أوروبا تخشى سرعة طفرات «كوفيد ـ 19»

عبّرت عن قلقها من عدم تحقيق المناعة الجماعية

أوروبا تخشى سرعة طفرات «كوفيد ـ 19»
TT

أوروبا تخشى سرعة طفرات «كوفيد ـ 19»

أوروبا تخشى سرعة طفرات «كوفيد ـ 19»

أعرب المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها عن شكوكه، للمرة الأولى، في فرضية أن تلقيح 70 في المائة من السكان البالغين ستكون كافية لتحقيق المناعة الجماعية في الظروف الراهنة. وجاء في التقرير الدوري الأخير الذي صدر عن المركز أمس (الثلاثاء) أن سرعة سريان الطفرات الفيروسية الجديدة ودرجة فتكها العالية بالمقارنة مع السلالة الأساسية، تستدعي مواصلة الحذر وتدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي، خاصة إذا تقرّر استئناف حركة التنقل العادية بين البلدان. وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تادروس أدهانوم غيبريسوس، قد وجّه مساء أول من أمس (الاثنين) انتقادات شديدة مرة أخرى إلى الدول الغنية التي تواصل التنافس على اقتناء كميات من اللقاحات تزيد بكثير على حاجاتها في الوقت الذي لم تتجاوز نسبة التغطية اللقاحية في البلدان النامية 1 في المائة من مجموع السكان.
في غضون ذلك ترزح الدول الأوروبية تحت وطأة جموح انتشار الوباء الذي يهدد بموجة جديدة واسعة النطاق بدأت ترخي بظلالها على الخطط التي كانت قد وضعتها الحكومات لاستئناف النشاط الاقتصادي والحركة الاجتماعية بحلول أواسط الفصل الثاني من هذا العام. ولم تتردد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في وصف الوضع الوبائي بأنه «خطير جداً» بعد الاجتماع الذي عقدته مع السلطات الصحية لتحديد التدابير الواجب اتخاذها من أجل وقف انتشار الفيروس. وأعلنت ميركل أن الحكومة الاتحادية قررت وقف تدابير الانفتاح التدرجي التي كانت قد بدأت بتنفيذها منذ أسبوعين، وذلك بسبب الارتفاع السريع في عدد الإصابات الجديدة واقتراب وحدات العناية الفائقة في المستشفيات من أقصى قدرتها الاستيعابية. وكانت ميركل تتحدث إلى وسائل الإعلام في نهاية الاجتماع بعد الساعة الثالثة من فجر أمس لتعلن تمديد تدابير العزل والاحتواء المتشددة حتى 18 من أبريل (نيسان)، وإقفال البلاد بشكل تام بين الأول والخامس من الشهر ذاته، والسماح فقط لمتاجر الأغذية بفتح أبوابها يوم الثالث من الشهر. كما أعلنت المستشارة الألمانية فرض إبراز فحص سلبي لكورونا على جميع الوافدين إلى ألمانيا من أي دولة في العالم. وأفاد معهد «روبرت كوخ» بأن أكثر من ثلاثة أرباع الإصابات الجديدة في ألمانيا ناجمة عن الطفرة البريطانية للفيروس، وحذّر المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض من أن أوروبا تواجه جائحة جديدة، أكثر فتكاً وأسرع سرياناً لمدة أطول.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد حذّر أيضاً من أنه لا يستبعد تشديد تدابير الإقفال المفروضة لمدة شهر على معظم الأراضي الفرنسية، إذا تبيّن أنها لم تؤد إلى احتواء الوباء الذي قال إنه يسري بسرعة غير معهودة حتى الآن. ومن جهتها أعلنت الحكومة البريطانية فرض غرامة قدرها 6 آلاف يورو على كل مواطن بريطاني يسافر خارج البلاد لقضاء عطلة الفصح مطلع الشهر المقبل، وذلك بعد ازدياد المخاوف من موجة وبائية جديدة رغم أن أكثر من نصف السكان البريطانيين قد تناولوا حتى الآن جرعة لقاح واحدة على الأقلّ.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.