بيل غيتس يدعم فكرة تبريد الأرض «بغبار الطباشير»

للتحكم في الإشعاعات الشمسية

بيل غيتس (رويترز)
بيل غيتس (رويترز)
TT

بيل غيتس يدعم فكرة تبريد الأرض «بغبار الطباشير»

بيل غيتس (رويترز)
بيل غيتس (رويترز)

موّل، بيل غيتس مع عدد من رجال الأعمال، مشروعاً لاكتشاف مدى إمكانية السيطرة على الاحتباس الحراري، والذي ينوي إطلاقه هذا الصيف، عن طريق إطلاق بالون كبير في السماء بالسويد لتعتيم الشمس، بالقرب من مدينة كيرونا في القطب الشمالي، حسبما أفادت صحيفة «التايمز».
يَعدّ غيتس هذا الاستكشاف عتبة تاريخية جديدة، وستكون أول محاولة جادة لاستكشاف ما إذا كان يمكن السيطرة على الاحترار العالمي عن طريق تعتيم الشمس.
سيصعد البالون إلى ارتفاع 12 ميلاً، وبعد انطلاقه، ستسقط جزيئات كربونات الكالسيوم (غبار الطباشير) بشكل أساسي - لمعرفة ما إذا كان إطلاقها في الستراتوسفير (طبقة من الغلاف الجوي للأرض فوق طبقة التروبوسفير، وتمتد نحو 50 كم فوق سطح الأرض) يمكن أن تؤدي إلى انعكاس جزء من طاقة الشمس وانخفاض درجات الحرارة على الأرض.
أثارت الفكرة نقاشاً حاداً، حيث يجادل النقاد بأن العمل على هذا النوع من «الهندسة الجيولوجية الشمسية» سوف يأتي بنتائج عكسية من خلال إعطاء السياسيين ذريعة لتأخير خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
قال فرانك كوتش، الأستاذ في جامعة هارفارد وأحد قادة المشروع، إن فكرة اللجوء إلى الهندسة الجيولوجية على نطاق واسع «فكرة مخيفة». وأضاف أن هذه الاستراتيجية ستُستخدم فقط إذا أصبحت أجزاء كبيرة من الأرض حارة جداً ولا يمكن العيش فيها.
قال السير ديفيد كينغ، كبير المستشارين العلميين السابق لحكومة المملكة المتحدة والذي يدير الآن مركزاً في جامعة كامبريدج: «يجب توقيف هذه التقنية». وأضاف: «إن تعتيم الشمس يمكن أن تكون له آثار كارثية على أنظمة الطقس، ولكني أؤيد التجارب لجمع البيانات، لأنه في يوم من الأيام قد نضطر إلى تجربته».
سيرفع منطاد الطيران التجريبي الأول نحو 600 كيلوغرام من الأدوات العلمية إلى طبقة الستراتوسفير. وإذا سارت الرحلة على ما يرام، ستُسقط الرحلة تدريجياً كيلوغراماً من الغبار لتكوين عمود بطول بضع كيلومترات، وهو أصغر بكثير من أن يكون له تأثير على كثافة الشمس.
قال كوتش: «سيتم جمع قراءات حول كيفية تصرف جزيئات الغبار وكيفية تفاعلها كيميائياً مع الهواء، وسيتم إدراج البيانات في النماذج للتنبؤ بما سينتج إذا تم إجراء الهندسة الجيولوجية على نطاق أوسع».
وقال ستيوارت هاسزلدين، أستاذ التقاط الكربون وتخزينه في جامعة إدنبره، والذي لم يشارك في المشروع، إنه يمكن تبريد الأرض، وبتكلفة زهيدة نسبياً. لكن حجب الشمس لن يضيف شيئاً لمعرفة السبب الجذري للاحتباس الحراري.
وقال ديفيد كيث، الأستاذ في جامعة هارفارد وأحد قادة التجربة، إنه لا يمكن استخدام هذه التقنية إلا كمكمل للتدابير الأخرى. على سبيل المثال، قد يكسب العالم بعض الوقت لتحسين تقنيات سحب الكربون من الغلاف الجوي. وأضاف: «إن أحد المفاهيم الخاطئة حول الهندسة الجيولوجية الشمسية هو أنها بديل لخفض الانبعاثات. وهذا يعد هراء».
وعلق قائلاً: «بغضّ النظر عن الآراء التي لديّ أو لدى الأشخاص الآخرين من جيلي حول الهندسة الشمسية، بما في ذلك الأشخاص الذين يعتقدون أنه لا ينبغي استخدامها أبداً ولا يمكن استخدامها أبداً، فنحن لسنا مَن سيقرر». وأكمل بالقول: «إن إجراء تحقيق جاد حول مخاطرها ومدى نجاحها في تزويد الجيل القادم بمعلومات أفضل لاتخاذ قرار أكثر استنارة».


مقالات ذات صلة

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

صحتك رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة 25 أغسطس 2023 (رويترز)

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

كشفت دراسة مكسيكية أنه على عكس الاعتقاد السائد، فإن كبار السن أكثر قدرة على تحمل موجات الحرارة مقارنة بالشباب.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الحجار يستعيد وهج «تترات المسلسلات» بالأوبرا المصرية

الفنان علي الحجار وأغانٍ متنوعة في حفل له بالأوبرا (دار الأوبرا المصرية)
الفنان علي الحجار وأغانٍ متنوعة في حفل له بالأوبرا (دار الأوبرا المصرية)
TT

الحجار يستعيد وهج «تترات المسلسلات» بالأوبرا المصرية

الفنان علي الحجار وأغانٍ متنوعة في حفل له بالأوبرا (دار الأوبرا المصرية)
الفنان علي الحجار وأغانٍ متنوعة في حفل له بالأوبرا (دار الأوبرا المصرية)

قدّم الفنان المصري علي الحجار مجموعة من شارات الأعمال الدرامية، التي غنّاها من قبل، في حفل احتضنه المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، الخميس، ليستعيد وهج «تترات المسلسلات» وسط حضور جماهيري حاشد.

واستعاد الفنان خلال الحفل العديد من الأغاني، التي أثّرت في وجدان محبي الدراما والغناء الأصيل، والتي قدّمها عبر مشواره الفني، وجسّدت كثيراً من المعاني والقيم الإنسانية السامية والمثل العليا.

تفاعل الفنان مع الجمهور الذي احتشد في المسرح الكبير، وبصوته المميز وإحساسه الصادق تغنى بمقدمة ونهاية مسلسلات «المال والبنون»، و«أولاد آدم»، و«رحلة السيد أبو العلا البشري»، و«اللقاء الثاني»، و«كناريا»، و«الأيام»، و«السيرة الهلالية».

جانب من حفل علي الحجار بالأوبرا (دار الأوبرا المصرية)

وعدّ الناقد الموسيقي المصري، أحمد السماحي، أن «نجاح حفل علي الحجار بعد تقديمه العديد من تترات المسلسلات يؤكد ريادته لهذا اللون الغنائي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نجح علي الحجار وقلة من الأصوات الطربية التي تميزت بجمال الصوت وقوته في هذا النوع، في حين لم يصمد غيره من المطربين في هذا الأمر، فما يقدمه الحجار له طابعه الخاص، لما يمتلكه من إمكانات صوتية عالية، فهو يستطيع تلوين صوته درامياً، وأصبحت الأعمال الدرامية التي قدّم الحجار تتراتها علامة مميزة في تاريخ الدراما المصرية».

وأوضح: «لو تحدثنا علمياً فسنجد أن أهم مزايا صوت علي الحجار هو اتساع مساحته، والميزة الثانية تحدي صوته لقوانين الطبيعة، فهو في نهاية الستينات ويغني بإجادة رائعة وخبرة عظيمة، فما زال صوته يلمع ويمتلئ بالإبداع».

وبدأت مسيرة الحجار الغنائية عام 1977 بأغنية «على قد ما حبينا» من كلمات عبد الرحيم منصور، وألحان بليغ حمدي، وأولى شارات المسلسلات التي قدّمها كانت «تتر مسلسل الأيام» وأغاني المسلسل من كلمات سيد حجاب وألحان عمار الشريعي، كما قدّم العديد من الألبومات الغنائية مثل «متصدقيش» و«مبسوطين» و«لم الشمل» و«مكتوبالي».

علي الحجار قدّم العديد من أغاني تترات المسلسلات (دار الأوبرا المصرية)

ويرى السماحي أن «الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها علي الحجار ألقت بعض الظلال على القيمة الحقيقية لصوته، بدلاً من أن تلقي عليها الضوء، فأحياناً أشعر أن معظم الناس من فرط ما أصبح الاستماع إلى صوت الحجار عادة وتقليداً محبباً في حياتنا اليومية، بوسعهم أن يتتبعوا ملامح الجمال في أي صوت جديد، مثلما فعلوا ذلك مع علي الحجار».

موضحاً أن «الحجار صوته أصبح جزءاً من تراثنا الفني، ويستحوذ على المستمع بملكاته وقدراته الكبيرة التي تؤكد ريادة وتفرّد هذا الصوت».

وتضمن حفل الأوبرا العديد من أغاني الحجار القديمة، مثل «يا مصري ليه»، و«عارفة»، وكذلك أغنية «يا أبو الريش»، وأغاني مسلسلات «الشهد والدموع»، و«النديم»، و«وجع البعاد»، و«الرحايا»، و«عمر بن عبد العزيز»، و«جزيرة غمام»، و«الليل وآخره»، وأغنية «بنت وولد» من فيلم «إسكندرية نيويورك»، وأغنية «في هويد الليل» من مسلسل «غوايش»، و«ذئاب الجبل»، و«مسألة مبدأ»، و«بوابة الحلواني».