من أجل الرجل العصري.. صالونات الحلاقة اللبنانية تتحول إلى مراكز تجميل

قص الشعر والعناية بالبشرة.. والأظافر اهتمامات تجذبه ولا تتعارض مع رجولته

من أجل الرجل العصري.. صالونات الحلاقة اللبنانية تتحول إلى مراكز تجميل
TT

من أجل الرجل العصري.. صالونات الحلاقة اللبنانية تتحول إلى مراكز تجميل

من أجل الرجل العصري.. صالونات الحلاقة اللبنانية تتحول إلى مراكز تجميل

بين الفترة والأخرى تظهر تقليعة أو بالأحرى ظاهرة في لبنان، تشد الانتباه واحدة منها اهتمام الرجل بمظهره، وانتعاش صالونات الحلاقة التي توسعت لتلبي كل ما يحتاجه من عناية للبشرة أو الأظافر وتقشير البشرة وغيرها.
فدخول الرجل صالونا للحلاقة لم يعد يعني فقط قص شعره أو حلق ذقنه، بل امتد إلى خدمات أخرى وكثيرة تهتم به من الرأس إلى أخمص القدمين. مثل المرأة، اكتشف أخيرا أن هذه الصالونات يمكن أن تكون بمثابة واحة للاسترخاء والتخلص من الضغوطات اليومية. وربما هذا ما ساعد على تحويل صالونات الحلاقة هذه إلى مراكز تجميل هدفها الاعتناء بالمظهر الخارجي للرجل لتعزيز مظهره وثقته بنفسه في الوقت ذاته. ويجمع معظم أصحاب هذه المراكز على أن الرجل يرفض أن يتهم بتقليد المرأة أو بأن يقتحم عالمها الخاص؛ إذ يصر أن العصر تغير وأن من واجبه هو الآخر أن يبدو مرتبا ليعكس صورة صحية وإيجابية، سواء تعلق الأمر بحلاقة ذقنه وشعره أو الاهتمام بأظافره وبشرته. فإهماله هذه العناصر قد تجعله يبدو مهملا وتؤدي إلى نفور الآخرين منه، خصوصا بعد أن أصبح الشكل الخارجي يلعب دورا مهما في تحقيق كثير من النجاحات الاجتماعية والعملية.
ويشير بعض أصحاب هذه المراكز إلى أن هذه الاهتمامات ليست وليدة الساعة، بدليل أن الآباء والأجداد كانوا يتفاخرون بشواربهم الكثيفة وبسوالفهم المقصوصة بشكل أنيق. كما أن التاريخ يشهد على هذا من خلال صور الملوك والأمراء الفرنسيين والإنجليز الذين كانوا يولون شكلهم الخارجي اهتماما لافتا، برز في وضعهم الشعر المستعار أحيانا وفي ارتداء أزياء أنيقة وفاخرة أحيانا أخرى من دون أن يتهم باقتحام عالم المرأة أو التشبه بها.
يقول مصفف الشعر جان فادي البنا إن «هذه الظاهرة ليست حديثة؛ إذ شهدت انطلاقتها الأولى منذ نحو 10 سنوات، لكنها أصبحت أكثر وضوحا بعد أن تقبلها المجتمع كجزء من ثقافته الحديثة. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد لمس الرجل أخيرا أن الاهتمام بشكله الخارجي بات مطلبا ضروريا يكمل شخصيته ويزيدها جاذبية، أي إنها لا تتعارض مع رجولته». ويضيف: «ولعل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير ساهم في نقل صورة واضحة عن مدى اهتمام الرجل الأوروبي بمظهره الخارجي، ولا سيما أصحاب الشهرة الواسعة في عالمي الرياضة أو الفن. المهم هنا هو عدم المبالغة حفاظا على المظهر الذكوري».
من جهته، يؤكد جان شديد، وهو صاحب محل حلاقة رجالي في منطقة الأشرفية، أنه توسع لمجالات العناية بالمظهر ككل بناء على طلب زبائنه. فقط لاحظ أنهم بدأوا يسألونه عن إمكانية توفير خدمات أخرى؛ مما شجعه على تحويل صالونه إلى مركز تجميل يعتني بقص الشعر وتصفيفه وتلوينه، كما يعتني بتنظيف البشرة وتقليم الأظافر وإزالة الشعر الزائد، وغيرها من الخدمات.
وبالفعل، تشمل لائحة الاعتناء بالشكل الخارجي لدى الرجل عدة خدمات، بعضها يتعلق بتصفيف شعره وتلوينه، وبعضها الآخر بتنظيف بشرته وتقليم أظافر يديه وقدميه، إضافة إلى تمشيط الحاجبين وإزالة الشعر من بعض أجزاء الجسم ووضع أقنعة مغذية لتكتسب البشرة نضارة ومرونة. قد تستغرق بعض هذه الخدمات مدة لا تتجاوز الـ30 دقيقة، يحصل بعدها على إطلالة مميزة وشعور بالثقة والتميز.
من الخدمات الأخرى المتوفرة في هذه الصالونات، إلى جانب قص وتصفيف وتلوين الشعر، عمليات تكثيف حجم الشعر. ويتم ذلك إما من خلال اللجوء إلى «ألياف الشعر» (fibre hair)، وهي كناية عن قطع شعر مطحون تثبت على الجزء الأصلع من الرأس، أو إلى تمديدات شعر «extension» توضع بشكل خفي، بحيث يظهر حجم الشعر الكثيف بشكل طبيعي للأشخاص الذين يعانون من شعر رأس خفيف.
أما خدمة الـ«blow out »، فهي تعتمد على وضع مادة خاصة على شعر الرأس دون أن تمس الجلد، تعمل على التخفيف من تجعد الشعر، لتضفي عليه تماوجات طبيعية تغنيه عن الحاجة إلى تصفيفه بشكل يومي.
بالنسبة لتنظيف الوجه والاعتناء به فتستحوذ على اهتمام عدد لا يستهان به من الرجال. ويأتي تنظيف الوجه من حبوب الزيوان ووضع أقنعة مغذية، إضافة إلى استخدام كريمات خاصة تحتوي على مواد تتسبب بنفخ أماكن خافتة فيه من دون حقن البوتوكس، على قائمة الخدمات الأكثر طلبا. هذا إضافة إلى اللجوء إلى تدليك الوجه بطرق تساهم في تحريك الدورة وحمامات البخار وغيرها، وهي خدمات يقبل عليها الرجل الذي يعاني من التعرض الطويل للشمس والغبار أو من المكوث الطويل وراء مكتبه.
من الصراعات الجديدة التي دخلت هذه المراكز، تنظيف الحاجبين بشكل لا يشوهها؛ أي من خلال الابتعاد عن الطابع الأنثوي. ويقبل على هذه الخدمة الشباب والمتقدمون في العمر على حد سواء، خصوصا منهم الذين يحاولون التخفيف من كثافتها، ورسمها بشكل يفتح ملامح الوجه ويزيده إشراقا. ويعد لاعب كرة القدم العالمي ديفيد بيكام مثالا يحتذى به في هذا الصدد. كذلك الأمر بالنسبة لزميله البرازيلي كريستيانو رونالدو المعروف باعتنائه الدائم ببشرته وشعره وبتنظيف حاجبيه.
*مثل شذب الحاجبين، كانت عملية تقليم أظافر اليدين والقدمين من الأمور التي ترتبط بالمرأة فحسب، لكنها لم تعد كذلك، بعد أن أصبحت من متطلباته في هذه المراكز، ويقوم بها بشكل منتظم.
في البداية كان الرجل الذي يعاني من قضمه لأظافره أو للحم الميت المحيط بها، هو من يطلبها، إلا أنها حاليا تستقطب معظم الرجال.
أما إذا كنت تعاني من التوتر والجهد اليومي، فإن الحل هو غرفة الزجاج البخارية، فقد استحدثت صالونات الحلاقة الرجالية غرفة زجاجية خاصة بحمام بخاري، من شأنها أن تخفف من التوتر الذي قد يصاب به الرجل من جراء الضغوطات اليومية وأيضا من آلام الظهر والعنق.
تستغرق الجلسة في الغرفة الزجاجية نحو 40 دقيقة، تتضمن ذبذبات (vibration) من شأنها أن تحرك الدورة الدموية، إضافة إلى عملية تذويب الشحم الزائد في الجسم، ولو بنسبة قليلة.
تلا هذه الجلسة، عملية التدليك بواسطة الأحجار الهندية السوداء التي تمرر على كل أقسام الجسم، بعد أن يكون قد تم دهنه بزيوت خاصة، مثل الخزامى أو جوز الهند وغيرها. وينصح بهذه الجلسات على الأقل مرتين في الأسبوع.
يمكن القول إن «جميع هذه الخدمات تستغرق نحو الـ3 ساعات فيما لو رغب الرجل في القيام بها كلها مرة واحدة، بينما تتراوح كلفتها كلها ما بين 150 و300 دولارا».



اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
TT

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمناسبات النهار أو المساء والسهرة. ثم جاءت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، لترسِخ مكانته منذ أيام قليلة، لدى مشاركتها مراسيم استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. ظهرت به من الرأس إلى أخمص القدمين، في لوحة مفعمة بالجرأة والكلاسيكية في الوقت ذاته. هذه اللوحة ساهم في رسمها كل من مصممة دار «ألكسندر ماكوين» السابقة سارة بيرتون من خلال المعطف، ومصممة القبعات «سحر ميليناري» ودار «شانيل» من خلال حقيبة اليد.

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

كان هذا اللون كافياً لكي يُضفي عليها رونقاً ودفئاً من دون أن يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده. ربما تكون أقراط الأذن والعقد المرصعين باللؤلؤ هما الاستثناء الوحيد.

لكن من يعرف أميرات القصر البريطاني يعرف أن اختياراتهن لا تخضع لتوجهات الموضة وحدها. هن أيضاً حريصات على توظيف إطلالاتهن كلغة دبلوماسية في المناسبات الرسمية. في هذا الحالة، يمكن أن نقرأ أن سبب اختيارها هذا اللون كان من باب الاحتفاء بالضيفين العربيين، بالنظر إلى أنه أحد ألوان العلم القطري.

لكن إذا تقيّدنا بتوجهات الموضة، فإنها ليست أول من اكتشفت جمالياته أو سلّطت الضوء عليه. هي واحدة فقط من بين ملايين من نساء العالم زادت قابليتهن عليه بعد ظهوره على منصات عروض الأزياء الأخيرة.

اختيار أميرة ويلز لهذا اللون من الرأس إلى أخمص القدمين كان مفعماً بالأناقة (رويترز)

«غوغل» مثلاً أكدت أن الاهتمام بمختلف درجاته، من العنابي أو التوتي أو الرماني، بلغ أعلى مستوياته منذ 5 سنوات، في حين ارتفعت عمليات البحث عنه بنسبة 666 في المائة على منصات التسوق الإلكترونية، مثل «ليست» و«نيت أبورتيه» و«مايتريزا» وغيرها.

ورغم أنه لون الخريف والشتاء، لعُمقه ودفئه، فإنه سيبقى معنا طويلاً. فقد دخل تشكيلات الربيع والصيف أيضاً، معتمداً على أقمشة خفيفة مثل الكتان والساتان للنهار والموسلين والحرير للمساء، بالنظر إلى أن أول تسلل له، كان في تشكيلات ربيع وصيف 2024 في عرضي كل من «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا». كان جذاباً، الأمر الذي جعله ينتقل إلى تشكيلات الخريف والشتاء الحاليين والربيع والصيف المقبلين.

بغضّ النظر عن المواسم والفصول، كان هناك إجماع عالمي على استقباله بحفاوة جعلته لون الموسم بلا منازع. لم يعد يقتصر على العلامات الكبيرة والغالية مثل «غوتشي» و«برادا» وغيرهما. انتقلت عدواه سريعاً إلى المحلات الكبيرة من «بريمارك» إلى «زارا» و«أيتش أند إم» مروراً بـ«مانغو» وغيرها من المتاجر الشعبية المترامية في شوارع الموضة.

الجميل فيه سهولة تنسيقه مع ألوان كثيرة مثل الرمادي (إ.ب.أ)

ورغم أن أميرة ويلز ارتدته من الرأس إلى القدمين، فإن أحد أهم عناصر جاذبيته أنه من الدرجات التي يسهل تنسيقها مع ألوان أخرى كثيرة، من دون أن يفقد تأثيره. يمكن تنسيقه مثلاً مع الأسود أو البيج أو الرمادي أو الأزرق الغامق. يمكن أيضاً تنسيق كنزة صوفية بأي درجة من درجاته مع بنطلون جينز بسيط، أو الاكتفاء بمعطف منه أو حقيبة أو حذاء حتى قفازات فقط.