حظر التجول يتسع في ليبيا لمواجهة تفشي الوباء

قُبيل تسلم دفعة من لقاح «أسترازينيكا» نهاية الشهر

مركز سبها الطبي في الجنوب الليبي (مركز سبها)
مركز سبها الطبي في الجنوب الليبي (مركز سبها)
TT

حظر التجول يتسع في ليبيا لمواجهة تفشي الوباء

مركز سبها الطبي في الجنوب الليبي (مركز سبها)
مركز سبها الطبي في الجنوب الليبي (مركز سبها)

اتسعت دائرة الإجراءات الاحترازية في ليبيا لتشمل مزيدا من تطبيق حظر التجول في عديد من المدن بأنحاء البلاد في ظل تزايد الإصابات والوفيات بفيروس «كوفيد - 19»، بينما تستعد السلطات الطبية لتسلّم خمسة ملايين جرعة من لقاح «أسترازينيكا» في نهاية شهر مارس (آذار) الحالي.
ومنيت ليبيا بواحد وخمسين حالة وفاة جديدة أمس، مقسمة على 14 منطقة لترتفع الوفيات إلى 2564 حالة، كما ازداد العدد التراكمي إلى 153411 إصابة في عموم ليبيا، مع تعافي 140420 حالة. وكان المركز الوطني لمكافحة الأمراض فرع سبها سجل 50 إصابة بالفيروس وست حالات وفاة، كما أن عددا من البلديات في الجنوب تشتكي من تزايد أعداد الإصابات في ظل نقص المستلزمات الطبية.
وقال مركز سبها الطبي إن «كورونا» تواصل حصد الأرواح هناك، ناعياً أحد أفراد الفريق الأمني المكلف بحراسة المركز بعدما قضى متأثراً بالفيروس، مشدداً على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي. وأمام تفشي الوباء في ليبيا، قررت اللجنة العليا لمكافحة جائحة فيروس «كورونا» ببلدية جادو (شمال غربي البلاد) فرض حظر تجول 12 ساعة من السادسة مساء إلى صباح اليوم التالي، بهدف إتاحة الفرصة لفريق الرصد والتقصي بمركزي الفلترة والعزل للتعامل مع الإصابات وتقييم الوضع الوبائي في قادم الأيام.
وأوصت اللجنة في بيان أمس، بضرورة إغلاق المقاهي وصالات الأفراح والمواقع السياحية وإلغاء التجمعات كافة، مع الاستمرار في فرض حظر التجول، ونوهت اللجنة إلى أنه أصبح من الصعب استقبال حالات جديدة بمراكز العزل في ظل ارتفاع الإصابات بالفيروس ما تسبب في نقص الأكسجين، «وهذه كلها مؤشرات تدل على انتشار الوباء داخل المدينة والمناطق المجاورة».
وسبق للمنطقة بالشرقية الدخول في حظر تجول كلي أسبوعين، بدأ مطلع الأسبوع الماضي، على خلفية تزايد الإصابات والوفيات. واستثنى القرار الصيدليات والعيادات الخاصة والعامة مع الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية والوقاية للتقليل من مخاطر الجائحة. وسجلت المختبرات الطبية وجود 901 إصابة جديدة أمس، بفيروس «كورونا» إضافة إلى 1059 حالة شفاء في البيانات الرسمية للمركز الوطني، لكن مصادر طبية تتحدث عن أن نسبة الإصابات في تزايد بالنظر إلى المرضى الذين يتلقون العلاج من تلقاء أنفسهم ويخضعون للعزل المنزلي.
وأعلن الدكتور خليفة البكوش رئيس اللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة «كورونا» في تصريحات إعلامية أن خمسة ملايين جرعة من لقاح «أسترازينيكا» الخاصة بالفيروس ستصل إلى ليبيا نهاية شهر مارس (آذار) الحالي. وتسابق حكومة «الوحدة الوطنية» الزمن لاستيراد لقاح «كورونا» بجانب التحضير لإطلاق حملة التطعيم في جميع أنحاء البلاد؛ واجتمع وزير الصحة بالحكومة الدكتور علي الزناتي، باللجنة التسييرية بالمركز الوطني أول من أمس، لمناقشة استعدادات الحملة، ونوهت اللجنة إلى أن نسبة الجاهزية لاستقبال اللقاح بلغت 85 في المائة في 430 مركز تطعيم، موزعة على أنحاء البلاد.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.