وزير الخارجية الفلسطيني يتعهد باستمرار الجهود الدبلوماسية لمحاسبة إسرائيل

وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي (رويترز)
وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي (رويترز)
TT

وزير الخارجية الفلسطيني يتعهد باستمرار الجهود الدبلوماسية لمحاسبة إسرائيل

وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي (رويترز)
وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي (رويترز)

قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، اليوم (الثلاثاء)، إن الجهود الدبلوماسية مستمرة حتى تتم مساءلة ومحاسبة إسرائيل، وذلك بعد إقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «قرار فلسطين حول حالة حقوق الإنسان وضمان المساءلة».
وأضاف المالكي، الذي سحبت إسرائيل بطاقة الشخصيات المهمة منه يوم الأحد بعد عودته من هولندا ولقائه مع المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، في بيان، أن 32 دولة من أعضاء مجلس حقوق الإنسان في جنيف صوتت اليوم لمصلحة القرار الفلسطيني، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
ويضم القرار 26 بنداً، ويتناول أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية من الجوانب الصحية والسياسية والاقتصادية، ويتحدث عن الالتزامات المترتبة على إسرائيل بصفتها قوة تحتل الأراضي الفلسطينية.
ووصف المالكي «الدول التي لم تدعم القرار بأنها تعزل نفسها إلى جانب الدول المارقة والخارجة عن القانون الدولي، ولا تحترم واجباتها وتضع نفسها في مصاف الدول التي تقبل الجرائم وتشجعها، وتقف في مواجهة العدالة، وعلى الجانب الخطأ من التاريخ». وقال «إن محاولات حماية مجرمي الحرب الإسرائيليين هي إخلال بمنظومة العدالة الدولية وتمنح إسرائيل الحصانة والإفلات من العقاب».
ولدى المجلس، الذي تأسس في 2006، بند دائم على جدول أعمال جميع جلساته يتعلق بالأراضي الفلسطينية، وهي القضية الوحيدة التي تحظى بمثل هذا التناول، وهو ما تعارضه كل الإدارات الأميركية الديمقراطية والجمهورية.
وعادة ما يصدر المجلس قرارات تندد بالانتهاكات الإسرائيلية المزعومة في غزة والضفة الغربية المحتلة، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تتهم المجلس بالتحيز. وأعلنت فاتو بنسودا، ممثلة الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية، هذا الشهر، أنها ستحقق في جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية بعد أن قضت المحكمة بأن من اختصاصها نظر تلك الجرائم. ولاقت هذه الخطوة استنكار إسرائيل، التي لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية، والولايات المتحدة، التي لم تصدق على بيان تأسيسها.
وقالت بنسودا في ديسمبر (كانون الأول) عام 2019، إن جرائم حرب ارتكبت أو يجري ارتكابها في الضفة الغربية وقطاع غزة وذكرت كلاً من الجيش الإسرائيلي وجماعات فلسطينية مسلحة، مثل حركة «حماس»، كمرتكبين محتملين لهذه الجرائم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.