
وقالت راشيل إيفانز، الأستاذة المساعدة في جامعة ليستر ومستشارة متخصصة بالجهاز التنفسي: «تظهر نتائجنا عبئاً كبيراً من الأعراض، ومشاكل بالصحة العقلية والجسدية، ودليل على تلف الأعضاء بعد خمسة أشهر من الخروج من المستشفى لدى مرضى (كورونا)».
وأضافت: «من الواضح أيضاً أن أولئك الذين احتاجوا إلى تنفس صناعي وتم إدخالهم إلى العناية المركزة يستغرقون وقتاً أطول للتعافي»، لكنها أشارت إلى أن الكثير من المشكلات المستمرة لم تفسرها خطورة المرض، مشيرة إلى أسباب أخرى أساسية.
وحللت الدراسة التي أجريت على مستوى المملكة المتحدة 1077 شخصاً مصاباً بالفيروس خرجوا من المستشفى بين مارس (آذار) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2020. ومن بين هؤلاء، هناك 67 في المائة من البيض و36 في المائة من النساء، و50 في المائة لديهم حالتان على الأقل تعرضهم لخطر الإصابة بالمرض شديد.
عندما تمت متابعة المشاركين بعد خمسة أشهر، قال 29 في المائة فقط منهم إنهم شعروا بالشفاء التام، بينما كان أكثر من 90 في المائة من الأشخاص يعانون من أحد الأعراض المستمرة على الأقل، ومعظمهم عانوا في المتوسط من تسعة أعراض مستمرة.
وكانت الأعراض العشرة الأكثر شيوعاً هي آلام العضلات، والإرهاق، والتباطؤ البدني، وضعف جودة النوم، وآلام المفاصل أو تورمها، وضعف الأطراف، وضيق التنفس، والألم وفقدان الذاكرة على المدى القصير وبطء التفكير، وفقاً للدراسة.
كما تأثرت الصحة العقلية، حيث يعاني أكثر من 25 في المائة من الأشخاص من أعراض القلق أو الاكتئاب و12 في المائة يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
تم تقسيم المشاركين أيضاً إلى أربع مجموعات بناءً على شدة أعراضهم عند المتابعة: شديدة جداً وحادة ومعتدلة وخفيفة، مع وجود 46 في المائة من الأشخاص في المجموعة الأخيرة.
بناءً على هذه المجموعات، حدد الباحثون أيضاً سبباً محتملاً للتأثير المستمر على الصحة.
بعد خمسة أشهر من الخروج من المستشفى، كان لدى المرضى الذين يعانون من الأعراض الشديدة مستويات أعلى من بروتين يسمى بروتين «سي التفاعلي»، والذي يرتبط بالتهاب في الجسم، كما أوضحت لويز وين رئيسة أبحاث الجهاز التنفسي بجامعة ليستر والمشاركة في الدراسة.
وقالت وين: «من الدراسات السابقة، من المعروف أن الالتهاب الجهازي مرتبط بضعف التعافي من الأمراض».
في المجموعات، كان الالتهاب المستمر في الجسم الذي يحدده هذا البروتين التفاعلي مرتبطاً بشدة الأعراض، ولكن ليس بمدى شدة تأثر المشارك بـ«كوفيد - 19» أثناء وجوده في المستشفى.
وأوضحت وين: «نحن نعلم أيضاً أن المناعة الذاتية، حيث يكون لدى الجسم استجابة مناعية لخلايا وأعضاء صحية، تكون أكثر شيوعاً عند النساء في منتصف العمر. وقد يفسر ذلك سبب انتشار متلازمة ما بعد (كورونا) في هذه المجموعة، ولكن أيضاً هناك حاجة إلى تحقيق آخر لفهم العملية بشكل كامل».
ويطالب الباحثون الآن بمزيد من المتابعة للناجين من الفيروس.


مقالات ذات صلة

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التقرير يوضح أنه من الأقل احتمالاً أن يكون أمام الأطفال في وسط المدن فرصة للحصول على خيارات غذائية صحية وبتكلفة مقبولة (رويترز)

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

كشف كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا عن أن «الصحاري الغذائية» في المدن إلى جانب إعلانات الوجبات السريعة تتسببان في عيش الأطفال حياة «أقصر وغير صحية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
TT

حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)

أبدت الفنانة المصرية حنان مطاوع رغبتها في تجسيد شخصية فرعونية، وأكدت أنها لم تتوقع أن يكون مشهدها ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» سيثير ضجة كبيرة على «السوشيال ميديا» كما حدث، وعَدّت المنصات الرقمية جاذبة للجماهير وتخطف الأضواء من السينما.

وقالت حنان في حوارها لـ«الشرق الأوسط»: «عشت إحساساً رائعاً لاكتشافي أن الشخصية التي قدمتها في مسلسل (صوت وصورة) ما زالت تعيش في وجدان الجمهور، وعندما طلب مني المخرج محمود عبد التواب الظهور لمدة دقائق في مسلسل (رقم سري) بشخصية رضوى التي قدمتها من قبل في (صوت وصورة) لم أتردد، ووافقت على الفور، ولم أتوقع عدد المكالمات التي وصلتني لتشيد بظهوري في العمل».

وكان مسلسل «صوت وصورة» قد عرض العام الماضي وحقق نجاحاً لافتاً، رغم عرضه في فترة حرجة جداً، في اليوم السابع من أحداث غزة، بحسب ما تتذكر حنان.

حنان مطاوع ظهرت ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» (صفحتها على فيسبوك)

وتعترف مطاوع بأنها «فاشلة جداً في التعامل مع (السوشيال ميديا)»، ورغم ذلك تجد صدى جيداً على وسائل التواصل الاجتماعي لأي عمل تقدمه، وتوضح: «أتذكر أن مسلسل (وعود سخية) الذي أعتز به كثيراً عرض من دون أي دعاية إلا أنني كنت (تريند) على (إكس) لمدة 4 أيام متواصلة».

وحول الأعمال التي ظهرت فيها ضيفة شرف قالت إنها قليلة جداً، وأضافت: «كان أحدثها مسلسل (جولة أخيرة) مع أحمد السقا وأشرف عبد الباقي، وجسدت فيه شخصية نهى زوجة السقا التي انفصل عنها في مرحلة من حياته رغم الحب الذي يجمعهما، كما ظهرت ضيفة شرف في مسلسل (طلعت روحي) بناء على طلب المنتج محمد مشيش».

وحول حرصها على تقديم شخصيات متنوعة، قالت إن «الفنان مثل الكاميرا... وإذا كانت الكاميرا تصور الوجوه، فوجدان الفنان وعقله يصوران الآلام والأحاسيس والمشاعر والنجاحات والإخفاقات للبشر حولنا، وعندما تعرض علي شخصية أنسج ملامحي بما يتفق مع الدور، مستدعية مخزون المشاعر الذي يناسب طبيعة الشخصية».

وتحدثت عن أحدث عمل انتهت من تصويره وهو بعنوان «صفحة بيضا»، وكان يحمل في البداية اسم «تقاطع طرق»، وأعربت عن سعادتها بالمشاركة فيه. وتجسد مطاوع في العمل شخصية «ضي»، وهي شخصية جديدة عليها. المسلسل من تأليف حاتم حافظ، الذي كتب السيناريو والحوار «بحرفية شديدة»، وفق قولها، وإخراج أحمد حسن، وإنتاج شركة أروما للمنتج تامر مرتضى، وتشارك في بطولته مها نصار وأحمد الرافعي وأحمد مجدي وحنان يوسف وحسن العدل وميمي جمال.

حنان مطاوع مع ميمي جمال في أحدث أعمالها الدرامية «صفحة بيضا» (فيسبوك)

وتصور حنان مطاوع مسلسلاً بعنوان «حياة أو موت»، وهو مكون من 15 حلقة، ومن المتوقع أن يعرض على إحدى المنصات الرقمية في شهر رمضان القادم، وهو من تأليف أحمد عبد الفتاح، وإخراج هاني حمدي، وتشارك في بطولته رنا رئيس، وأحمد الرافعي، ومحمد علي رزق، وسلوى عثمان، وعدد كبير من الوجوه الشابة الجديدة.

تقول عن دورها في «حياة أو موت»: «أجسد شخصية (حياة)، وهي شخصية ثرية في مشاعرها، وتعاني العديد من الصراعات الداخلية والمشاكل النفسية التي تؤثر على علاقاتها وقراراتها».

الفنانة حنان مطاوع قدمت أدواراً متنوعة في السينما والتلفزيون (صفحتها على فيسبوك)

وحول قدرتها على الجمع بين شخصيتين في عملين مختلفين في وقت واحد، أكدت أن «هذا مرهق جداً لأي ممثل، وقد خضت هذه التجربة القاسية في عملين هما (هذا المساء) مع المخرج تامر محسن، و(طاقة نور) مع المخرج رؤوف عبد العزيز، والعملان عرضا في رمضان».

أما بخصوص السينما، فأشارت مطاوع إلى أنها انتهت مؤخراً من تصوير دورها في فيلم بعنوان «هابي بيرث داي» مع المخرجة سارة جوهر، التي تراهن على نجاحها في أولى تجاربها الإخراجية، كما أعربت عن سعادتها بهذا العمل الذي كتبه محمد دياب بالمشاركة مع سارة، موضحة أنها تقدم فيه شخصية لم يتم تقديمها من قبل سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية لطبقة موجودة في المجتمع لم يسلط عليها الضوء من قبل.

وتحدثت عن المعاناة التي عاشتها أثناء تصوير عدد كبير من مشاهد الفيلم الذي تشارك في بطولته مع نيللي كريم وشريف سلامة، وقالت: «كنا نصوّر في القناطر الخيرية أواخر شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث كان الطقس شديد البرودة في الليل بعد تصوير استمر ست ساعات قبل شروق الشمس، وكدنا أن نتجمد من شدة البرودة».

أدوار متنوعة قدمتها حنان في الدراما (فيسبوك)

وكان أحدث أفلامها «قابل للكسر» من تأليف وإخراج أحمد رشوان، وجسدت فيه شخصية نانسي التي تستعد للهجرة لتلحق بأسرتها في كندا، ويستعرض الفيلم علاقتها بعدد من الشخصيات قبل سفرها، وتصف حنان شخصية نانسي التي جسدتها في الفيلم بأنها «صعبة في بساطتها»، مضيفة أن «الفيلم حقق نجاحات كثيرة في عدة مهرجانات، رغم أنه لم يعرض جماهيرياً».

جدير بالذكر أن حنان حصدت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم من 5 مهرجانات، منها المهرجان المصري الأميركي للسينما والفنون بنيويورك، ومهرجان الأمل الدولي بالسويد، ومهرجان الداخلة السينمائي بالمغرب.

أما أكثر فيلم تعتز به في مشوارها، فتقول: «فيلم (قص ولصق) مع حنان ترك وشريف منير وسوسن بدر وفتحي عبد الوهاب وهو تأليف وإخراج هالة خليل».

وعما إذا كانت السينما ما زالت تمثل هاجساً للفنان، أكدت أن «المعادلة اختلفت في ظل وجود المنصات الرقمية والحلقات الدرامية القصيرة التي يتم تصويرها بالتكنيك السينمائي؛ مما جعل المنصات تخطف الأضواء نسبياً من السينما».

وعن الشخصية التي ما زالت تنتظرها في عمل فني، قالت: «لدي حنين كبير للتاريخ المصري القديم، وأحلم بتجسيد إحدى الشخصيات الفرعونية».

وبسؤالها عما إذا أتيحت لها الفرصة لتعيد أحد أعمال والدتها الفنانة القديرة سهير المرشدي، أكدت أنه من الاستحالة أن تصل لأدائها العبقري في أي عمل من أعمالها، وأنها ستضع نفسها في مقارنة لن تكون في صالحها، مضيفة أنها تعشق أدوار والدتها في فيلم «عودة الابن الضال» ومسلسلي «ليالي الحلمية» و«أرابيسك»، أما على خشبة المسرح فهي تعشق دورها في مسرحية «إيزيس»، التي تعتبرها علامة مهمة في تاريخ المسرح العربي.