دفعة من مرتزقة تركيا تغادر ليبيا... وحفتر يلتزم الصمت

مجلس النواب يفتح باب الترشح لمناصب سيادية

عناصر من حرس المنشآت البترولية خلال تدريب عسكري في مدينة بير الغانم أمس (رويترز)
عناصر من حرس المنشآت البترولية خلال تدريب عسكري في مدينة بير الغانم أمس (رويترز)
TT

دفعة من مرتزقة تركيا تغادر ليبيا... وحفتر يلتزم الصمت

عناصر من حرس المنشآت البترولية خلال تدريب عسكري في مدينة بير الغانم أمس (رويترز)
عناصر من حرس المنشآت البترولية خلال تدريب عسكري في مدينة بير الغانم أمس (رويترز)

بعد ساعات قليلة من مغادرة دفعة تضم 120 من «المرتزقة، القادمين من سوريا والموالين لتركيا، العاصمة الليبية طرابلس، أول من أمس، بدأت مديرية أمن طرابلس، أمس، تنفيذ خطتها لتأمين العاصمة الليبية، عبر تنفيذ عمليات أمنية لمختلف الأجهزة التابعة لها، وتسيير دوريات داخل العاصمة ومناطقها الحيوية.
وقالت مصادر في مطار معيتيقة الدولي إن «هؤلاء استقلوا طائرة نقل عسكرية غادرت إلى تركيا، تمهيداً لعودتهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا».
والتزمت حكومة «الوحدة» الصمت، فيما لم تعلق تركيا رسمياً على هذه التطورات. لكن مصادر مطلعة قالت في المقابل إن نقل هذه المجموعة «يأتي في إطار تفاهم إقليمي على البدء في إنهاء وجود المرتزقة داخل الأراضي الليبية»، مشيرة إلى أن «جانباً من هذا التفاهم تم إبرامه بمفاوضات رباعية، شاركت فيها مصر وتركيا، إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا».
بدوره، لم يعلق الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، على هذه التطورات، لكن مسؤوليه أكدوا في المقابل أنهم «على علم بوجود اتفاق لترحيل المرتزقة»، ولفتوا إلى أن «هذه الخطوة هي محل ترحيب، كونها تستجيب لمطالب الجيش بإنهاء الوجود العسكري لتركيا والمرتزقة، الموالين لها، من الأراضي الليبية».
وطبقاً لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن «الدفعة التي عادت تنتمي إلى فصيل (السلطان مراد)»، ولفت إلى ما وصفه بـ«الأوضاع المزرية للمقاتلين الموالين لتركيا الموجودين في ليبيا»، وقال إنهم «لم يتلقوا رواتبهم ومستحقاتهم الشهرية».
لكن المرصد قال في المقابل إن أبو عمشة، قائد فصيل «السلطان سليمان شاه»، «يقوم بتجهيز دفعة من مقاتليه لإرسالهم إلى ليبيا عبر تركيا». فيما قال عضو في اللجنة العسكرية المشتركة، التي تضم الجيش الوطني والقوات شبه الحكومية (5+5)، التي أنهت تهيئة الطريق الساحلي الرابط بين مدينتي سرت ومصراتة، تمهيداً لتحديد موعد لإعادة فتحه، إن اللجنة «جددت في خطاب رسمي إلى مجلس الأمن الدولي مطالبتها الدول، التي لديها قوات في ليبيا، بسحبها فوراً».
إلى ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس، «فرض عقوبات على الشقيقين محمد وعبد الرحيم الكاني، أبرز قادة ما يعرف باسم ميليشيا الكانيات، التي سيطرت على مدينة ترهونة، الواقعة على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة طرابلس منذ عام 2015، وحتى يونيو (حزيران) من العام الماضي».
وقال بيان للاتحاد إن «الاثنين متهمان بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في ليبيا، ولا سيما القتل خارج نطاق القضاء، والاختفاء القسري للأشخاص».
على صعيد آخر، أعلن المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، الذي بدأ مساء أول من أمس زيارة لم يسبق الإفصاح عنها إلى القاهرة للقاء مسؤولين مصريين، «تشكيل لجنة نيابية لفتح الترشح لتولي المناصب السيادية، واستقبال السير الذاتية حتى الوصول إلى توافق حولها».
ودعت بعثة الأمم المتحدة لجنة (13+13) لاستئناف المشاورات بشأن هذه المناصب، التي تشمل محافظ المصرف المركزي، ورئيس ديوان المحاسبة، ورئيس جهاز الرقابة الإدارية. إضافة إلى رئيس هيئة مكافحة الفساد، ورئيس وأعضاء المفوضية العليا للانتخابات، ورئيس المحكمة العليا، ومعهم منصب النائب العام.
من جانبها، واصلت لجنة المالية بمجلس النواب، المجتمعة في طرابلس، مناقشة مشروع الميزانية العامة المحالة من قبل حكومة الوحدة لدراستها، وإبداء الملاحظات عليها، بهدف عرضها على مجلس النواب بعد الانتهاء من مراجعتها.
وفى محاولة لإنهاء الانقسام الإعلامي، أصدر محمد عمر بعيو، رئيس مؤسسة الإعلام الحكومية، قراراً بتشكيل لجنة إدارة موحدة لوكالة الأنباء الليبية، برئاسة مسؤولي تحريرها في شرق البلاد وغربها، ومنحها صلاحية اتخاذ جميع الإجراءات، التي تتطلبها إعادة توحيد ودمج الوكالة.
ومنذ سنوات انقسمت الوكالة بالمنطقتين الشرقية والغربية على نفسها، ومارست عملها بحسب ولائها للسلطات هناك.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».